02-06-2015 04:30 PM
بقلم : المحامي معتصم احمد بن طريف
انا بداية لست من المهتمين كثيرا بالشأن الرياضي حتى لا اقحم نفسي في امور لا اعرفها ولكنني اعتبر نفسي كغيري من المواطنين الشرفاء في العالم الذين يحاربون الفساد في كل مواقعه في العالم وبما انا الرياضية كما تعلمنها في مدارسنا ومنذ صغرنا انها تهذب الاخلاق وعندما كنا نمدح احد الاشخاص على اخلاقه نقول فلان اخلاقه رياضية (كما جسدها سمو الامير علي بن الحسين ) وكان هذا واضحا امام العالم .
اعود الى ما بدأت به الفساد العين الذي اصبح ينخر في جسد العالم كله ونحن في الاردن اكتوينا بناره ولا زلنا
السيد بلاتر هذا الرجل اذا نظرنا الى سيرته نجد انه عاش في بلد تعتبر من دول العالم البعيدة عن الفساد - سويسرا - ولكنه عندما اعتلى المنصب الدولي في الفيفا ودخل هذا العالم وجد نفسه في بؤرة فساد مما جعله يقف امام خيرين اما الوقوف في وجه الفساد ومكافحة هذه الظاهرة وأما القبول بالأمر الواقع .بغض النظر عن هذا او ذاك ما يهمني في هذا الصدد هو ان تدرس هذه الحالة - بلاتر - في العالم وخاصة من قبل المهتمين بمكافحة الفساد وعمل مقارنة بين الفساد الداخلي والفساد الدولي والخروج بطريقة مثلى في المكافحة علنا نستفيد منها في بلدنا الاردن ونستطيع ان نكافح هذه الظاهرة
وهذا يدل على ان الفساد هو محيط وبيئة يتأثر الانسان بها بغض النظر عن مكان نشأته وهذا ما حصل مع السيد بلاتر وجد داخل بيئة فاسدة - انا هنا اعتقد واحلل ولست اجزم - وعلى ما اعتقده ان السيد بلاتر نظر الى الموضوع من ناحية شخصية وقاسها بما ويتلاءم ومصالحه الشخصية فسئل نفسه عدة اسئلة وهذا - اعتقاد - هل الفساد في منظمة الفيفا له تأثير على دولته (سويسرا) ؟ هل استطيع مقاومة الفساد الموجود وما هو حجمه ؟ ما تأثير مقاومة الفساد على اداء المنظمة الرياضية ؟ ما مدى تأثير مقاومة الفساد عليا شخصيا ؟ هذه الاسئلة وغيرها طرحها السيد بلاتر على نفسه ،
ماذا كانت الاجابة ؟ هل يؤثر الفساد على دولته طبعا تأثيرا خفيفا او يكاد يكون معدوما كون ما بهمه ان يكون اتحاد بلاده بعيدا عن الفساد لان هذا الوضع الطبيعي عندهم وبالنسبة له هذه منظمة دولية وتأثيرها دوليا .
هل استطيع مقاومة الفساد الموجود وكم حجمه ؟ الاجابة تعتمد على شخصية رئيس الفيفا او غيرها من المؤسسات وهل لدا الشخصية الارادة للمقاومة او لا لكن بقياسه لحجم الفساد الموجود الاجابة ان المقاومه ستجلب له المشاكل الكثيرة فقرر ان لا يقاوم الفساد حتى يبقى في منصبه .
ما مدى تأثير مقاومة الفساد على اداء المنظمة الرياضية ؟ في نظر بلاتر ان التأثير سيكون قليل لأنه لا يستطيع اي اتحاد دولي من تجاوز هذه المنظمة فمن هنا الجميع تحت امر هذه المنظمة لذا كان الرأي للفاسدين في المنظمة الدولية بالقول لا تهتم يا بلاتر وحتى ترتاح اكثر فسادنا مدروس وموافق عليه من معظم الاتحادات الدولية لأنه لنا وكلاء في معظم الدول .
ما مدى تأثير مقاومة هذا الفساد عليا شخصيا ؟ هذا اهم سؤال بالنسبة لسيد بلاتر الاجابة هنا تعتمد على كرزما الانسان وعلى مدى تمتعه بقوة شخصية للقيام بهذا الواجب السيد بلاتر يمتلك شخصية حب الذات والاستفادة من المنصب الدولي وهذا يتنافى ونية مقاومة الفساد بناءا على اجابة الاسئلة السابقة وبما ان السيد بلاتر يتمتع بشخصية ديناميكية كما وصفته معظم الصحف العالمية بأنه شخصية ديناميكية وهذه الشخصية عادة تبحث عن مصالحها اذا تعرضت مع مصالح اخرى فها هو يستخدم ديناميكيته في التأثير على الاتحادات لتصويت له وبما ان الاغلبية هي من انصار الفساد فان سياسته ستنجح ولو كانت رسالته صادقة في محاربة الفساد لحارب هذا الفساد سابقا خلال فترة توليه الرئاسة لكنها رسالة للفاسدين بأنني معكم ولن احاربكم فعندما ترى شخصا مسئول ينتقد الفساد ويدعي انه يحاربه تكون هذه عبارة عن رسالة انه مستمر بالفساد وسيعمل على تجسيده بشكل اكبر وخاصة اذا ظهر هذا الكلام من شخصية لها تاريخها في الفساد هذه الرسالة اصبحت الشفرة المتفق عليها عالميا لاستمرار الفساد.
الخلاصة انا من الاشخاص الذين كان عندي بصيص امل بسيط بان هناك امل بان الفساد ستبدءا مكافحته وخاصة عندما تقدم الامير علي للمنصب الدولي نعم اعلم ان محاربة الفساد في الفيفا لن يفيد الاردن كثيرا من الناحية الداخلية في المملكة لكن هي بصيص امل بان هناك محاولات جادة لمكافحة الفساد عالميا يلحقها مستقبلا مكافحة فساد داخلية ولكن هذا الامل شبه اختفى لدي مع ما شاهدته من نتائج انتخابات الفيفا .
وهنا اسئل هل ان فاسدين الاردن يحسبوها بحسبة بلاتر السابقة اما لهم حسبة اخرى في استمرارهم في الفساد وتفريخ فاسدين جدد جرب ؟ الاجابة : الظاهر ان كثيرا منهم يحسبها بحسبة بلاتر ألا ان الفرق بينهم وبين بلاتر ان حسبة يلاتر لا تؤثر على دولته كثيرا وكما اسلفت ربما يكون التأثير معدوم اما في حسبة الفاسدين لدينا تأثيرها واضح على كل مناحي الدولة الداخلية والخارجية .
والسؤال الثاني هل فعلا دول الربيع العربي ودول الفصول الاخرى جادة حقا بمقاومة الفساد سواء فساد دولي او فساد محلي ؟ الاجابة : كانت واضحة من خلال التصويت بأنه لا توجد بعد النية الصادقة في هذه الدول لمحاربة الفساد والفاسدين برغم الثورات والمسميات المختلفة .
وهل فعلا ان الدول المتقدمة جادة فعلا في مقاومة الفساد في المنظمات الدولية او في دول العالم الثالث سواء كان هذا الفساد داخلي او خارجي ؟ الاجابة لا وبقوة لان بقاء الفساد في دول العالم الثالث بنظر الدول المتقدمة هو سبب بقائها متقدمة على هذه الدول بل وتعمل على تغذية الفساد والفاسدين وتقويتهم وحمايتهم وان كانت تجمل صورتها بمؤتمرات وهمية لمكافحة هذه الظاهرة ، فمن هنا ليس من مصلحة هذه الدول وصول شخص مثل سمو الامير علي الى اعلى منصب دولي رياضي ويعمل على مقاومة الفساد فلذلك هذه الدول المتقدمة حسمت امرها من البداية وعملت بعضها على دعم سمو الامير من باب المحافظة على جمال صورتها وأنها ضد الفساد وهم يعلمون مندوبين هذه الدول ان اصواتهم لن تكون الكفة الراجحة لان كفة الفساد راجحة عليهم وهذا ما يهمهم .
وعليه يقاس بان الفساد الداخلي لا يزال منتصرا على كل محاولات المكافحة ونحتاج الى وقت كبير للمحاربة للفساد في دولنا العربية برغم كل المؤتمرات ووجود مؤسسات ومنظمات عربية لمكافحة هذه الظاهرة وليس امام من يحاربون الفساد في بلادهم ألا التوجه بالدعاء الى الله عز وجل بالقضاء على هذه الظاهرة لأنها تحتاج الى تدخل معجزة ربانية في هذا الوقت لان القدرات البشرية اعتقد انها اصبحت شبه عاجزة .
اخيرا حمى الله الاردن شعبا وملكا من كل الفاسدين امين