03-06-2015 11:16 AM
سرايا - سرايا - رغم مرور نيف وأربعين عاما، لا تزال ملابسات وفاة شاعر تشيلي الأشهر بابلو نيرودا لغزا محيراً حتى يومنا هذا.
فها هم الخبراء الجنائيون الذين يعكفون على فحص رفاته لم يجدوا دليلاً دامغاً على أنه قتل غيلة وغدرا.
وأعادت الحكومة التشيلية في يناير/كانون الثاني الماضي تحقيقاً بشأن وفاة شاعر الحب والثورة كما كان معجبوه يطلقون عليه، إذ صُمِّمت الاختبارات الحديثة بحيث تنظر في الأضرار البروتينية التي تسببت فيها مواد كيميائية تنم عن أن الوفاة حدثت بفعل تسمم.
وعثر خبراء الطب الشرعي بجامعة "يونيفرسيداد دي مورسيا" الإسبانية على ثلاثة أنواع من البروتين في رفات نيرودا الشاعر الحائز على جائزة نوبل في الأدب، اثنان منها قد تُفسر إصابته بسرطان متقدم في البروستات، حسبما ورد في تقرير سُلِّم إلى قاضي التحقيق في القضية.
وطبقاً للتقرير فإن مصدر النوع الثالث من البروتين لم يتضح على الفور، لكنه قد يكون ناجماً عن أسباب طبيعية كالإصابة بعدوى ما أو نتيجة معالجات تعرضت لها الجثة عقب الوفاة.
وستتولى لجنة من الخبراء التحقق من الأدلة في وقت لم يُبت بعد في أمر إجراء مزيد من تحليل الخصائص الجينية.
وكان قد راج أن نيرودا -الذي اشتهر بشعره الغزلي وآرائه الشيوعية المتشددة- توفي متأثراً بمرض السرطان في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول 1973 بعد اثني عشر يوماً فقط من انقلاب قاده دكتاتور تشيلي أوغستو بينوشيه ضد نظام حكم سلفادور الليندي الشيوعي.
وقد زعم السائق الخاص لنيرودا أن عملاء بينوشيه انتهزوا مرضه فحقنوه بالسم في معدته عندما كان طريح فراش المستشفى.
ولم تجد الاختبارات الأولية على جثة نيرودا التي نُبشت من القبر أي أثر للسم.
وظلت أسرة نيرودا ومعجبوه منقسمون بشأن ما إذا كان يتعين إغلاق ملف القضية وإعادة رفاته إلى مثواها في حديقة منزله ببلدة إيسلا نيغرا على شاطئ المحيط الهادئ في تشيلي، أو ترك الخبراء يواصلون اختباراتهم.