01-06-2015 10:12 AM
سرايا - سرايا - "تحيات حزينة"، رسمتها ريشة الفنانة العراقية سلمى الخوري في معرض فني أقامته بالمركز الثقافي العراقي بلندن أمس السبت.
الابتسامة الحزينة التي ترتسم على وجه الخوري وهي تتحدث لضيوف المعرض تجلت في لوحاتها التي روت قصصا لنساء عراقيات جمعهن الحزن والألم، فالوجوه الحزينة في لوحاتها تحكي ألم المرأة العراقية الثكلى والأرملة.
تقول الفنانة العراقية إن لوحاتها "رسالة تضامنية مع كل أم وأخت غرقت في بحر الحزن والمعاناة، وأضاعت أبناءها في زوايا العالم الغريبة جراء الظلم والتشتت والاغتراب".
ورغم الحزن والأسى اللذين يلمسان من لوحات الخوري، والألوان التي اختارتها، فإن الأمل لم يغب عن لوحاتها، فكانت عبارة "الصبر مفتاح الفرج" عنوان إحدى تلك اللوحات.
وقالت الخوري للجزيرة نت إن علاقة الإنسان بالإنسان هي الشيء المهم بالنسبة لها، وأضافت أن لوحاتها تحكي معاناة الإنسان العراقي والعربي، وأنها ركزت على معاناة المرأة والطفل لأنهما أبرز الفئات التي تعاني جراء الحروب التي امتدت لمعظم الدول العربية.
وبشأن "التكنيك" الذي اعتمدت عليه في أعمالها، أوضحت أنها اعتمدت على الزيت والإكريليك، وأنها تحب تداخل الألوان في بعضها، لأنها تعكس تداخل العالم وأحزانه وآلامه.
ووصفت الفنانة سكب الألوان بأنها سكب للأحاسيس بمصداقية، وانتهت للقول إنها أحيانا تبدأ بموضوع للوحة لكنها تنتهي بموضوع آخر، فاللوحة تقودها إلى نهاية مختلفة، مؤكدة أنها تعيش حالة من الإحباط جراء الآلآم في وطنها والعالم العربي تنعكس بالضرورة على لوحاتها.
شهد الافتتاح حضورا متنوعا من الفنانين العراقيين والشعراء والزوار، الذين جاؤوا لمشاهدة لوحات الفنانة، وتبادلوا الهموم العراقية خلال استعراض اللوحات. ورغم أن الخوري غادرت العراق منذ 33 عاما فإن معرضها استحضر تاريخا طويلا من تراجيديا الحروب والهجرة واللجوء العراقي.
الفنانة الزائرة ناجحة صالح قالت للجزيرة نت إن المعرض نجح في تناول موضوع المرأة بشكل قريب ومنصف ومنوع، وأضافت أن الفنانة الخوري نجحت في تشخيص كل حالة على حدة، والتعبير عن معاناة المرأة العراقية بأكثر من شكل، واستخدام ألوان شفافة بتناسق، وقالت إنها شعرت بالحميمية في لوحات الخوري وكأن الفنانة تتواجد في كل لوحة من اللوحات التي رسمتها.
أما الزائر ضامر زيدان فقال للجزيرة إن اللوحات تحكي مأساة المواطن العراقي، خاصة في الحقبة الزمنية الأخيرة، وأضاف بأن المعرض جمع الشعراء الموجودين إضافة إلى الفنانين، وانتهى للقول إن الكل اجتمع ليشاهد الألم العراقي.
المركز الثقافي العراقي
وأقيم المعرض بالمركز الثقافي العراقي الذي يفتح أبوابه للفنانين العراقيين والعرب، ويسعى لاستقطاب المثقفين بعيدا عن الصراعات السياسية، كما يقول مديره عبد الرحمن ذياب.
وأكد ذياب للجزيرة نت أن المثقف العراقي والعربي يعاني معاناة كبيرة في المملكة المتحدة في تقديم نفسه ونتاجه جراء قلة المساحات وغلاء الأسعار، موضحا أن المركز يسعى إلى تذليل هذه العقبات وفتح أبوابه للفنانين العراقيين والعرب لعرض نتاجهم الفني في "قاعة بغداد"، دون تحمل أي عبء مالي أو سياسي، مؤكدا أن هناك مساحة واسعة من الحرية.
ويسعى المركز الثقافي العراقي بلندن -وفقا لذياب- إلى توفير البيئة الملائمة للمثقفين العراقيين للتعبير عن مكنوناتهم وطاقاتهم الإبداعية دون اعتبار لانتماءاتهم أو معتقداتهم أو ميولهم. كما يطمح -بحسب مديره- إلى أن يكون بيتا آمناً وملاذا معنويا رحيبا، لأبناء الجالية العراقية، لا سيما بعد سنوات طويلة من التشتت والانقطاع.