حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16937

72 ساعه في العقبة !

72 ساعه في العقبة !

72 ساعه في العقبة !

11-05-2015 09:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علي الحراسيس
ان لابد أن استجيب لرغبات من حولي " بتغييير الجو " وكان أن اخترنا هذا العام مدينة العقبة رغبة منا اولا بدعم السياحة الداخلية ورؤية ما يمكن أن يكون قد تطور على هذه المدينة والى أي حد وصلت طموحات الذين بشرونا ووعدونا ب " سنغافورة الشرق " بعد حوالي 15 عاما على بدء تحويل العقبة الى منطقة خاصة .

لم نرغب السفر بالسيارة ، بل اخترنا إحدى اهم وأعرق شركة ناقلات اردنية تخصصت في النقل المميز الى العقبة حيث غادرنا من منطقة العبدلي ، تحركت الناقلة بالتوقيت المحدد " الساعة الحادية عشر " وبدأ ان الطريق رائعه والسائق متمتع مثل باقي الركاب حتى تجاوزنا طريق المطار "30 كم جنوب عمان " وبعد ذلك بدأت معاناة الركاب والحافلة وكنا نعتقد لوهلة أن الحافلة انتقلت الى الطريق الرملي المحاذي للشارع الرئيس " الصحراوي " مطبات وتشققات وحفر وخراب كبير لحق بالشارع ولا زال منذ عقود حتى تصل الى مدينة العقبة ،وهي معاناة يعاني منها كل " ممتط " لهذا الطريق الذي لازال على عهده منذ " الحرب العراقية الإيرانية " أي منذ اكثر من 35 عاما والحكومات المتعاقبة منذ ذاك التاريخ وهي لا تبالي ولا تهتم ، بل ويزداد الوضع سوءا حتى بلغت اخر الأحصاءات وفاة مواطن ووقوع 3 حوادث كل اسبوع في هذا الطريق الذي تحول الى طريق للموت دون أن يحرك هذا حكوماتنا المتعاقبة بكل أسف ، والذين يبدو أنهم يختارون التنقل بالطائرات تحسبا لتلك المعاناة وتوفيرا للوقت ! .

تعطلت الحافلة قبل أن نصل حدود محافظة معان بسبب انقطاع " اقشطة " الموتورات بسبب الإهمال ، وانتظرنا ل30 دقيقه قبل أن تتحفنا الشركة بناقلة أخرى قديمة من الناقلات التي يبدو أنها خدمت لأكثر من 20 عاما عانى فيها الركاب انقطاع عمل المكيّف لمدة تزيد عن ساعتين كاملتين وبدا أننا في " "حمام ساونا " تبلغ حراررته 40 درجة ولا مفر إلا الصبر والتحمل .

وصلنا الى المدينة ، وبدأ ان هناك اصحاب السيارات ودون تنظيم او مراقبة يعرضون مساعداتهم بالنقل وايجاد شقق او فنادق تناسب مدخولات الناس دون تحديد سعر ، وفي النهاية اكتشفنا ان الجشع والطمع والإستغلال هو سيد الموقف هنا ، فكان أن دفعنا مبلغ 7 دنانير للوصول الى الشقة التي لابد انه يجري بين السائق وأصحابها " عمولات جذب الزبائن " وهي لا تبعد عن محطة الوصول لاكثر من 700 متر !
اخترنا او اختار لنا السائق شقة في مبنى يظهر من الخارج أنه جميل تتوفر فيه خدمات المصعد والمكيّف ، وهناك أسعار تطرح على الزبون إن كان يرغب بشقة بمكيف او دون مكيف في مدينة تتوسط فيها درجة الحرارة منتصف الثلاثينات وتصل احيانا الى الأربعينيات وهي ملاحظة جديرة بالمتابعة من قبل القائمين على السياحة في بلادنا .
كان لا بد أن نتسوق ونشاهد ما استطاع تجار البلد توفيره من بضائع لا تخضع لأي رسوم ، وبكل أسف اقول أن غالبية المحال توفر بضائع صينية من ارخص واردأ بل واسوأ انواع البضائع المصنوعة من البوليستر فقط وغياب الجودة " ملابس وأحذية "، حاولنا عبثا البحث عن بضائع ذات جوده ولم نصدف سوى محل او اثنين يعرضان بعض تلك البضائع ، وكم آلمنا ان قررنا شراء ما يلزم من عمان ولا داع لحمل بضائع سيئة الصنع لا يتعامل بها حتى سكان الصين أنفسهم !! ويبدو أن غياب " المحترفين " من تجار النخب يساهم دوما بتخفيض نسبة الإقبال على شراء بضائع رديئة تتوفر في كل المدن وبنفس الأسعار تقريبا وهذا ما اكده لي احد اصحاب المحال في عمان ،مع غياب كلي لأية صناعة اردنية كان يفترض أن تتلقى الدعم والتسهيلات اللازمة للوصول الى تلك المنطقة وخاصة منها الشركات ذات السمعة الطيبة التي لا فروع ولا محال تعرض فيه بضاعتها ،ويبدو أن السبب متعلق بتضييق الخناق عليها وفرض رسوم وضرائب تحول دون عرضها في تلك المنطقة .

كان أن التقينا مع بعض زوار العقبة في مطعم ، وكانت الشكوى اجتياح " الحشرات وخاصة " الصراصير والبق " غالبية الشقق المفروشه التي لا تلقى أي اهتمام او رعاية أصحابها او متابعة المعنيين بالمدينة ، فغالبية القائمين عليها من الوافدين حيث تنعدم النظافة في تلك الشقق وأقسم لنا احدهم أن الوسائد والأغطية مليئة بالحشرات الضارة والماصة للدماء فكان أن قام بتبديل 3 شقق في ليلة واحدة مع زوجته وطفلين معهم وقرر قطع زيارته والعودة الى السلط هناك .

صدمة او فاجعة تصيب كل من يزور العقبة ، فلا مجال هناك لسكن كريم يناسب مدخولات الناس بإستثناء الفنادق ،وغياب كلي لمواقف السيارات ، ولا ساحات العاب وترفيه للأطفال والزوار ،ولا تقام مهرجانات او كرنفالات تجلب السائح او تدفعه للعودة وتمديد فترة النقاهة وخاصة في عطل تمتد الى 3 أيام متتالية ، محال المكسرات تتفوق في عددها على محال الألبسة ، والمطاعم تنتشر ، وكل ما في العقبة محال مكسرات ومطاعم وألبسه صينية ،والاهتمام الرسمي هناك لا يتعدى الشارع المحاذي للبحر ،فيما تنعدم كافة الخدمات والنظافة والتنظيم بقية المناطق المرتفعة عن البحر والمحاذية لمتنزه العقبة الذي تحول الى مجمعات تجارية ،وهذا باختصار بعض من ملامح شاهد على منطقة العقبة الخاصة ولا يتسع المجال لإيراد ملاحظات أهم وأكثر في هذا الجانب ..








طباعة
  • المشاهدات: 16937
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم