02-06-2015 01:13 PM
بقلم : د. مفلح فيصل الجراح
بدت ردة فعل الشارع الأردني ايجابية جدا بتعيين اللواء عاطف السعودي مديرا للأمن العام وتناول الكثير الأحاديث حول ذلك إلا انه من الملفت للنظر أن بوليصة تلك الأحاديث كانت في اتجاه واحد بتأييد منقطع النظير لهذا القرار السيادي الذي أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح بعد فترة ترقب غير مسبوقة استمرت تسعة أيام بانتظار تعيين مدير امن عام جديد ، وهذا الترقب والانتظار لم يأتي من فراغ بل لشعور المواطن الأردني وبحسه الوطني أهمية هذا الموقع الذي يمثل غرفة عمليات ومصدر صياغة القرار الأمني الذي يهم كل مواطني البلد ويعكس بالضرورة الخط العام الذي يسير عليه رجل الأمن في تطبيق القانون وتنفيذه وتأثير ذلك على الحياة اليومية للمواطن الأردني في مختلف مواقعه وتواجده .
ومن هنا كان الاختيار أكثر من موفق بتولي عاطف باشا لموقعه الجديد لإيمان الرجل بان أساس نجاح العمل الأمني الشرطي يبدأ بعملية التشارك مع المواطن الأردني في حفظ الأمن واستتبابه واعتماد الباب المفتوح للمواطن في الاستماع إلى شكواه وقضاياه الهامة وتبني الباشا فلسفة إعداد رجل الأمن نفسيا وعلميا وماديا وإداريا على أسس ضامنة لعملية اختيار موفقة ، واعتماد سياسة تدريبية علمية متخصصة من اجل القيام بمهامه على أكمل وجه ، وإيمانه بضرورة الالتقاء بكافة المواطنين، وبث الشعور الآمن بأنهم كلهم متساوين أمام القانون؛ وهذه سياسة تريح الشارع الأردني بان عدالة القرار موجودة لا غبار عليها ولا تحريف .
وكانت لخبرة الباشا في تنقله في أكثر من موقع خلال مسيره عمله الطويلة في جهاز الأمن العام وتواصله المستمر مع المواطن لا بل مشاركته في أتراحه وأفراحه ووجوده السريع في موقع الحدث ضمن اختصاصه دون مواربة أو خوف جعله قريب جدا من المواطن ومصدر أمان له مما دعا ذلك إلى وجود التقاء فكري ووجداني تشاركي مجتمعي شرطي دون الإعلان عن تأسيسه أو سن قوانينه أو عقد اجتماعات تحضيريه له بل كان حقيقة حتمية لواقع عاشه المواطن الأردني ضمن اختصاص منطقة الباشا الذي كان يخدم بها وخير دليل على ذلك خدمته كقائد إقليم الشمال ، فقد شهدنا تنسيقا امنيا رفيع المستوى بين كافة المديريات والمراكز الأمنية التابعة له وتقديرا كبيرا من كافة المواطنين لجهوده وزملائه في حفظ الأمن وحفظ كرامة المواطن الأردني .
وللحق نقول أن جهاز الأمن العام الأردني امتداد حضاري وتاريخي للنهج الأردني الهاشمي العادل نتمنى له التوفيق والنجاح وتعاون كافة الجهات الرسمية والشعبية معه لتحقيق أهدافه الأصيلة في بسط سيادة القانون واحترام هيبة الدولة والحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم وزرع شعور الأمن والأمان لديهم وسقيه بالعدالة والموضوعية باستمرار ليستمر ربيع الأردن اخضرا جميلا في حمى وفيء مظلة الهاشميين أدام الله ملكهم وعزهم .
وفي الختام نوجه التحية لكافة مدراء الأمن العام السابقين الذين بذلوا كل ما في وسعهم من اجل استمرار مسيرة هذا الجهاز بخطى ثابتة أساسها الحس الوطني والأمني لديهم فإذا اخطئوا فلهم اجر وإذا أصابوا فلهم اجرين والتحية موصولة إلى كافة منتسبي الجهاز الذين يربطون الليل بالنهار من اجل راحة المواطن الأردني واطمئنانه، سائلا المولى عز وجل أن يكونوا ممن بشرهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأنهم العين التي لا تمسها النار لأنها العين التي باتت تحرس في سبيل الله ، وبالتوفيق لجهاز الأمن العام ومديره عاطف باشا وكافة مساعديه وكوادره ومنتسبيه.