حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18398

وقفوا .. فَلم نَعُد أيتام

وقفوا .. فَلم نَعُد أيتام

وقفوا .. فَلم نَعُد أيتام

26-05-2015 10:06 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تمارا الدراوشه
تُعد المناطق الأكثر فقراً والأقل حظاَ ، مصدراً رئيسيا تستقطب عليه ومن خلاله الحكومة الدعم بمختلف اشكاله ، وهذا جيد إذا ما تم استثمار هذا الدعم في تحسين احوال أولئك القاطنين في تلك البؤر ، لسد عوزهم وتخفيف معاناتهم ، إضافة الى تحسين البنى التحتية لتلك المناطق علًها تصبح اقرب الى الحياة والى النور .

دائما وعند أي تصريح لأي مسؤول وعلى مختلف المستويات ، بدءاً من صاحب العطوفة ، ومرورا بصاحب السعادة ، وصولاً الى صاحب المعالي وحتى صاحب الدولة ، الجميع لا يخلو اي تصريح لهم عبر وسائل الإعلام المختلفة عن شعوره ورغبته الشديدة ، وتخطيط دائرته ووزارته لتحسين المناطق النائية ، والإرتقاء بمستوى معيشة سكانها ، ونسمع أيضاً أنه تمت الموافقة على إنشاء مشاريع....ومشاريع....وأنه تمت الموافقة على تخصيص مبلغ من الصندوق الفلاني ، أو دعم من الدولة الفلانية ، ولكن يبقى كل ذلك تصريحاً أمام وسائل الإعلام بينما المناطق المستهدفة وساكنيها ، لا يصلهم من ذلك اكثر من صوت وصورة ذلك المسؤول عبر التلفاز ، حتى اصبحت جميع التصريحات لا تعني لهم شيئا .

لا اريد أن اتحدث عن المشاريع الإقتصادية او عن إرتفاع نسبة البطالة او عن المشاكل الإجتماعية التي سببها الفقر وتعمقت في المناطق النائية لأسباب الجميع يدركها ولا مجال للحديث عنها .

أود أن اشير هنا فقط الى عاملين رئيسيين هما الصحة وحقيقتها المجردة في المناطق النائية ، وأنا شخصيا من ساكني تلك المناطق ، حيث ومجرد أن يتم تعيين أي طبيب وبغض النظر عن الجامعة او الدولة التي تخرج منها ، فإنه يتم ارساله الى المناطق النائية بهدف الممارسة ولكي يتعلم ، وبالتالي نجد في كل مركز صحي وما اكثر المراكز الصحية كمباني فقط ، وبدون خبرات طبية ، فتجد في كل مركز طبيب حديث التخرج ، وبدون أن يكون هناك طبيب صاحب خبرة يتعامل معه ويتعلم منه ، وبالتالي اصبح المواطن مُجبر على التعامل مع ذلك الطبيب الذي غالباً ما يخطىء في تشخيص المريض وبالتالي يتم إنتقال المريض إمًا الى مركز أخر أو الى رحمة ربه تحت ذريعة القضاء والقدر ، وبمسمًى إحتشاء في عضلة القلب وهكذا دواليك .

ليس المهم أن يتم توفير مباني كمراكز صحية ، ولكن المهم أن يتم تأمين كادر طبي ذو خبرة ، حتى لا يكون الطبيب اكثر من حلاًق يتعلم الحلاقة برؤوس الأيتام .

أما الموضوع الثاني الذي أود ان أُشير اليه فهو التعليم وخطورته التي لا تقل عن خطورة الصحة ، فمع بداية كل عام دراسي يتم تأمين المدارس النائية بمعلمين جُدد ، وهناك مدارس ينتهي الفصل الدراسي او يكاد دون تأمين معلم والسبب أنها بيئة طاردة ، ولا يرغب أي معلم أن يعمل بها او يعمل بمدارسها ، المهم أن المدرس الجديد وبمجرد أن يمضي عامه الدراسي ويكون قد اكتسب خبرة في التدريس والوقوف أمام الطلاب وكيفية تعاطي الموضوع مع طلابه ، ويكون قد سار خطوة في الإتجاه الصحيح من حيث التدريس ، يُنقل ويعود بخبرته التي اكتسبها على اولئك الطلاب الى محافظته ، بحجة انه تغرب عام ، متناسيا أنه لم يغترب وإنما زار منطقة في وطنه فات الكثير من المسؤولين زيارتها ، إضافة الى ذلك يكون طلاب المدرسة النائية قد سلًموا انفسهم لذلك المعلم ، كاليتيم عندما يسلم رأسه لذلك الحلاق ، فيتعلم الحلاقة برأسه غير مبالي بأي خطأ ، لأن اليتيم ليس له من يدافع عنه أو يسمع صوته بإستثناء بعض التصريحات هنا وهناك ، يطلقها بعضهم لإيهام أُولئك الأيتام أن هناك من يتابع امورهم او بالأحرى رؤوسهم .

أخيراً أود ان اقول إن التعليم والصحة هي ابسط الحقوق التي يجب أن يحصل عليها المواطن في موقعه أياً كان داخل الوطن غير منقوصة ، لأنه كلما كان هناك ضعف في هذا الجانب ، قوي الفقر والبطالة وتعززت الجريمة في الجانب الآخر ، وبالتالي تصبح الدولة بأجهزتها المختلفة تعالج العرض ولكنها لا تشخص المرض ، وعندها قد يصل الحال بأولئك الأيتام ليصرخوا بوجه أولئك الحلاقون ، توقفوا لم نعد أيتاماَ...
حمى الله الوطن قيادة وشعباً وترابا








طباعة
  • المشاهدات: 18398
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم