بقلم :
( وجاءوا أباهم عشاء يبكون) ، هكذا هو حال بني إسرائيل، فعندما أخذ إخوة يوسف نبي الله كي يرعى ويلعب معهم في الصباح ويأتوا في المساء وعيونهم مليئة بالدمع حزنا وألما على ما فعله الذئب بحق أخيهم بعد أن مكروا به ورموه في البئر، فلو نظرنا إلى الآية الكريمة السابقة لوجدناها قريبة ( بعض الشيء) إلى المثل القائل: ( في الليل يأكلون مع الذئب وفي الصباح يبكون مع الراعي) وللأسف فهذا هو حال معظم الناس ( ليس فقط المسؤولين) في التمتع والرقص على مصائب غيرهم ، وليس هذا فحسب بل من خلال المكر ونصب المصائد والحفر، والتفتيش عن أخطاء الآخرين في الليل، ويأتوا في النهار ويلعبوا دور الناصح الأمين .
لكن الفرق ما بين الطرفين ، هو أن إخوة يوسف عندما جاءوا أباهم يبكون ، انتظروا حتى يحل الظلام استحياء من أبيهم وحتى لا يعرف أن دموعهم كاذبة ،وتابوا إلى الله في نهاية المطاف.
أما اليوم فهم يمكرون ويكذبون في الليل وفي الظلام الدامس ويبكون جهارا نهارا ولا يفكرون بالتوبة.