21-05-2015 10:15 AM
سرايا - سرايا - باستخدام قماش خيمة وطلاء جدران عادي يرسم محمد جوخدار بعض لوحاته في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن، وشارك ببعضها في معرض "فن من الزعتري" الذي أقيم بمركز "سوريات عبر الحدود" بعمّان.
ولم يتوقف محمد عن الرسم منذ بدأت علاقته به في طفولته، وشارك بمعارض في سوريا قبل الثورة، وواصل الرسم بعد أن أصبح لاجئا في المخيم مستعينا بأدوات بسيطة.
ولأنه لا بد من مهنة لكسب الرزق، يعمل محمد حلاقا ولديه محل في المخيم، حيث تعرّف على مجموعة شبان مهتمين بالفن التشكيلي، وشكلوا فريقا تحت اسم "ينبوع الشباب" وتشاركوا جميعا في إنشاء المعرض.
وتحدث محمد للجزيرة نت عن تجربته وأمله في أن تجد لوحاته طريقها خارج المخيم، خاصة وأنها المرة الأولى أن يشارك بمعرض في الأردن.
ويقول "بدأت باستخدام خشب الكرفان (البيت المتنقل جاهز الصنع)، فبعض اللاجئين يستبدلون أرضيات بيوت إقامتهم بالإسمنت، وأنا أستفيد من الخشب المزال في صناعة أطر للوحات، وبالإضافة للرسم أعمل في محل الحلاقة.
وأشار إلى أنه مهتم بالرسم الكلاسيكي ورسم الشخصيات. أما عن زملائه الذين لم يتمكنوا من الخروج من المخيم لحضور معرضهم، فقال إن أغلبية لوحاتهم تعبيرية وتجريدية واعتمدوا فيها على الحبر والألوان الزيتية والمائية.
وأضاف، "لكل منهم طريقته بالرسم، ومن خلال عملي معهم بدأنا نتبادل الخبرات، فأنا أجيد الرسم الزيتي، لكني بدأت بتطوير نفسي في الرسم بالحبر مستفيدا من خبرتهم".
وتتفاوت قدرات الفنانين وخبراتهم، فهناك من درس الفنون الجميلة وعمل في الفن التشكيلي بشكل احترافي منذ سنوات، وشارك في معارض عربية وأجنبية.
ومن بين منظمي المعرض والمشرف على فريق ينبوع شباب في المخيم عبدو الحسين الذي كان نزيلا بمركز سوريات عبر الحدود، حيث تلقى العلاج بعد إصابته في المعارك بسوريا مما تسبب بشلل في ساقيه.
وقال الحسين "ندين بالفضل لسوريات عبر الحدود الذين قدموا لنا المكان مشكورين، رغم أنها مؤسسة تعالج الجرحى وليست دارا للمعارض، وقد اعتمدنا على أنفسنا في هذا المعرض لأن انتظار الدعم من المنظمات في المخيم يستغرق وقتا طويلا قد يمتد لأكثر من عام".
وأشار إلى أن الرسامين الستة لديهم إنتاج يصل لأكثر من 250 لوحة، لكنهم لم يتمكنوا من نقلها جميعا من المخيم إضافة لمحدودية المساحة المخصصة للمعرض.
وذكر أن الرسامين محمد العماري، ومحمد العوض، وأحمد النابلسي، وعلاء، وأبو همام، لم يتمكنوا من مغادرة المخيم، بعضهم لأسباب شخصية وبعضهم الآخر لعدم حصولهم على تصاريح مغادرة، وقد تخلل معرضهم هذا لوحات فنية متنوعة إضافة إلى لوحات للخط العربي.
وعبر الحسين عن إرادة فريقه وطموحهم بإطلاق معارض أكثر جودة وانتشارا، بهدف دعم فناني الزعتري، ورحّب بانضمام أي سوري يحمل رسالة ثقافية أو فنية.
وقال مدير مركز سوريات عبر الحدود عامر الحافظ إنهم يهدفون لتشجيع الشباب الفنانين في المخيم وتسويق لوحاتهم، وإيجاد الفرص كي يوصلوهم إلى أكبر عدد من الناس
.
وأضاف للجزيرة نت "نحن مركز لتأهيل ورعاية الجرحى، ونسعى أيضا لخلق فرص عمل للسوريين، ويعنينا أن نقدم العون لشباب مثل هؤلاء الرسامين الذين يعيشون ظروفا صعبة في مخيم الزعتري، فكنا صلة وصل بينهم وبين الجمهور".
ويعتبر هؤلاء الرسامون المعارض نافذة وحيدة تمكنهم من الوصول إلى الناس، وأن من لا يستطيع من الجمهور الوصول إليه عليه السعي لإيجاد الطريق إليه.