سرايا - سرايا- البدلة الزرقاء والإبتسامة القاتلة التى رسمها الرئيس المخلوع مرسي، أثارت جدلاً كبيراً فى الأيام السابقة ولعل أبرز ما حدث فى تلك الأيام القليلة الماضية، هو ظهور حارس خاص خلفه أثناء المحاكمة وفى قفص المحكمة، تساؤلات محيرة حول أسباب الثقة التي ظهر بها مرسي وباقي المتهمين، فسرها مراقبون على أنها ثقة في أن القضية سياسية ولا يوجد أدلة اتهام حقيقية بدليل ما ظهر في الاحراز المزعومة من أيات قرآنية وأغاني ومقالات صحفية.

بيد أنه ظهر ولأول مرة في هذه المحاكمة بجوار الرئيس مرسي داخل الزنزانة راجل ضخم الجثة بوجه حاد يرتدي بدلة مدنية كاملة، وأظهر فيديو لدخول مرسي الزنزانة أن هذا الرجل كان يسير وراءه ثم دخل معه الزنزانة، وظل واقفا وقفة عسكرية ولا يتحرك طوال الجلسة، ويرمق بعينيه مرسي الذي كان يبتسم ويحيي الموجودين وهم يهتفون له.

وأثارت صورة هذا الرجل التي التقطتها عدسات مصوري بعض الصحف والفيديوهات، تساؤلات حول الجهة التي يتبع لها هذا الرجل، ورجح محامون أن يكون من المخابرات الحربية أو أجهزة سيادية أخري خاصة أن القضية المنظورة تتعلق بما يسمي "التخابر"، وتتضمن اتهامات لمرسي – وهو رئيس – بتسريب أسرار الدولة لقطر، رغم استقبال المشير السيسي لأمير قطر في قمة شرم الشيخ، وتساءلوا عن سبب حضور هذا الرجل الغامض هذه المرة للجلسة ودخوله الزنزانة مع مرسي، وهل سيلازمه في الجلسات السابقة أم أنه حضر هذه المرة لأسباب لا تزال مجهولة، وهو ما لم يحدث في جلسات سابقة.

وسبق أن ظهر نفس هذا الرجل بملابس مدنية بدون بدلة رسمية خارج الزنزانة في احدي جلسات محاكمة مرسي سابقا وهو يرتدي البدلة البيضاء ولكنها المرة الأولي التي يدخل معه فيها الزنزانة.

ولوحظ أن مرسي عندما لوح للحاضرين في القاعة أولا ثم انتحي يمينا ليلوح محييا باقي المتهمين العشرة في قضية التخابر في الزنزانة على يمينه، وهم يهتفون له (مرسي يا بطل .. سجنك بيحرر وطن) ، ظهر الرجل الغامض المتجهم الوجه في الفيديو (في الدقيقة 46)، وهو يقول كلمة مقتضبه سريعة للرئيس مرسي ورمقه مرسي بنظرة سريعة ورده عليه بكلمات قليلة، ثم تجاهله وظل مبتسما، مع استمراره في رفع يديه تحية لقيادات الاخوان وهاتفا معهم، وهو ما لم يمكن سماعه بسبب الزجاج العازل للصوت الذي يحيط بالزنزانة لمنع مرسي من الكلام مع من في القاعة.

إجباره على الحضور

ورجح مراقبون أن يكون حضور هذا الرجل مع الرئيس مرسي مرتبط بما سبق أن ذكره مرسي في جلسات سابقة أنه تم إجباره على الحضور قائلا: "أنا هنا بغير رغبتي" و"تم إحضاري عنوه"، وكذا بما ذكرته صحف حكومية وخاصة من أنه رفض ارتداء البدلة السوداء، قبل أن تحاول تشويه صورة مرسي بادعاء أنه ظل يصرخ غير مصدق ارتداء البدلة الزرقاء.

حيث رجح مراقبون أن يكون مرسي رفض حضور هذه المحاكمة ولكن تم إجباره على الحضور وخصصوا له هذا الحارس الضخم الجثة الذي يرجح أنه ضابط كبير في جهاز سيادي لإجباره على الحضور عنوه ودخول القاعة وحراسته بداخلها وربما منعه من الكلام أو التواصل مع باقي المتهمين من مكتب الرئاسة، رغم أنه داخل زنزانة محكمة.

وكان محمد مرسي قد رفض في بداية المحاكمات استلام قرار تحديد موعد محاكمته جنائيا يوم 4 نوفمبر 2013 ورفضه الذهاب لقاعة المحكمة، ما أثار جدلا واسعا في الشارع المصري، وقال محامون أن الشرطة والدولة ستحضره بالقوة، وعندما وصل الي المحكمة ظهر حوله خمسة من الحراس يرتدون بدل رسمية ما يشير لتبعيتهم لجهة سيادية، ولكنه تعمد الوقوف لضبط ملابسه وبدلته كي يظهر في أفضل شياكته او هيبته وهو داخل إلي المحكمة، ما أثار تكهنات أنه تم إحضاره بالقوة، وهو ما قاله مرسي بنفسه عندما قال للقاضي "انت مين؟ أنت عارف انا كنت فين؟".

واعتاد مرسي الظهور في جلسات محاكمته بالرداء الأبيض لكن بدءًا من جلسة 28 أبريل الجاري ظهر في جلسة محاكمته مع آخرين في قضية "التخابر مع قطر" يرتدي البدلة الزرقاء، وهي التي يرتديها من يتم الحكم عليهم في أي قضايا.

وقال أسامة مرسي نجل مرسي في حوار مع وكالة الاناضول إن والده "متمسك بشرعيته" حتى لو تعددت الأحكام القضائية.

وعن توقعه لموقف والده عقب حكم الاتحادية أجاب: "ما أعلمه يقينا أنه حتي لو تعددت الأحكام إلى العشرات لن يتغير موقف الرئيس من التمسك بشرعيته كرئيس لمصر، إلا حين ما يقرر الشعب المصري عبر إرادتهم الحرة إعادة الثورة لمسارها الرئيس والشعب الذي منحه هذه السلطة يحجبها عنه (في إشارة لفكرة التغيير بالانتخابات)".

ورغم وجود رئيس حالي لمصر هو عبد الفتاح السيسي، إلا أن أسامة مرسي أصر، في مقابلة "الأناضول"، على أن عودة والده للحكم "ليست مجرد أحلام"، يرفعها مؤيدو مرسي، وتحدث عن جزء من رؤية والده لمصر في الفترة المقبلة عبر ما أسماه "استعادة الثورة (ثورة 25 يناير 2011)".