11-05-2015 11:20 AM
بقلم : محسن محمد هلال العظامات
كثرت في الآونة الأخيرة حالات العنف في جامعاتنا المختلفة الحكومية منها والخاصة ، فتحركت العقول والأقلام لتفسير هذه الظاهرة وتحليلها ، فعقدت الندوات الجامعية وشكلت اللجان البحثية لدراسة هذه الظاهرة ، باحثة عن أسبابها مقترحة الحلول لها ....وللأسف خلصت جميع هذه الندوات والدراسات لوضع اللوم على الطالب المسكين فهو السبب والمسبب ، فهو عنصري ،عشائري ، فاقد للهدف والرؤيا ، ضعيف التحصيل .... ووضعت الحلول انطلاقاً من هذا التوصيف ، فزرعت الكاميرات لمراقبة هذا الطالب وحركاته وسكناته ، وعززت الإجراءات الأمنية ، فتحولت جامعتنا لما يشبه الثكنات العسكرية التي تتخذ فيها الإجراءات الرادعة من الاختراق ، فأصبحنا كطلاب متهمين حتى تثبت براءتنا ، وتحول جو الدراسة لحالة توتر مشحون ينتظر أن ينفجر في أي لحظة .
ما هكذا تورد الإبل يا جامعاتنا....... لقد عاملتمونا كجناة ونحن الضحية
فعنصرية طلابنا وعشائريتهم هي حصاد سياستكم الميمونة ، التي تغذى في كل مفصل من مفاصل حياة طلابنا ، يراها ممارسات ممنهجة في جامعته ومجتمعه ترعى بأيادي خفية تعمل على ترسيخها وتثبيتها وتمدها بأسباب الحياة ، فالطالب ضحية العنصرية وليس منشأها ، فنحن الضحية ولسنا الجناة .
وما كان لهذه العنصرية بشكلها السلبي أن تنمو وتظهر بهذا الشكل السيء إلا نتيجة لإبعاد وتنحية الرابطة الصحيحة والصحية في المجتمع، رابطة العقيدة الإسلامية التي ربطت بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة والتي ربطت بين أبي بكر وبلال الحبشي وعمر وسلمان الفارسي ، تلك الرابطة التي أخرجت للبشرية أعظم حضارة عرفتها البشرية.
وأما فقداننا للهدف والرؤيا ، فهو ما جنيتموه علينا من انسداد أفق رسمتموه أمام أعيننا ، من وضع اقتصادي مزري وفساد مستشري ينخر أحلامنا وآمالنا ، فنحن نرمى لأحضان البطالة لتخنق فيه أهدافنا ، فنحن الضحية ولسنا الجناة .
وأما ضعف تحصيلنا العلمي، فهو نتاج سياسة التجار التي تعاملونا بها ، فلقد فقدتم انتم فلسفة التعليم يا جامعاتنا ، وعاملتمونا كزبائن تنظرون لجيوب آبائنا وأهملتم عقولنا وميولنا ، فالجامعات نموذج وصورة من المجتمع الذي نعيش ونحيا فيه تسيره وتنظم شؤونه قيم وقوانين استوردناها من حضارة الغرب وقوانينه ودساتيره ونسينا حضارتنا وقيمنا ومبادئنا فأصبحنا كالغنم دون راع نسير بغير هدى ولا دليل وأصبحنا تائهين نستورد الحلول لمشاكلنا من غيرنا بل وأصبح غيرنا يفرض علينا قيمه ومبادئه وينهب ثروات بلادنا وأموالنا وما زلنا ننظر إليه نظرة المنقذ.
الطلاب الأعزاء
لا حل لمشاكلنا كلها ، مشاكل المجتمع ومشاكل التعليم والإقتصاد والمشاكل الإجتماعية وغيرها في مجتمعنا إلا بالبحث عن حل جذري ومبدأي ينهي تدخل الآخر فينا في كل مناحي الحياة ويقطع يده التي تنهب ثرواتنا وأموالنا بحجة إنقاذنا من أنفسنا ونعود للعيش معا بكل اختلافاتنا سواسية متساوين في الحقوق والواجبات ، مستمدين ذلك من أسلامنا العظيم فنفوز برضى خالق السماء والأرض والإنسان وننعم بحياة طيبة مليئة بالأمن والإطمئنان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين