28-09-2010 10:33 AM
علينا أن نعترف أننا شعب ميئوس منه ، فنحن نحمل ستة ملايين جهاز هاتف خلوي ونشكو الفقر ، و ندخن بأكثر من نصف مليار دينار سنويا ونطالب ببيئة نظيفة ، نحن نشتم شركات الهاتف الخلوي التي أصبحت دولة داخل دولة ثم نتحدث بمليار دينار سنويا ونرسل أربعمائة مليون رسالة نصية في العيد ، ندخل أولادنا مدارس خاصة وما معانا نعطيهم مصروف طيب المدارس الخاصة بدها أكل وشرب ولباس خاص وكتب غالية ومواصلات رايح جاي وأعياد ميلاد ونوادي وكلوا والله ما بلزمنا لأنه كله فشخرة ومنظرة ونحن ننساق للمدارس الخاصة كم ننساق لمكاتب الشغالات وما أدراك ما مكاتب الشغالات أكبر بؤرة نصب في الأردن و نحن نذهب لنستدين مائة دينار من صديق لدفع قسط الجامعة للولد ثم "نجير الله " على من أستدنا منه أن يعطينا يوما لندعوه على الغداء ، طبعا مناسف بخمسمائة دينار نستدينها من صديق أخر " نجير الله عليه " بيوم أخر وهكذا.
نحن شعب ميئوس منه ، نقبل بالغلاء والضرائب والجمارك والمكوس ، وندفع عن طيب خاطر تحويشة العمر للسوق المالي لتسرقنا الشركات والحكومة بالتكافل والتضامن ، أو في بورصات الكبار التي وقع بها الصغار وضاعت "قروش الأردنيين الخسيسة في موازين ابليس" ، نحن مستعدون ان نحرق نصف العاصمة من اجل " وحداتي وفيصلي " وغير مستعدين أن نخرج في مظاهرة سلمية لخفض أسعار المياه او الكهرباء . نحن شعب كذاب منافق ، العامة والخاصة ، النخب وما دونها ، صدقنا انفسنا أننا اغلى من الذهب وأننا " مافي مثلنا ، وأننا بنجنن " ولو نظرنا بالمرآة لوجدنا أننا فاسدون أو ساكتون على الفساد وأننا نخاف على أنفسنا أكثر مما نخاف على الوطن ، وأننا نخاف من الوطن أكثر مما نخاف من الله وأننا نعتبر حكومتنا حكومة استعمار " وهي كذلك " لكن الناس تقاوم الإستعمار ونحن نقضي العمر للمشاركة فيه أو العمل معه ، وأننا شعب من النمامين وأكلة لحوم البشر " ايحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه " صدق الله العظيم . نحن شعب صدقنا حكاية أن لنا دورا محوريا رغم أنه " ما حدى داري فينا " وصدقنا أننا أكثر الشعوب العربية تقدما وأن عمان أنظف مدينة في العالم " يذكرني ذلك بالدعاية الشيوعية في الإتحاد السوفيتي السابق التي أقنعت الروس بأن الأمريكيين يعانون من الجوع وأنهم لا يملكون اجهزة هاتف ابو خيط في منازلهم " ، وصدقنا أننا مركز العالم بالنسبة للطب والتعليم ، ونسينا أن كبريات مستشفياتنا الخاصة فيها من البلاوي مالا نستطيع الحديث عنه وأنها تدفع خاوات لبعض الصحف حتى لا تنشر فضائحها ، وأن مستشفياتنا الحكومية ، كالزرقاء وغيرها محميات طبيعية للصراصير وأن بامكانها أن تدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية في ذلك الموضع ، وأن جامعاتنا الخاصة جلها على الأقل مافيات لجمع المال والتهرب الضريبي والجمركي والمخفي أعظم . نحن شعب " سحيب أفلام بليع شفرات " درجة أولى وأعلم أن الكثيرين سيثورون عند قرائتهم هذا الكلام لأننا لا نحب أن نعترف بما فينا وما لنا وما علينا ، نحن كالأطفال أو النساء نحب المديح والتعظيم والتفخيم ، ادخل الى ديسكو او كباريه وما أكثرها ، وانظر الى الدنانير تنهال على سيقان الرقاصات المنتنة وتحية الى فخامة الشيخ طقعان ابن سكران شيخ مشايخ المجاهلة وتحية الى ازعر باشا السكران ، وتجلس فإذا كل حثالة المجتمع صارت باشوات ومشايخ والقاب دون أن يتدخل قانون لمكافحة جرائم انتحال الشخصية في تلك المواخير الأردنية المرخصة والتي تفتح طوال الليل بينما المساجد ممنوعة من البقاء مفتوحة بأمر من معالي وزير الأوقاف وموافقة صاحب الرفعة الأستاذ المبجل قاضي القضاة حامل الكتب السماوية ، ويبزغ الصباح وتسكت الرقاصة عن الهز المباح وإذا بالباشوات والمشايخ يكنسونهم مع قمامة المحل الى الشارع ثم نتحدث عن التفخيم والترخيم الذي ماعاد له وجود حتى في علم النحو والصرف. والحكومة ليست أحسن حالا بالطبع فهذه العصا من تلك العصية ولا تلد الحية الا حية ، هكذا مزبطة تحتاج الى هكذا ختم ، حكومة تكذب على نفسها وعلينا ، حكومة تسمي حالة سياسية شجارا على كعكعة ، واغتيال موسادي " طوشة بين شوفيرية " ، حكومة تنتقم من المعلمين بتجويعهم لأنهم طالبوا بأبسط حقوقهم ، حكومة "تتخوث على الأحزاب وتوهمها بأن العملية الإنتخابية ستكون ديمقراطية ونزيهة رغم أنها تعلم أن ذلك لن يحدث والأحزاب تصدق ، ونصدق جميعنا أن الأنتخابات ستكون بدون مناسف ولا كنافة وبدون عشرينان ولا عشرات وبدون صوبات ولا خلويات وبدون كوي ولا غسيل وبدون اكشط واربح وبدون صناديق تذهب وصناديق تأتي .. ورقصني ياجدع على الديمقراطية لحن الإنتخاب الأخير..
الحكومة تسكت عن الفساد ، تسكت عن قضية الكازينو ، تسكت عن الف واربعمائة مليون دينار فساد وتركض وراء واحد منهزم من مخالفة سير ، الحكومة "فلتت"الكلاب الإستراتيجية المسعورة على الشعب تنهش لحمه وتكسر عظمه بينما الحكومة " تشم الهوا" مابين هارفارد وأكسفورد ، الحكومة تكذب علينا في أرقام الدين والموازنة وفي النمو الإقتصادي والناتج الإجمالي المحلي وفي كتابة الموازنة وفي قرائتها وفي اسعار النفط وفي تعاملها مع كل شاردة وواردة . الحكومة مثلنا نحن تكذب وتكذب وتصدق نفسها ثم إذا غضبت " ياويلنا وظلام ليلنا من غضبها " وانظروا الى القوانين المؤقتة وانظروا الى دولة بدون برلمان وبدون صحافة حرة وبأناس مملوئين بالخوف وهواجس الغد ، الحكومة تبيعنا لأي شريك استراتيجي عابر او عارض كما باعتنا في السابق لمجموعة من الغنادير والدبابير ا الله يسلمكو ولشلة من الزعران التي سرقتنا عشرات السنين وهي الآن تعيش في قصور من ذهب في اصقاع الدنيا بينما نحن الأردنيون لا نجد ما نأكله في قيظ رمضان ولا ما ندفع به أقساط أولادنا أو ملابس العيد لهم. الشعب الأردني هو النموذج الحي لشعب ميئوس منه ، شعب مصاب بعقدة استكهولم ، أنا قرفان جدا وليس لدي وقت لأشرح لمن لا يعرف ماهي عقدة استكهولم ، فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فأنا مثلكم مصاب بعقدة استكهولم التي أظن أنها ستتغير كي تصبح عقدة عمان في الطبعة الجديدة من كتب علم النفس .
لننتظر الإنتخابات النزيهة القادمة ، ولننتظر الحكومة القادمة ورئسها الذي سيرفع عدد رؤساء الحكومات الأردنيين الذين هم على قيد الحياة الى خمسة عشر رئيسا ، ما شاء الله يخزي العين ، خمسة عشر رئيسا " والله مطبعة يالله تلحق " .وإلى اللقاء ان شاء الله ان كان هناك لقاء
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-09-2010 10:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |