21-05-2015 03:41 PM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
هذا عمل على مجتمعنا دخيل ، عبارة اعتدنا على سماعها ، عند وقوع جريمة او حدث مخّل بالآداب ومخالف للتقاليد والاعراف ، عبارة تُقال في الندوات والمحاضرات واللقاءات المتلفزة والمسموعة عبر الأثير ، حتى اصبحت تُثير الكثير من التساؤلات ، فما هو الأصل وما هو الدخيل ؟ وعن اي مجتمع نتحدث ؟ لماذا دخلت وكيف دخلت تلك الاعمال الدخيلة ؟ ما هو السبب ومن هو المتسبب ؟
أسئلة كبيرة وكثيرة تطرح نفسها علينا ، ويجب ان نبحث فيها ونتدارسها لإيجاد الاجوبة والحلول ، يجب ان نشخص المرض لنصرف الدواء ، يجب ان نعرف ما هو الأصل وما هو والدخيل .
فعن اي مجتمع نتحدث وعن اي أصل ودخيل ؟
هل نتحدث عن مجتمع الفضيلة الذي كان قبل عشرات السنين ، ام نتحدث عن مجتمع الانحلال والانفلات والبعد عن الدين ؟
هل نتحدث عن مجتمع كان يُعلن الحداد فترة تزيد عن عدة المرأة التي يموت عنها زوجها اذا ما مات ميت في القرية بعيد ؟ ام نتحدث عن مجتمع لا يتورع فيه الجار ان يقيم أفراحه امام بيت عزاء جاره القريب ؟
هل نتحدث عن مجتمع كان الطالب فيه يتوارى عن أنظار معلمه خوفاً وخجلاً مسافة الميل ؟ ام نتحدث عن مجتمع اصبح فيه الطالب والمعلم كأنهم الصديق للصديق ، يتبادلون احاديث الشارع ويتعاونون على التدخين وقد يتعدى ذلك الى التخدير ؟
هل نتحدث عن مجتمع كانت المرأة تتوارى خجلاً من ابناءها اذا ما سمعت كلمة حلوة من ابيهم ؟ ام نتحدث عن مجتمع اصبح فيه العرّي والتزين لمن هم خارج البيت مع الثناء من الزوج والأخ والقريب ؟
هل نتحدث عن مجتمع كان ينبذ ابناءه لمجرد شكٍ بسوء تصرف او تعاطٍ ؟ ام نتحدث عن مجتمع أُتخم بالتدخين والتخدير ؟
هل نتحدث عن مجتمع كان يهتّز لواقعة قتل خطأ بدون تدبير ؟ ام نتحث عن مجتمع اصبح فيه القتل عملا يومياً على اجندة التنفيذ ؟
هل من المنطق ان نكتفي بالقول ان كل هذا دخيل على مجتمعنا ونسكت ؟ الا يستحق منّا كل هذا ان نحكم التدبير ؟ الا يستحق ما نحن فيه ان نعمل على القضاء على الدخيل ونُعيد الأصيل ؟
ان مجتمعنا الآن غير مجتمعنا زمان ، لم يعُد مجتمعنا لإبن اربد والسلط وعمان والكرك وغيرها من ابناء باديتنا وحضرنا ، لم نعد ابناء العشائر التي كانت ترسم لأبناءها الطريق ، لقد اصبح مجتمعنا مجتمعاً خليط ، ذابت الاخلاق في اكثر فصوله فأصبح الصح منبوذاً والخطأ هو الطريق ، مجتمعنا لم يعُد مجتمع الكرم والطيب ، بل اصبح مجتمع النهب والكسب السريع ، لا غيرة على وطنٍ تدفعنا لحبه ونحن في وطننا اصبحنا كالغريب ، ضاعت حقوقنا بين عربي مطرودٍ وعربيٍ هاربٍ من لهب الحروب .
مجتمعنا كسر كل الاعراف والقوانين في التزايد والتنويع ، لم يعُد مجتمعنا من اؤلئك الذين سالت دماء ولادتهم على تراب الوطن ليبقى القلب اليها مشدود، انه مجتمع المهجرين وكل دخيل .
فيا سادة ! يا يها المتشدقون بتعريف الأصيل والدخيل ! الستم من فتحتم الحدود كل الحدود ، الستم من فتحتم الابواب كل الابواب لدخيلٍ غربّي ادخل الينا كل وسائل التدمير والتخريب ؟ الستم من أطلقتم يد العابثين ليعيثوا في عقول ابنائكم فسادا بحجة التطوير ؟ وبحجة المدنية والتحضر سمحتم لهم ان يدخلوا علينا من كل باب ونافذة ، اليست التكنولوجيا السلبية التي اصبحت تُحمل في الجيوب هي اكبر اسباب التخريب ؟
فبعد ان عملتم ما عملتم ، الم يصبح مجتمعنا كله دخيل ؟