18-05-2015 01:37 PM
بقلم : محمد ابو صقري
سبعة وستون عاما مضت وما زالت فلسطين تنتظر عودتنا.. ما زالت تنتظر سنابك خيلنا تقتحم حصون العدو وتدك اوكارهم، لتعيد الحق إلى أصحابه بعد طول غياب وعذاب.. فلسطين ما زالت تفتح ذراعيها استعداداً لاستقبال الأحباب .. ما زالت عيناها اللتان خبى بريقهما ترنوان إلى الأفق البعيد لعلهما يكتحلان بمقدم الفارس الذي طال انتظاره يغذ الخطى ليعيد البهجة الى قلبها ويرسم البسمة على شفتيها، فتنطلق تلك الزعرودة التي حبستها طويلا لتخترق جدار الصمت من حولها مؤذنة ببداية الأفراح وأعراس النصر.
فلسطين ما زالت هناك، جذورها ضاربة في أعماق التاريخ، شامخة شموخ الجبال امام العواصف والأعاصير، صامدة راسخة لا تنحني ولن تنحني ما دامت اشجارها تورق وتزهر وتثمر .. فلسطين لن تنحني ما دامت ازهارها تتفتح كل صباح وتنثر عبيرها في فضائها وعلى روابيها والتلال .. لن تنحني ما دامت بلابلها تشدو على اغصان الليمون اجمل الألحان .. فلسطين لن تنحني ما دامت مياهها تجري رقراقة في جداولها والوديان.. فلسطين لن تنحني ما دامت مآذنها تصدح أن لا إله إلا الله .. فلسطين لن تنحني ما دام ابطالها يمتشقون السلاح ويقبضون على الزناد .. فلسطين لن تنحني ما دامت نساؤها تحمل وتلد أشبالاً يرمون العدو بحجارة من سجيل .. فلسطين ستبقى فلسطين .. لن تتغير ملامحها مع السنين .. وستعود الى حظيرة المسلمين .. هذا وعد رب العالمين، في كتابه المبين.