18-05-2015 01:43 PM
بقلم : جروان عبدالله المعاني
على الدوام كانت معان السباقة للفت نظر الحكومات حول معاناة المواطن الاردني من الفساد واستنزاف موارد البلاد لمصلحة حفنة من المتنفذين وأعداء الديمقراطية المتلبسين ثياب الولاء والانتماء، حيث كانت القضية الفلسطينية والقدس حاضرة في كل حراك بالمدينة ، ودوما كانت ردة فعل الحكومة شرسة نزقة توحي بعدم مبالاتها في مطالب الشعب وتأتي ردود فعلها غير مسئولة , فمنذ عام 1989 على اثر ما عرف بهبة نيسان حيث قتل تسعة شباب من ابناء المدينة والحقد والغل يتعالى بين الشعب والحكومة حيث تبلور بعدة احداث متتالية فكانت انتفاضة الخبز عام 1996م ثم مقتل الدبلوماسي الامريكي (فولي) عام2002 وما تلاه من اعتقالات وصلت حد العشوائية حيث الكل كان مُتهما، ثم تطورت الامور بعد عام 2013م حين اختفت بعض الاسلحة الامريكية في حملة الاسد المتأهب وما تلى ذلك من اعتداء على منزل احد امراء الخليج في احد قرى معان ، وفي كل مرة كان يتلو ذلك مقتل لشاب وصلت حد اطلاق النار على الجميع ووصل الامر ان اصابت الاطفال .
وفي القفز على الاسباب والنتائج كانت معان دوما تصفح عن دم ابناءها من اجل تخفيف حدة التوتر في البلد، ودوما كانت الحكومات تزداد عنفا في التعامل مع المدينة واهلها، وبما ان تركيبة معان في الاصل كما بقية المدن الاردنية تركيبة عشائرية كانت الحلول تأتي على منحى (عدم تقطيع الوجوه) اي حفظ ماء وجهاء المدينة الذين اعتادوا تقديم الوعود بتسليم المطلوبين الظالم والمظلوم منهم ، وفي كل مرة يوفون بالوعد والحكومة تخذلهم كل ما تقدم زاد من حدة النقمة وزاد من شراسة الحكومة في التعامل مع اهل المدينة.
لست انكر ان معان بيئة خصبة للحركات الدينية السلفية منها وغير السلفية، والتي وصل بعضها حد التطرف، وبأن المظاهرات التي تقوم في المدينة يرتفع السقف فيها احيانا، ولكن الحكومات هي السبب وذلك ليس مبررا للقتل وهدم البيوت وديوانيات العشائر ، فلا يعقل من اجل مطلوب واحد نجتاح مدينة كاملة وننشر الرعب فيها .
ان توجه الحكومة نحو رفع ثمن رغيف الخبز توجه غبي سيؤدي لنتائج وخيمة على الشرائح الفقيرة في البلد، وبهذا تعطي الحكومة مبررا لمزيد من العنف وعلى الحكومة ان تستوعب الكلام الخبز كمعان خط احمر معيب ان نعبث فيهما الا اذا كان هناك اجندة غبية تسعى لمزيد من العنف .