03-05-2015 03:07 PM
بقلم : صالح عربيات
كثيراً ما أعبنا على مؤسسات الدولة ومسؤوليها تهميش الشباب ، بل وهاجمنا الجيل الجديد بوصفهم شباب أرعن لا يملكون من الخبرة ما يمكنهم من الصمود في وجه ما واجهناه نحن وأجدادنا من تحديات سياسية ومعيشية و عسكرية ، ويحاول الكثير من المسؤولين (العرط) علينا بالظهور بمؤتمرات الشباب ، فيكثرون من الحديث عن أهميتهم في المجتمع بدون دمجهم في عملية صنع القرار بشكل فعلي مما يتسبب بالاحباط للكثير منهم ويثبط عزيمتهم ، ويدفع بعضهم لليأس والبعض الآخر للهجرة. فقوة الشباب كإبريق فيه ماء يغلي اذا اغلقته و احكمته انفجروا و اذا ثقبته ليتنفس اهلك ما حوله و لكن اذا وصلته بعجلة دوارة أدار لك مصنعا هائلاً.
على النقيض تماماً يدرك جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أهمية الشباب و ترويض طاقاتهم وتوجيهها بما يخدم الأردن وهذه الأمة النائمة ٫ وبدأنا نلمس بشكل واضح فقدان الملك لثقته بالمسؤولين الذين لم يستطيعوا أن يواكبوا أحلام وخطط جلالته فانتقد بوضوح في مناسبات عدة البطء في عملية الإصلاح سواء السياسي أو الاقتصادي وبدأ يتولى الأمر بنفسه ومن وراء الكواليس.
كانت رئاسة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لجلسة مجلس الأمن ، ليصبح بذلك أصغر شخص يتولي رئاسة اجتماع للمجلس في التاريخ ، طرف الخيط الذي بدأت خطط جلالة الملك عبد الله الثاني تتكشف به ٫ ولكن ما لم يلحظه الكثير من المراقبين بالتزامن مع هذا الحدث العظيم تكليف شاب أردني بإيصال رسالة من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم لفخامة رئيس إقليم كردستان - العراق السيد مسعود البارزاني ، فتولى دبلوماسي أردني من ملاك وزارة الخارجية في العشرينات من عمره هذه المهمة بكل كفاءة واقتدار ، فضجت مواقع الأخبار والصحف الكرديه بأخبار هذا اللقاء غير العادي.
قمت شخصياً بالبحث في مواقع الأخبار الكرديه للأيام الثلاثه الماضيه ، وبالفعل كانت صورة الشاب الأردني الى جانب رئيس الإقليم هو الخبر الأبرز بل أن بعض الصحف وضعت الصورة فوق اسم الصحيفة على الصفحة الأولى مما يشير الى أهمية مضمون الرسالة التي حملها و بالتالي فإن ايصال مثل هذه الرساله المهمة من ملك الى رئيس في وضع اقليمي ملتهب لا بد من الوقوف على دلالاته.
ما هو واضح الآن أنه يتم في الخفاء ومن وراء الكواليس اعداد جيل من الشباب القادرين على حمل المسؤولية وسحب البساط بشكل تدريجي من تحت أقدام المسؤولين القدامى الذين لا يستطيعون مواكبة هذا العصر وسرعته فكان من الممكن أن يرأس وزير الخارجية جلسة مجلس الأمن نظراً لأهميتها ولن يكون هناك أي اعتراض فهذا أمر طبيعي ، كما أنه كان من الممكن أي تنقل الرساله من جلالة الملك الى فخامة الرئيس بواسطة أحد السفراء المخضرمين الا أن الرسالة واضحة : الآن أشركوا الشباب فهذا زمانهم وهم مستقبلنا.
كم أتمنى أن يدوم هذا الحال ، فأنا متفائل بما يحمله لنا المستقبل من مفاجئات ، فربما نرى أسماء جديدة في الأفق تحمل راية الوطن وتسير فيه مستمدة عزمها من آبائها و شجاعتها من أجدادها وثقتها من قيادتها الرشيده بما يشبع لهفة الشارع الأردني لتغيير جذري يبعد شبح الأسماء المعدودة التي تتبادل المناصب في بينها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-05-2015 03:07 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |