31-05-2015 09:36 AM
سرايا - سرايا - ألفّ عضو المجلس العشائري الشركس في الأردن محمد أزوقة كتاباً يروي قصصاً عن تاريخ ومآسي الشركس أثناء حروب روسيا القيصرية على القوقاز من الفترة من (1763-1846) وهجرتهم إلى تركيا وصولاً إلى دول الشام ومنها الأردن أواخر القرن الثامن عشر.
ونقلت "الأناضول" عن أزوقة (73 عاماً) أن مؤلفه الذي طبع وسيتم توزيعه قريبا "يهدف إلى تثقيف الجيل الصاعد الشركسي والعربي والتركي والأخيرين بصفتهما مناطق هاجر إليها الشركس، بمراحل الحروب والمآسي التي تعرض لها أبناء قوميته على يد روسيا القيصرية بخاصة الفترة الأخيرة من الحرب وما تلاها من موجات هجرة.
وأوضح أن مؤلفه المطبوع على نفقة المجلس العشائري الشركسي يقع في 317 صفحة ويتضمن 23 قصة وسيتم إشهاره في الأسواق بعد شهر رمضان، لافتاً إلى أن الكتاب بدأ بالموضوع الأكثر شهرة عن العادات الشركسية وهي مسألة "الخطيفة"، وهي عادة درج عليها الشركس منذ مئات السنيين وتتعلق بتقليد في الزواج.
ويوضح أن هناك فهماً خاطئاً لدى الكثيرين عن موضوع "الخطيفة" عند الشركس، والحقيقة أن الرجل الشركسي لا يقوم بخطف الفتاة التي يريد الزواج منها، إنما يتفق معها على موعد يقوم فيه بأخذها إلى منزل أحد الوجهاء ويكون برفقتها واحدة أو اثنتين من صديقاتها وكذلك الحال بالنسبة للرجل، فيودع الفتاة عنده بمثابة الأمانة، ثم تنطلق جاهة (وفد شعبي يترأسه شيخ القبيلة) إلى منزل والد العروس ليخبره بطلب يد ابنته للزواج وهي متواجدة في منزل أحد الوجهاء، لتتم بعدها مراسم الزواج.
وقال أزوقة إن مؤلفه يضم أيضاً قصصاً عن المعارك التي شهدتها أرضه "القوقاز"، والصعوبات التي واجهتهم في رحلة الهجرة أواخر القرن الثامن عشر، من بينها قصة "الأسير" وتتناول كيفية تعامل الشركس مع الأسرى الروس ومعاملتهم بشكل حسن وتشغيلهم مع أهالي القرى في الزراعة وحتى تزويجهم من بناتهم في حال أشهروا إسلامهم، وهو أمر كان نتاجه عدم هروب الأسرى الروس، جراء المعاملة الحسنة التي تلقوها.
ويمضي بالقول: إن هناك قصة أخرى بعنوان "المدفعية" وتتناول كيف حرص الشركس في القفقاس بمغامرات على تدمير المدفعيات الروسية، والتي كانت أكثر آلة قتل يستخدمها الروس بين الجبال لقتل الشراكسة.
وأوضح أن مصادر قصصه كانت مبنية على ما سمعه من أجداده ومن كبار السن الشراكسة الذين كانوا يحرصون على الحفاظ على الموروث الشركسي.
وقال إن الكتاب أيضاً تضمن ثمان قصص مترجمة عن الانجليزية للكاتب الشركسي قادر ناتخو، وتتناول بعضاً من التراث الشركسي والأساطير وتفاصيل الحياة البسيطة لدى المجتمع الشركسي في القفقاس، وبعض من تفاصيل المجتمع الشركسي أثناء الحرب العالمية الثانية حين كانت أراضيهم "القفقاس" مسرحاً للحرب بين روسيا وألمانيا.
ويأتي تقديم الكتاب في هذه الفترة بحسب أزوقة مع مرور الذكرى 151 لانتهاء الحروب القيصرية على القفقاس والتي صادفت 21 مايو، والتي قام بإحياء ذكراها الشركس في الأردن وفي 14 دولة في العالم.