24-05-2015 03:17 PM
بقلم : المحامي معتصم احمد بن طريف
هل الضعف في التنسيق الامني السبب الرئيسي لإقالة مديري الامن العام والدرك ؟اجتهد العديد من الكتاب في معرفة اسباب استقالة وزير الداخلية وإقالة مديري الامن العام والدرك بهذه الصورة الغير مسبوقة في تاريخ الاردن فبعضهم ذهب الى ان السبب احداث معان الاخيرة وغيرهم من ذهب الى اسباب اخرى متراكمة من اخطاء امنية متعددة ومع احترامي لما ذهب اليه هؤلاء الكتاب من تفسيرات وتحليلات ألا انها في معظمها اسباب ظاهرة للعيان ، واهم هذه الاسباب ما اعلنه وزير الداخلية نفسه عندما تقدم باستقالته وهو ما عبر عنه بضعف التنسيق بين الاجهزة الامنية .
ألا ان احد من الكتاب لم يتطرق الى الجانب المهني في العمل الامني ويشير الى لب القضية وهو الضعف الذي ظهر في الاجهزة الامنية وخاصة في القيادات في الوقت الذي ما نكون فيه احوج في هذا الوقت الى قيادات امنية قوية واعية في ضل الظروف المحيطة بنا . فالانتشار للجريمة بأشكال مختلفة والتي اصبحت تؤرق المجتمع كانت نتيجة هذا الضعف الامني وهنا اقصد القيادات في الوقت الذي يطل علينا وللأسف الاعلام المؤجر بصور جملية للقيادات الامنية وهي تستعرض انجازات هذه القيادات في نشر الامن والأمان ويصور هذا الاعلام المؤجر انه لولا وجود هذه القيادات في هذه المواقع لوصلت الامور الى اسوء من ذلك ، في المقابل الشعب يشكى من الانفلات الامني وخاصة في مواقع ومناطق هامة من مناطق المملكة
وما اود الاشارة اليه في هذا الصدد - وكمتخصص في المجال الامني - هو الحديث عن اساسيات العمل الامني والشروط الواجب توفرها في القيادات الامنية ومنها:
أ. وجود قيادة امنية واعية وحكيمة للأوضاع الامنية سواء الداخلية او الخارجية وخاصة الاوضاع المحيطة بالمملكة فبناءا على هذه الاوضاع تقوم القيادة الواعية في الجهاز الامني بالتحليل لهذه الاوضاع والعمل على بناء الخطط الامنية القادرة على التعامل مع هذه المواقف الداخلية والخارجية وبما يحقق الاستراتجية الامنية للمملكة .
ب. الكفاءة والقدرة في العمل الامني ان هذه الصفة يجب ان تتوفر في القيادات الامنية العليا لأنها كلما كانت هذه القيادات فاهمة لعملها وتملك الكفاءة فان قراراتها ستكون قادرة على التعامل مع المواقف الامنية المختلفة وتستطيع اتخاذ القرارات وإصدارها للقيادات الميدانية العاملة تحت امرتها .
ج. وجود قيادات ميدانية تتعامل مع المواقف التي تواجهها وتتعامل مع المواطنين بمهنية عاليا وليس بعدائية وان تكون هذه القيادات على دراية بطبيعة المنطقة الاجتماعية التي تعمل فيها وذلك من خلال تفعيل منظومة الامن المجتمعي بالتعاون مع وجهاء المنطقة في السيطرة على الاوضاع في حالة تطلب الموقف استخدام القوة مثل ( جلب مطلوبين او القيام لعمليات البحث والتفتيش ) وان تمتلك القيادات الميدانية القدرة على اتخاذ القرارات والتعامل مع المواقف بالقدر اللازم من القوة اذا تطلب الامر استخدام القوة.
د. التنسيق الامني المستمر بين جميع الاجهزة الامنية المختلفة والعمل على تبادل المعلومات لتحديث وتطوير الخطط الامنية بناءا على المتغيرات والأحداث التي تمر بها البلاد .
وحتى لا اطيل على القارئ العزيز في هذا الصدد وخاصة في ذكر المواضيع التخصصية فقد يسألني القارئ الكريم هل توجد قيادات امنية تمتلك هذه القدرات المهنية ؟ الاجابة اخي القارئ نعم توجد قيادات امنية واعية وفاهمة لعملها وهي والحمد لله موجودة سواء منهم من لا يزال على راس عمله في هذه الاجهزة(الامن العام والدرك ) والخير فيهم .
ومنهم وللأسف وهم كثر غيبوا خلال الفترة السابقة وعلى يد تلك القيادات وذلك عن طريق احالتهم الى التقاعد وهم في عز عطائهم ومعظمهم قيادات واعية ومدركة للأوضاع عايشت الاحداث الامنية التي مرت بها المملكة سابقا وتمتلك الخبرة والكفاءة وقد عملت هذه القيادات بصمت وكانت ولا زالت (منتمية لا منتفعة) (تعمل في الخفاء ولا تترجى الثناء ) عملت ولا تزال تعمل حتى وهم في بيوتهم من اجل امن الوطن الذي اصبح مضرب مثل امام العالم يفتخر به كل اردني.هذه القيادات هدفها رضا الله عز وجل وخدمة وطنها ومليكها اخيرا عاش الوطن حرا عزيزا امانا مطمئننا وعاشت اجهزتنا الامنية قوية كما نعرفها وكما تربينا فيها امين يا رب العالمين .