27-05-2015 10:33 AM
سرايا - سرايا - نظمت الدائرة الثقافية بالأمانة العامة في العاصمة الأردنية ملتقى عمّان الرابع للقصة اليوم الثلاثاء بمركز الحسين الثقافي، بمشاركة كتاب وكاتبات من ثماني دول عربية هي العراق وسوريا والكويت وسلطنة عمان والمغرب وفلسطين والصومال، إضافة إلى الأردن.
ويناقش الملتقى خلال ثلاثة أيام "القصة والراهن العربي"، إضافة إلى قراءات قصصية وندوتين استذكاريتين للناقدة الراحلة رفقة دودين والعراقي الراحل عبد الستار ناصر، وتوقيع مجموعة قصصية "خطأ النادل" للفلسطيني زياد خداش.
ووصف أمين عمّان الكبرى عقل بلتاجي لدى افتتاحه الملتقى ما يسمى الربيع العربي بأنه نار وجحيم أديا إلى تداعيات على الحركة الثقافية العربية، متسائلا عما يكتبه القاص في ظل الهلع والخوف في مجتمعات دبت فيها الحروب والويلات!
تعظيم الأمل
ودعا بلتاجي الكتّاب إلى سرد العبر وتعظيم الإنجازات وخلق الفضاءات التي تعكس الضمير الحي والقلم الجريء، وكتابة القصة التي تعطي الأمل والإيمان والانفتاح وقبول الآخر.
وتمنى أن تسهم القامات الأدبية في استثمار العقول وتوجيهها من خلال استقراء القصص الواقعية لبيوت وأبناء وبنات أخذوا من سفك الدماء احتكارا، وأصبحوا أسرى لنهج وفكر متطرف لا يقبل الآخر، بحسب قوله.
وفي كلمته بالملتقى قال المغربي أنيس الرافعي إن القصة القصيرة اليوم تلوح فنا كاسدا ومهمشا ومقصيا، رغم أهميتها كجنس أدبي له أسرار ونواميس وتحكمه طبائع وصنائع.
وأكد الرافعي أنه عندما تناقش القصة الراهن العربي فعليها تفادي المطلق، لأن فن توظيف الراهن هو الوظيفة الحقيقية للقصة العربية، بحسبه.
بدوره تحدث القاص محمود الريماوي عن الأردن الزاخر بالمواهب والعطاء القصصي، مشيرا إلى أن ظروف النشر وصعوبات توزيع الكتب تحول دون الازدهار المأمول، لكن ذلك لم يمنع من توالي الإصدارات وبزوغ مواهب جديدة، كما قال.
وأشارت مديرة الملتقى بسمة النسور إلى أن الملتقى حقق الحلم بتواصل الفعاليات، مكرسا عمّان عاصمة للقصة العربية ومتخطيا صعوبات كثيرة بمشاركة نوعية عربية ومحلية لكاتبات وكتاب كرسوا حياتهم لهذا الفن الصعب المدهش الجميل.
دقة وعمق
وفي حديث خاص للجزيرة نت قال الكاتب الفلسطيني زياد خداش إن للقصة القصيرة "دورا كبيرا وعميقا في مقاربة مشهد الألم القومي العربي الذي يعصف بمعظم بلادنا العربية، من خلال التكثيف والدقة والصمت وقلة الكلمات وعمقها واختزانها للفكرة بشكل وفيّ وجدّي وعادل".
وحول القصة والراهن العربي يرى القاص مفلح العدوان أن على القصة استكمال مشروعها في زمن قد تكون فيه أنسب الأجناس الأدبية، عبر الالتقاطة السريعة والحدث المتسارع والصورة الومضية التي تشكل إطارا وظيفيا جديدا للقصة القصيرة كفن رائد متجدد.
أما القاص هشام البستاني فيرى أنه ليس مطلوبا من القصة تقديم أية إجابات، بل فتح الآفاق وتحفيز التخيلات وطرح الأسئلة الكبرى والاشتباك مع الواقع وصناعة نوع من الحكمة، معتبرا تحول الأدب إلى وظيفة يحيله للدعاية والوعظ والإرشاد.
وترى القاصة حنان بيروتي أنه لا مبرر للقلق على وضع القصة لأنها فن راسخ وثابت لا يطاله الفناء، وهي شكل للحياة وصورة عن الواقع/الحلم وتجسيد لأحاسيس البشر في مكابدتهم، وإن تراجعت مكانتها مرحليا عن الصدارة فستظل محتفظة بمشروعيتها ومكانتها.
وأشارت بيروتي إلى أن ظهور القصة القصيرة جدا له دلالة إيجابية لا يهدد القصة في بنيتها الفنية المعروفة والتقليدية، وإنما يدعمه ويدلل على مطاوعته التغيير وتقبله التكيف مع الزمن.
يذكر أن أمين عمّان كرّم الأدباء سامية العطعوط (الأردن) ومحمود الرجبي (سلطنة عمان) وكوليت بهنا (سوريا) وزياد خداش (فلسطين) وإستبرق أحمد (الكويت) وأنيس الرافعي (المغرب) وشهلا العجيلي (سوريا) وعواد علي (العراق).