02-06-2015 04:25 PM
بقلم : صفوت سامي حميدات
بفضلٍ من الله ومن غير حولٍ ولا قوةٍ منا ... فقد منّ الله عليّ بإبنتان "تالية ولين"، هنّ كالأغنيات، كالأساور، يشبهن ورداً ينهض من نومه، أو عرائس يرقصن على غيم خفيف، فيتركن ما يترك الندى على ورق شجرة الدراق. أو ربما أنهن موسيقى خفيفة لا تشبه أكثر من خفق القلب.. ضحكات الصغرى تتساقط على سريري كالخرز الملون، والكبرى تعدّ بأصابعها شعراتي البيضاء، وتحاول استدراجي: تعال نغسل مزاجك الملول برحلة للبحر..؟ وأنا بينهن كملك! أيتها الصبايا الصاعدات إلى أعمارهن على الدرج المقابل لنزولي، تمهلنّ قليلاً؛ أريد أن أراكن أكثر..!!
تالية طفلتي الغالية.. اليوم وانت تطفئين الشمعة الثالثة من عمرك المديد تشعلين في قلوبنا منارة الفرح ونستمد من عينيكِ المشعتين بالحيوية والذكاء بريق الامل.. اراك اليوم تكبرين ولسانك الصغير يغرد فتزرعين بداخلنا ربيع دائم تزينه ابتسامتك العذبة .. اراك اليوم تعيشين على صوت همساتنا وتكبرين وأنتِ تنعمين بحناننا .. وتدركين كم نحن أجمل لأنكِ معنا ! أقسمت أن أجعلك طفلة مدللة .. رقيقة مميزة .. وأقسم أن لا أحد يشبهكِ..
حبيبتي تالية .. في عامك الثالث لم افكر قبل ان اكتب لك فانتِ لا تفارقين قلبي ومكاني.. فمن اين آتي بالكلمات التي تجعل منها رسالة لكِ .. اليست الرسائل تكتب لكي تختصر ما بين المسافات البعيدة ؟؟ وانتِ هنا .. انتِ هنا بنيتي .. في أقربِ مكانٍ الى تفاصيلِ حياتي ...
دعيني مدللتي .. أنتقي كلماتي التي نذرت سأسأل عنها في ظلمات أذهاني لكي تنفذ عبر جلدكِ الرقيق .. وسأجدها مهما بعدت .. سأبحث وأبحث لربما وجدت وصفا لأميرة قد نالت بحبي شهادة الإمتيازِ .. قد صعبت علي الكلمات وانصرفت فلم أستطع وصفا ولا شعرا .. والحب نال من فؤادي .. ومشاعري ارتوت بالعشق في أحلامي ..
حلمت فيك كشمس النهار... عازفاً لحن جنوني .. فانا العاشق الوان الجنون وانتي طقسا من جنوني .. حلمت فيك هناك في قصر الامارة تلوحين بالمناديل اشارة وتعشقين وتنذرين ليوم لقيانا نذارة .. أتذكريني .. انت ياحلم سنيني .. انتظرتك وطال الم الانتظار... حتى جفت من البعد انهاري ... كم رقصت فرحا تحت أمطاري ... حين أصبحتِ في الهوى واللعب شريكتي... حين كنت أمدك دائماً باورقٍ وخيوطٍ وصمغٍ وصلصالِ .. حين قررت أن احبك على طريقتي.. كم رقصت لاهثا على شذى أوتاري ... وكم فكرت أن تكوني دنيتي... وشمعتي في مرارة ظلمتي... لا أن تكوني حرقتي ومراري ... فحرفك الاتي باسحاري ابتهالاً وخشوعا دمعت منه عيوني .. فألتمس عذرك يا ضوء أقماري ... إن جئت التمس منك العشق كاتباً اسمكِ بدمي في أسفاري ولست أنا من فعل بل هي يدا أقداري ... واستميحك خجلا صغيرتي لأني ازرع بين الشوك أزهاري ولست أنا من فعل ثانيةً بل هي يدا أقداري .. فهاهي ترتبك أيامي إن ما بدأت بصباحكِ المتثائب، وإن ما نفضتِ شعركِ المبلل في وجهي، وعبأت جيوبي بالأمل. تبقى قبلاتكِ على وجهي عطراً خفيفاً، وعناقاتي لكِ أظلّ أحملها كالتميمة، تحفظني من وحشة المدن البعيدة، وأصابعكِ تربت على كتفي أنىّ ابتعدت..
أأميرة العذاب عذراً .. لا زال في القلب سراً .. لكن .. هنا انتهت شظايا كلماتي فلست شاعرا عذرا وعذرا على قلة الكلماتِ .. فقد صعبت على قلمي الأفكارِ ... وقد خبت حروفي في بحار من هيامٍ واشتعالٍ واصطلامٍ واضطرامٍ ذوابانا في حروفٍ من غرامٍ.. فخذيني.. اشعليني .. ايقظي كل لهيبي .. اشعليني .. فجريني .. فجريني ياينابيع حروفٍ .. فجريني مثل كل العاشقين وامسحي فوق جباهي من غبارات السنين فينابيع غرامي تكمن مابين الصخور وسمائي تغرد فيها كل الوان الطيور .. فازيحي من طريقي اميرتي تلك القبور وانثريني في دروب العشق رحيقا وزهور .. .. وخذيني بين اياديكِ خذيني وكما الاطفال بالاشواق يوماً عانقيني .. عانيقني .. عانقيني ..
اميرتي ... سيظل الحرف على اعتابكِ والحروف تطرق ابوابكِ دمعات في عيوني أسردها على قلبي قبل النوم ..
كل عام وانتِ في الحبِ إختياري .. إبنتي الحبيبية ت ا ل ي ة ..
شقيقتكِ ل ي ن ... والدتك .. والدكِ الذي هو "انتِ الذي ليس في جسدكِ" ..