بقلم : شيماء يحيى محمود مقدادي
الأردن نسيج من أربعة حروف ,كل حرف له معنى, وكل معنى يدل على دلالات أخرى , فمهما كتبنا عن الأردن فلن يكفيه شيء فهو الأم التي ضمتنا بين أحضانها رعتنا وحمتنا,وقدمت لنا الدفء والحنان علمتنا أن نكون متعاونين ومتماسكين يدا بيد لنكون أفضل,فعلينا أن نقدم شيئا لامنا نحميها ونحافظ عليها نرعاها ونحبها وأمنا هي الأردن ...

تلاحمنا وتماسكنا كإخوة,كأبناء شعب واحد يداً بيد, هو الطريق الذي تتناثر على جوانبه أطياف الوحدة الوطنية التي يعجز اللسان عن ذكر ما تحتويه من معاني, فالوحدة الوطنية التي تتمثل في ترابطنا وتماسكها وتلاحمنا ,هي الأساس في استقرار الدولة ونمائها ونشر عبير المحبة وحب الآخرين والتعايش والتسامح والصمود...

وتترتب على أعتاب الوحدة الوطنية الكثير والكثير من الايجابيات التي تدل على تعاضد وتماسك وترابط أبناء الوطن ونذكر منها :ـــ
1) زيادة قوة وهيبة البلاد ..
2) خوف الأعداء أن يفكروا الدوس على أي ذرة من تراب الأردن الطهور...
3) نشر لغة المحبة والتسامح والعدل والمساواة بين أبناء الأردن...
4) التمازج بين أفراد الشعب الأردني ومشاركة الجميع في الدفاع عن الوطن...

هناك الكثير من الناس تسول إليهم أنفسهم بالتعدي على تراب الوطن وإشاعة نعرات الفساد والاختلاف والتفرقة بين أبناء الشعب قال تعالى:(( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ))سورة آل عمران ((105))...

إن المجتمعات التي تسود بين ثناياها التفرقة والاختلاف والتباعد,هي مجتمعات لا تحمل من الوحدة الوطنية أي جانب , وتكون سهلة المنال للعدو, والتلاحم والتقارب ليس صفة من صفاتها , وتكون الدولة هيبتها ضعيفة وقوتها قليلة, وتكون أرضه كالعجين أي شخص يقطع منه ويخبز بالطريقة التي يريدها والشكل الذي يحلو له...

وفي سبيل الوحدة الوطنية ما زال هناك الكثير من الناس بل الجميع فداء لوطن ضمنا بين حناياه وسقانا من كأس الحنان والمحبة قدم لنا الكثير, فعلينا أن نقدم شيء من اجله وحتى لو قدمنا الكثير من اجله , فلن يفي ما قدم لنا , فالكل سخر روحه فداه, ودمه رواية لترابه الطاهر..

يقول ونستون تشرشل: (الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم.) نعم , ونستون أوافقك وأقول لك : *إن الشجرة التي يوجد لديها أبناء يعتنون بها و يستظلون تحت ظلها ويسقوها بدمائهم إن خلص الماء; لتظل مورقة خضراء
لا تتساقط أي ورقة من أوراقها لتبقى وعلى مدار الزمن تعطي أجمل الفاكهة وان أهملها أبناؤها فستتساقط أوراقها ويجف ترابها والشجرة هي الوطن*...


لتلاحم أبناء الأردن وتماسكه حكايات يعجز الزمن عن روايتها , فهناك الكثير والكثير من الحكايات, ومنها تلاحمنا وصمونا وتكاتفنا يداً بيد عند استشهاد النقيب البطل معاذ الكساسبة الذي تكلم عن قضيته الشارع العربي والعالمي , ومعاذ لن ينسى إلى الأبد لان كان لاستشهاده حكاية لا تنسى ,فحكايته وحدتنا أحزنتنا ولكن زادت من ترابطنا وصمودنا وضحنا للأعداء الذين قتلوه أنهم حتى ولو قتلوا منا ما يقتلوا لن يثيروا أي رائحة للفرقة
بيننا ...

وأخيرا علينا أن نعتز بالأردن, وندعو له أن يديمه الله لنا ويزيد من أمنه وأمانه واستقراره ,كما علينا أن نتمسك به ونعتز بالانتساب لترابه وقيادته الهاشمية , فحكايات الأردن لن تنسى وستبقى شامة على جبين التاريخ , وسنبقى كلنا نعزف على الحان الوحدة الوطنية لنكون أردن التلاحم وتلاحمنا كالحديد قوي ومتين وأيضا عنيد..

دمتم في أمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....