26-05-2015 02:41 PM
بقلم : الدكتور الصحفي غازي السرحان
نشاطرك الحزن ألممض والألم المفجع بوفاة والدك ولكن لا راد لإرادة الله , فالأب أي أب هو صاحب يدين كريمتين نبع الأمن والطمأنينة , منهل الدفء والعطف , فالوالد هو وردة الدار المعطرة بنسيم الابتسامة , الأب هو ذاك الشلال الزاخر بالقيم والفضائل هو من يسكب في أرواحنا أروع المعاني ويغرس في نفوسنا أغلى البذور من يأخذ بيدنا ويشجع خطانا ويحلق بنا في عالم الحرية , من يغدق علينا من بحر علمه وخبرته وعطائه .هو شمسنا الربيعية وليلنا الشتوي والوجه المهلل لفرحنا المبتسم لفراديس طفولتنا . وقد سبقتك بذوق مرارة الفقد والألم الممتد يوم توفى والدي قبل أربع سنوات ,وما نقول في والدكم سوى عظم الله أجركم له الرحمة ولكم من بعدة طول البقاء.
الباشا الشوبكي لافت للانتباه تماما , أثار الدنيا وشغل الناس , من الأسماء المضيئة التي تؤكد معاني الخير في مسيرة وطننا , كما توقعت ابن البلد , الطيب الصابر, يتقبل العزاء بوالدة بين أهل وأحباب , يجيئوك كالقطر للصادي وهكذا اجتمعوا جميعا تحت ظل الخيمة الأردنية الوارفة ظلالها , شاهرا انتظاره لصحوة الأشياء والأمكنة , دموعه لا تسيل على الوجه بل تنساب إلى الداخل حتى تحرق الأحشاء , فتيقنت أنة ممن يتصفون بالصبر , في أول العهد بك لم أرى شيئا من ذلك , كنت رسمت لك إطارا بدوت فيه آنذاك " لو انك تطامن من هذي الكبرياء " . وأنا لي ذوقا تعاهده النهى وخفت أن تزحف عتمتي إليك , والعرب شاهدهم حسن محياهم فتأنس لضيائهم وتحتار فيما ترى ولكن بعد حين طفحت الروح بباطنها الاجود وتفيض, وملئت أهابك وكدت تفيض منة .
يقود سلطة بالغة الأهمية هو شخصية عصرية بما تمتاز بة من احتناك السادة النجب ذوي الفطنة ممن عصرت الحياة في اكفهم تجاربها , فعاش مسار التحديات والتجارب والقضايا والمواقف المرة ,وبعد تجربة ممتدة مهمة تنقطع دون بعض غاياتها الأنفاس , والريح عاصفة ,تهيأ الباشا الشوبكي ليكون مصباحا يضيء لمن حوله من الناس سبل الحياة . وهذه شهادة اعتقد أنها هامة , إني معجب بهؤلاء , فهم قد بذلوا جهدا واحتملوا من العناء ما لا يشعر بة غيرهم , المشهد طويل , لم يكن عبثا أن يختاره جلالة الملك , لم يعاد سلطات الحياة ولم يبتعد عن حركة المجتمع , ولم يكن كل وقته محصورا بالوظيفة وما يتصل بها من متاعب وقيود ولم ينم في العسل بعيدا عن المخاطر والمتاعب , بل يستمع باهتمام لانعكاسات وجهات النظر السياسية الحاكمة في البلاد ذو هوية أردنية – أردنية بامتياز .
ومرتبات دائرة المخابرات العامة التي يقودها قد عز تبنيهم وهم نجوم الحق وفرسانه وأوتاد الخلق حسرت عنهم الأبصار يستقصون أسرار الشمس وهم حراس الليل والنهار, إنهم الانتماء الحقيقي للأرض والإنسان والتي على أساسهما تقوم الحياة ويحيى الجميع , تزخر بهم قصص البطولة والتضحية , فهم عدسة الرصد التي لا تقلد ,ولم يتخذوا من التملق والمداهنة والرياء مدرجة إلى ما يطمحون تزكية للروح وذكاء للوجدان . فاستطاعوا نزع كثير من الصراعات والمفاجآت والهجمات على قاعدة أن إسكات الدوافع أكثر جدوى من إسكات المواقع ليكون هذا الوطن الأردني أكثر أمنا واستقرار وإشراقا , فاستطاعوا بما أوتوا من جهد وعزم والرفق ملء مهجهم أن لا يتركوا عقول الناس نهبا لمزوري الوعي ومصطلحات تبرا من أذاها الأذهان والأوطان ممن تنوعت فنونهم ومواهبهم مما نعوذ بالله أن نكونه ,ممن يأتون الناس يتصيدونهم بزخرف القول يغررون بهم ويتربصون بعقولهم وأحاسيسهم وقلوبهم ويبنون حولهم الدوائر العنكبوتية حتى إذا ما أصابهم الوهن أيا منهم نفذوا إليهم على أكثر ما يكون النفاذ دقة ورقة ومهارة لتجري أفكارهم منهم مجرى السم في الدماء فتتحول الحنجرة إلى بكماء, وقد حملت تلك الجماعات العديد من الشارات والرسوم وعلت رؤوسهم العصائب ملثمين تظهر كل حين تتباهى وتتماها أنها تزهق أرواحا إنسانية بريئة مخلفة جراء ذلك تفجع يقطر وجعا لأفعالهم الشائنة المغرقة في التطرف والإرهاب الجاثم على الأنفاس المحمل بكل أشكال المرارة والماسي , فسنهزم حربهم و كانوا من النادمين , ومن ذلك نعلن الحذر الحذر وننادي في شبابنا اليقظة , ونهبب بالشباب أن ينتبهوا إلى ما يراد بهم وبوطنهم وأمتهم من أذى ونناشد العقلاء أن يأخذوا على أيدي المغرر بهم , فهذه المرحلة المهولة والشديدة المفصلية في تاريخ بلاد العرب أدخلتهم في نفق الفوضى وتتطلب من الجميع اليقظة والحذر , لهذا لا يكفي بعد اليوم أن يقول الواحد منا أنة متألم مما يرى ويسمع إننا نتطلع إلى وطنيين لا مواطنين ينظرون إلى بلدهم فيجمعون الوطن كله في نظرة واحدة . فكنتم فرسان الحق تعلوا الضالين بالحجة ودفء الكلمة لا بالسوط , ليعود كل إلى رشده ويعرف سربه ومن سلك الجدد امن العثار .لتظل مملكتنا محروسة ذات حزام امن متكافلة الأجزاء متضامنة الأنحاء بالتماسك تبقى وبالانفراط تفنى لتظل روحا وريحانا للنفس , يفيء إليها الجميع على اختلاف الأهواء والمشارب والمآرب ينعمون بأمنها وخيرها وعزها , ولئن كنا نعيش اليوم في منطق جديد ومنعطف خطير فنحن عازمون الجميع وجميع الجميع أن تظل مسيرتنا الأردنية في صعود لا ارتكاس وارتقاء لا انتكاس, لئلا نكون كالبلاد التي غادرها الأمان وتبرأ منها السلام وشبعت خوفا من الرايات السود وطقوس القتل. وسنظل من جوع ومن شبع نمد للوطن أيادينا , نأكل الشوك والصبار لتظل مملكتنا حرة آمنة مطمئنة ومعراجا للمعالي مسيجة بهمم أبناءها الأردنيون أهل العزم والمروءة أصحاب الجباة المرفوعة والرايات المنصورة .
وأظنك انك تذكر يوم عدت من المغرب بعد عمل دبلوماسي أشاد القاصي والداني به أي بعد أن استقر الرأي عليك لتقود دائرة المخابرات العامة كنت قلت من حنجرتك الشخصية " أيا أردن لك ما تريد على أتم وأحسن ما تريد وسيكون من شأني اليوم وغدا وكل حين" وكان منك استقرار النبأ ووضوح الحجة ليكون هذا الوطن الأردني أكثر سلاما وصفاءا عصيا على السهام لا ينفذ فيه رمح ولا سيف , وما أنا إلا يد من أياديك , فالتصقت بالوطن كما التصاق الفراشة بالضوء والضفة بالنهر والهدب بالعين والسنبلة بالحقل , وتلك صنيعة الأحرار يا سيدي .
ولمولاي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين نقول يا هاشم ما زلت أمير الركب وفارس مهر الحرية والتاج الغالي فوق جبينك ما زال التاج الغالي والكوفية ما زالت ذات الكوفية والراية لولا رايتك الحرة كنا من غير هوية ,له الولاء محضا خالصا على مر الزمان, ويا أردنيون ويا أردنيات كل عام وانتم بخير مبارك علينا الاستقلال ,وان الأردنيون جميعا بغير ما استثناء يلهجون بلسان واحد في هذا الوطن العريق بانتمائه إلى تلك الأرض أن يا أردن لك الأمجاد والعز والأعياد يرفعون صوتهم خميسا ضد كل جاحد أو حاقد أو غادر أو مغامر.