14-05-2015 02:03 PM
بقلم : د.عبدالله عامر البركات
مقولة ومثل عربي جميل ولكن يجب ان نضع الامور في نصابها. فالفتاة تبدأ حياتها بالاعجاب بأبيها .
فهو اول رجل تتعرف عليه. وعندما ترزق العائلة بابن ذكر تبدأ البنت تحب اخاها ثم تعجب به بعد انقضاء فترة الغيرة وبلوغ الاثنين الحلم .ويتداخل الاعجاب بالاب والاخ فترة انتقالية تطول وتقصر, الا ان تقدم الاب بالسن وتباين الافكار بين الجيلين يجعل الفتاة اكثر ميلا للاعجاب بافكار اخيها وقوامه وتحصيله وفتوته وتباهي به رفيقاتها.
ومع اكتشافها لخصوصياتها الانثوية وحاجتها الى فارس احلام تكمل به ذاتها يبدأ اعجابها بخطيبها ثم زوجها ويتداخل ذلك مع اعجابها باخيها الى ان يتكرس الاعجاب بالزوج ويبدا الاخ بالانسحاب من حياتها الى حياته واسرته. بعدها ترزق الفتاة بابنها الاول ويبدأ الاعجاب به مع الاعجاب –بابيه.
ويمتد ذلك ردحا من الزمن الى ان يبدا الاعجاب بالابن يستولي على كل جوارحها, خاصة مع بدئه تحقيق نجاحات في دراسته وعمله. يطول الاعجاب بالابن ويتلاشى الاعجاب بالزوج تدريجيا. وعندما ينصرف الابن الى حياته واسرته يتلاشى الاعجاب به تدريجيا .في نهايه المطاف ومع سن متقدمة تغدو المرأة وهي لا يعجبها احد اوتعود تحن الى ابيها او زوجها المتوفى وتعجب به ثانية.
تذكروا ان هناك في الواقع ثلاث كلمات تتداخل وتخلط المعاني . ولا بد من التمييز بينها قبل ان نستبطن مشاعرنا لنعرف ما يجول بها. ولن احاول تعريف هذه الكلمات بقدر ما احاول قياسها على بعضها.
هذه الكلمات هي الحب والاعجاب والاخلاص .فالحب غير الاعجاب غير الاخلاص. فقد يكون الحب بلا اعجاب. الا ترى الام تحب ولدها حبا جما الا انها لا تعجب به لكسله وسوء خلقه مثلا . بل قد تعجب بابن جارتها وابن قريبتها دون ان تحبه بل وربما كرهته وتتمنى لو كان ابنها مثله في جده واجتهاده ونجاحاته.
وهكذا نرى ان الحب لا يقتضي اعجابا بالضرورة والاعجاب لا يقتضي حبا بالضرورة. اما الاخلاص فقد تخلص المرأة لزوج لا يستحق الاخلاص ولا الحب ناهيك عن الاعجاب. وقد يترافق مع الاخلاص شعور بالواجب تجاه زوج قضى.