25-05-2015 09:48 AM
بقلم : الشاعر محمد دومي
أُرْدُنُ يَا مَوْطِنَ الأشْرَاف ِ والحَسَبِ
وَبَاعِثَ المَجْدَ في التَّارِيخِ والكُتُبِ
أَنْتَ المَنَارُ إِذَا الدُّنْيَا بِنَا عَصَفَـتْ
بالرُّوْحِ تُفْدَى وَبِالأَنْجَالِ وَالذَّهَـبِ
فِيكَ المَكَارِمُ مَا زَالَتْ مَنَابِعُهَـَـا
فَيْضَاً يُغَذِّيْ دِيَارََ العُجْمِِ وَالْعـَربِ
للهِ دَرُّكَ كَمْ كَانَتْ لَكُـــم دررٌّ
غنَّى بها الشعرُ في بَحْرٍ من الخُطَبِ
قدمتَ فخراً لكلِّ العرْبِ تضحيةً
حينَ استفاقوا على داجٍ من السحـبِ
تحمي العروبةَ إنْ حلّتْ مَصَائِبُهَا
وَلا تُعَانـِي مِنَ الأَوْصَابِِ والتَّعَـبِ
أَشْرَقْتَ فِيْ زَمَنٍ هَيْهَاتَ نَعْلَمُـهُ
حِينَ ارْتَقَيْتَ فُوَيْقَ المُزْنِ وَالشُّهُـبِ
أَنْتَ العَرِيْنُ لِمَنْ دُنْيَا بِهِمْ فُزِعَتْ
مَنْ حَلَّ فِيْهِ تَفَاْدَىْ عِلَّةَ الوَصَــبِ
أُرْدُنُ مَهْلاً فَأَنْتَ الرُّوْحُ فِيْ بَدَنِيْ
وَأَنْتَ شَمْسٌ زَهَتْ فِيْ غَيْرِ مُحْتَجَبِ
تَشْفِي العَلِيْلَ بِإِحْسَانٍ وَمَرْحَمَـةٍ
وَتَرْسُمُ الْمَجَدَ فِيْ أُنْسٍ مِنَ الطـَّرَبِ
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المَأمُوْنُ جَانِبُـهُ
نِلْتَ الْمَكَارِمَ فِيْ عَالٍ مِنَ الرُّتـَـبِ
إنْ صَابَ صَدْعٌ رُبَىْ عُرْبٍ وَقَفْتَ لَهُ
كَالْلَيْثِ يَزْأَرُ فِيْ سَطْوٍ وَفِي ْغَضَـبِ
أَفْدِيْكَ رُوْحِيْ فِدَاءً لا أضِنُّ بِهَا
يَا مَنْ تَرَبْعَتَ فِيْ الأَحْدَاقِ والْهُـدُبِ
فِيْ كُلِّ نادٍ هَتَفْتُ الشِّعْرَ يَا وَطَنِيْ
إِلاَّ اتَّخذْتُكَ نِبْرَاســــاً إِلَى الأَدَبِ
يَا مَنْ رَكِبْتَ ذُرَى الأخْطَارِ مُعْتَزِمَاً
نَيْلَ المَكـَارِمِ فِيْ كَفٍّ مِنَ الْلَهَــبِ
مَا أَنْتَ إلاَّ عَظِيْمُ الشَّأنِ فِيْ زَمَنٍ
فِيْهِ الْحَقَائِــقُ قَدْ آلَتْ إِلَى الكَـِذبِ
فَأَنْتَ أَوْلَى لأَنْ تَرْقَىْ عَلَىْ فَلَكٍ
بَدْرَاً لَعَمـْـرِي بِلاَ شَكٍ وَلاَ رِيَـبِ
وَكَيْفَ تَخْشَى ذِئَابَاً أَنْتَ جَاعِلَهُمْ
يَوْمَ الْمَعـَارِكِ أَشْلاءً مِنَ الْعَطَــبِ
فَأَنْتَ سَيْفٌ شَدِيْدُ الْفَتْكِ مَضْرَبُهُ
وَسَيْفُ غَيْرِكَ مَصْنُوْعٌ مِنَ الْخَشَـبِ
بَلْ أَنْتَ فِي الحَقِّ لَمْ تَنْطِقْ بِمُنْدِيَةٍ
وَأَنْتَ دَوْمَاً مُعِيْنُ الْحَقِّ وَالصُّحـُـبِ
لِتَبْقَ يَا مَوْطِنَ الأَشْرَافِ فِيْ صُعُدٍ
وَالآخَرُوْنَ وَشَرُّ الإِفْكِِ فِيْ صَبَــبِِ
إِنْ أَجْرَعِ الْمُرَّ فِي الأُرْدُنِ عَاذِلَتِيْ
خِلْتُ الشَّرَابَ مَذَاقَاً مِنْ جَنَى العِنَـبِ
فَالشَّوْكُ وَرْدٌ بِدَارٍ طَابَ مَسْكَنُهَا
وَالشَّهْدُ مُرٌّ بِدَارٍ لَمْ تَكُـنْ طَلَبِــيْ
أُرْدُنُنَا أَوْلاً فِيْ القَلْبِ أَحْضُنـُهُ
إِنْ غِبْتُ عَنْهُ فَعَنْ جَفْنَيَّ لَمْ يَغِـبِ
بَجَّلْتُ مَنْ جَعَلَ الأُرْدُنَ قَافِيَـةً
تُحْيي المَسَامِعَ بِالتَّصْمِيـْـم ِلا الْلَعِبِ
فَأَنْتَ أَحْرَى لأَنْ تَبْقَىْ مَنَارَ غَدٍ
وَتَبْعَثَ الْمَجْدَ فِيْ الأَفْرَاحِ وَالْلُجُــبِ
فالعُرْبُ دُوْنَكَ لا رُوْحٌ وَلا بَدَنٌ
وَلَوْلاَ بَدْرُكَ في حَيْصٍ وَمُضْطَرَبِ