17-05-2015 11:14 AM
بقلم : ناجح الصوالحة
تفاعل جلالة الملك عبدالله الثاني مع القطاعات الانتاجية في الآونة الاخيرة وهذه اللقاءات النوعية أدخل الامل في قلوب منتسبي هذه القطاعات من عمال واصحاب منشات مما اثر ايجابيا على عجلة الاقتصاد الاردني بعد وضع جميع ملفات كل قطاع على طاولة الملك والاستماع الى الجميع ومعرفة الاشكاليات والصعوبات التي تواجه كل قطاع والعمل بين جميع شركاء كل قطاع في السعي لايجاد الحلول للخروج من رتابة المرحلة ومواجهة الظروف الاقليمية التي تحارب الاقتصاد الاردني بكل قوة.
بعد لقاء جلالة الملك مع القطاع السياحي والانتباه الى ما يمر به القطاع وتراجع المردود السياحي واستماع جلالته الى ملاحظات جميع الاطراف, حكومة واصحاب منشآت سياحية, تم اتخاذ قرارات أنعشت القطاع بأكمله ولاحظ الجميع الفرح الذي عم مستثمري السياحة والشكر لمن ساهم في دفع القطاع الى الواجهة مما نشط القطاع ووضعه في تنافس يستطيع صاحب المنشأة السياحية استقطاب زوار للمملكة وإنعاش السوق بأكمله، توقيت مناسب لدفع القطاع السياحي ورفع مستوى المنافسة مع الدول الاخرى ونحن على ابواب فصل الصيف وحاجة المواطن العربي لجهة سياحية تمتاز بهدوء سياسي وامن واستقرار.
التعاطي القوي مع القطاع الصناعي في الفترة الاخيرة ملاحظ من مراقبي الاقتصاد الوطني في الداخل والخارج ووضع الامور في نصابها التشاوري وحشد جميع الشخصيات الاقتصادية الرسمية من اجل الخروج بتصور شمولي لاعادة قطاع الصناعة الى دوره الريادي في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة فرص العمل للخروج من المرحلة الصعبة التي يمر بها الاقتصاد بفعل عوامل خارجية تستدعي تكاتف الجميع في سبيل تجاوز آثار الصراع الاقليمي الدائر من حولنا.
نأتي الان الى قطاع بالغ الاهمية في الحياة الاجتماعية والسياسية قبل الاقتصادية الا وهو القطاع الزراعي، ومن خلال تتبع تطور الحياة الاقتصادية في الدولة الاردنية من جانب مختصين منذ بداية الدولة الاردنية يلاحظ دور القطاع الزراعي في تنمية الدولة الاردنية واهميته في مساعدة الاقتصاد الوطني في الوقوف على رجليه في مراحل سابقة لم يكن سوء الزراعة داعما للنشاط الاقتصادي وموفرا لفرص العمل من خلال الانتاج الزراعي الذي استطاع العمل في اجواء بالغة الصعوبة يدركها من عايش الصراع الاسرائيلي والعربي وحسب شهود عيان من مزارعي وادي الاردن بان الانتاج الزراعي كان متوفرا رغم قصف الطيران الاسرائيلي لمناطق الاغوار وكان المزارع يحتمي من القصف وبعد انتهائه يعود الى مزرعته دون خوف وكانت الخضروات الاردنية تصدر في تلك المرحلة الى دول الجوار رغم المعاناة فلقد صمد المزارع الاردني في الاغوار من اجل رزقه واستمر في مواصلة العمل الزراعي والذي يعتبر مصدر رزقه الوحيد ومنه تعتاش غالبية الاسر الاردنية خاصة في الاغوار واستمر العطاء بكل اخلاص الى أن بدأ القطاع في التراجع في نهاية الثمانينات من القرن الماضي.
نحن في نهاية الموسم الزراعي في مناطق الاغوار وعندما تستمع في المناسبات الى حديث الاهل من المزارعين رغم البذل والجهد والاخلاص في العمل ونظافة الانتاج الزراعي وجودته وادخال عنصر التكنولوجيا الحديثة في العمل الزراعي والمعترف به من قبل مؤسسات أوروبية وحصول بعض مزارعي الاغوار على جوائز عالمية يشعر المرء بحسرة وألم بسبب ضياع هذا القطاع وانهياره بعد تدمير غالبية الاسر الاردنية العاملة في الزراعة ولا ابالي بان جميع مزارعي الاغوار مطالبين لعدة جهات اقراضية في نفس الوقت تم اللجوء اليها على امل كما كل عام الامل هو المحفز للعمل في هذا القطاع وهو السبيل الوحيد امام مزارعي الاغوار والمملكة بشكل عام ان يكون هذا الموسم افضل من سابقه ومحاولة تسديد ديون متراكمة منذ سنين ولكن كل عام يلاحظ التراجع في مردود العمل الزراعي.
الحديث عن انقاذ القطاع الزراعي نستمع اليه في كل عام والنتيجة التدهور نفسه ورمى الخضار في شوارع ومراكز الاسواق المركزية مشاهد وغياب كثير من ارباب الاسر عن منازلهم خوفا من القضايا المرفوعة عليهم من قبل شركات المواد الزراعية وشركات مستلزمات الانتاج الزراعي وجهات اقراضية حكومية، كثير من مزارعي الاغوار أجبر على بيع ارضه ورهن رواتب ابناءه الموظفين لمحاولة تسديد القدر المستطاع من الديون.
هي استغاثة من قطاع حيوي وقادر على إنعاش الحركة الاقتصادية في الوقوف معه مثل غيره من قطاعات الانتاج والتعامل معه بمهنية أساسها نظرة ثاقبة لدور القطاع الزراعي في تنمية الأسر العاملة في المجال الزراعي وحمايتها من الوقوع في براثن الفقر والبطالة ومشاكل اجتماعية كبيرة نحن في غنى عنها ولابد من مساعدة القطاع على الخروج من المازق المستمر منذ عشرات السنين واتخاذ قرارات جادة تساعد المزارع البقاء في ارضه وعدم تركها الى ابناء الجنسيات الاخرى والذي اصبح المزارع الاردني يعمل لديه.