04-06-2015 11:16 AM
سرايا - سرايا - أشرف عدد من الأطفال على مهرجان أفلام الأطفال الأول الذي أقيم يومي 2 و3 يونيو/حزيران الجاري في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، ليخوضوا بذلك تجربة هي الأولى من نوعها في تنظيم العروض وإدارة هذا المهرجان.
وقال مدير المهرجان الطفل باوان نصر الدين للجزيرة نت "فكرنا أن نقيم مهرجانا للأطفال بصيغة مختلفة، وأن نكون نحن من يديره، وأن نكون اللجنة المشرفة على الأفلام"، مشيرا إلى أنهم يهدفون من خلال المهرجان إلى تشجيع الأطفال بأن يكونوا قدوة في النشاطات الثقافية".
وعن تقييمه لنجاح المهرجان يقول نصر الدين "أعتقد أنه مهرجان ناجح، لكن نطمح إلى المزيد في المهرجانات المقبلة".
وتوافد العشرات من الأطفال لحضور ومشاهدة الأفلام التي عُرضت على مدى يومين، وبلغ عددها 27 فيلما من 11 دولة (إيران، تركيا، جورجيا، سوريا، بريطانيا، الفلبين، كوستاريكا، الهند، النرويج، كوريا الشمالية، وبلجيكا)، وقد ترجمت جميعها إلى اللغة الكردية.
من جهته قال المشرف على المهرجان زانا حمه سعيد للجزيرة نت إن المهرجان "تميّز بمسألتين أساسيتين تتمثلان في أن اللجان المنظمة للمهرجان تشكّلت من الأطفال حصرا الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عاما".
وأضاف سعيد أنه تم اختيار هؤلاء الأطفال من المتفوقين دراسيا، كما أن اللجنة الإعلامية تكونت من الأطفال كذلك، ووقع الاختيار على الذين يشاركون في الخطابة ولديهم هوايات في الكتابة والقراءة.
وبشأن دور الكبار في هذا المهرجان قال سعيد إن دور بعض المختصين والتربويين، إذ اقتصر على وضع الخطوط العريضة لعمل الأطفال، لكنه أكد أن تدريب هؤلاء الأطفال أثمر بصورة لافتة، وأن أكثر من 80% من أعمال المهرجان أدارها الأطفال.
كما ذكر أن هذا المهرجان ساهم في جذب الأطفال إلى عروض سينمائية لم يعتادوا عليها، مما يؤسس لثقافة مهمة توثق الصلة بين الأطفال وفن السينما، حسب قوله.
من جهتها قالت سيوان رستم مديرة إعلام اتحاد النساء -وهو من الجهات المشاركة في المهرجان- إن فكرة المهرجان تربوية تثقيفية، مشيرة إلى أن تكفل الأطفال بدور رئيسي في إدارة الفعاليات زادت من تحمسهم تجاهه.
وبيّنت سيوان أن هذا النشاط الثقافي يؤسس لنوافذ معرفية جديدة، معربة عن أملها في أن يشجع نجاح هذه التجربة على مواصلة مثل هذه النشاطات.
واقترحت على الجهات التعليمية المسؤولة أن تكون هناك مهرجانات مشابهة في المسرح والشعر والخطابة والرسم، وبذلك تقام علاقات وثيقة بين الأطفال وفنون المعرفة والإبداع.
وفي سياق متصل ذكر المخرج العراقي إياد جبار المشارك في المهرجان أن فكرته ودور الأطفال فيه لفت انتباهه وشجعه على المشاركة بفيلم قصير روائي بعنوان "صرخة بصمت".
ويضيف جبار أنه كان متخوفا من فشل تجربة مهرجان يقوم على إدارته صغار السن، لكنه عبّر عن إعجابه بالتجربة الناجحة بجميع المقاييس، حسب وصفه.
من جانبها قالت لندي أحمد -وهي عضوة في اللجنة المشرفة- إنها كانت خائفة من فشل المهرجان، لكن الإقبال الواسع على حضور الفعاليات والثناء على ما قدّموه أكسباهم ثقة في أنفسهم لخوض التجربة مستقبلا.
كما اعتبرت لندي أن أجواء العروض السينمائية ووجود إدارة مختلفة عن تلك الإدارات التقليدية، أضفوا نكهة خاصة على المهرجان.