20-05-2015 10:37 AM
سرايا - سرايا - جددت ندوة أقيمت أمس الإثنين على هامش مهرجان كتارا للرواية العربية بالعاصمة القطرية الدوحة النقاش حول آفاق التجريب في الرواية ومدى استثمار التكنولوجيا لتطوير المنجز السردي العربي.
وفي هذا الصدد، اعتبر الناقد والباحث الأكاديمي المغربي سعيد يقطين أن العلاقة بين السرد الروائي والتكنولوجيا يمكن تحديدها من خلال بعدين اثنين, في أولهما تكون التكنولوجيا موضوعا يتم توظيفه لإنجاز حبكة سردية، وفي الثاني تستعمل التكنولوجيا وسيطا وفضاء لإنتاج النص الروائي.
السرد الرقمي.
ولفت يقطين إلى أن الروائي العربي يتعامل مع البعدين تعاملا ضعيفا يقصر عما تعرفه الرواية المتطورة عالميا، لأن العرب لم يأخذوا بأسباب العلم والتكنولوجيا، فنتج عن ذلك قصور في إبداع روايات الخيال العلمي والفانتازيا والرواية البوليسية وكذا تخلف عن إنتاج السرد الرقمي.
وقال إن الروائيين العرب لم ينخرطوا في تجريب "كتابة" جديدة تستفيد من المنجزات التي تقدمها الوسائط المتفاعلة مع الحاسوب الموصول بالفضاء الشبكي، فكان تعاملهم معها باعتبارها "وسيلة" فقط، وليس فضاء للإنتاج والتلقي، فانحسرت التجربة ولم تتطور لتصبح واقعا يجعلنا نتحدث عن "رواية رقمية" عربية بالملامح التي نجدها في الروايات الأجنبية التي استفادت من هذه التكنولوجيا.
وأكد الأكاديمي المغربي أن التردد لا يزال يطبع سلوك الروائيين الذين قاموا بدور كبير في تطوير التجربة الروائية العربية من اقتحام هذه التجربة الجديدة، منوها بأن بعض الكتاب الشباب اقتحموا فضاء التكنولوجيا غير أن هذا يتطلب وعيا بالكتابة السردية وامتلاك عدتها الضرورية، ليكون الانتقال من التجربة الورقية إلى الرقمية مؤسسا على تقاليد جمالية وكتابية.
وأوضح الباحث في السرديات أن علاقة الرواية العربية بالتكنولوجيا محدودة وغير قادرة على التطور، كما أن عدم اهتمام النقد الروائي العربي بما تشهده الدراسات الأدبية والسردية الأجنبية من تطور سيساهم في تأخير عملية الاستفادة من التكنولوجيا ويؤخر العمل على تطوير التجربة السردية العربية لتنتقل إلى مرحلة جديدة.
وشدد يقطين في تصريح للجزيرة نت على أن الرواية العربية عاجزة عن أن تصبح رواية عالمية، بدليل أن أغلب الروايات التي ترجمت إلى لغات غير عربية لا تستطيع أن يتفاعل معها القارئ الأجنبي.
من جانبه، تناول الناقد السعودي معجب العدواني في مداخلته موضوعين يتعلقان بمدى استجابة الرواية العربية لمبادئ التجريب ورفض الثقافة العربية لمبدأ التجريب.
وأضاف العدواني في حديثه عن آفاق التجريب الروائي وملامحه أن كثيرا من الروائيين العرب نحوا نحو التجريب في التقنيات السردية باعتمادهم مقاربة تتعمد تكسير البنية التقليدية للسرد، والتوسل بضمير المخاطب في الحكي واستعارة مفردات فنية بعيدة عن حقل الثقافة العربية.
وأبرز العدواني أنه رغم تلمس الروائيين والنقاد العرب طريق التجريب في الكتابة فإن الجوائز العربية لا تزال تمنح في أغلبها لأعمال روائية ذات طابع تاريخي.
وتعليقا على أوراق الندوة، أشار الناقد الأردني فخري صالح إلى أن توجيه الروائي بأن يكتب بطريقة مختلفة عما تمليه عليه تجربته نوع من الوصاية الأدبية وتحجيم لحرية الإبداع، باعتبار أن الكتابة في أساسها حرية لا تقبل إملاءات النقاد أو تلبية رغبات القراء.