حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21899

السلام عليك يا علي .. السلام على شهداء القدس

السلام عليك يا علي .. السلام على شهداء القدس

السلام عليك يا علي  ..  السلام على شهداء القدس

04-06-2015 04:32 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. محمد عبدالكريم الزيود
( إلى روح عمي الشهيد علي حسين مطر في ذكرى إستشهاده الثامنة والأربعين في معركة الشيخ جراح/القدس )

السلام عليك يا علي... السلام على الشهيد الحيّ ... كنت أعرف أنك بعمر الدحنون أو أكبر قليلا وأنت تغادر شبابيك الوطن وتحمل سلاحك لتلتحق بكتيبتك .. كنت فتى جميلا تغازل الشمس ... زاهيا كفارس قبيلة .. يا علي أأكتب عنك بعد ثمان وأربعين عاما والدم لم يجف بعد والحزن لم يغادرنا بعد.. كنت أسدا رابضا وزملائك في السرية الثانية ورشاش (500) يحرق حشود العدو بعدما توضأت للفجر وقرأت المعوذات... صليت وأحكمت القايش على وسطك وشددت لثام الشماغ.. وتحسست شعار الجيش في مكانه في مقدمة رأسك العالي كما تتحسس قلبك...... تمرر شرشور الرصاص وتحرق أجساد المعتدين وتمرُّ ببالك وحوه أهلك وقد قلت لهم سآتي لأعاونكم في الحصيدة عند أول إجازة ... ويهدأ الرشاش الذي ظل يزغرد طوال ليلة كاملة مع نداء الفجر "الله أكبر"... أسلمت الروح وأنت مطمئن فما غادرت ثغرك ولا توليت من خندقك وأستقبلت رصاصهم الغاشم بصدرك العامر بذكر الله ....

أعرف أنك في مكان أجمل من كل أماكن الدنيا ولوددت أن أراك وأمسح دمك الزاكي وأصلح من عقالك الذي مال رغما عنك ... وأقبل رأسك الذي مهما إرتقينا لن نطاوله علوا وشموخا وطهرا... وأعرف أن ليس هناك قبر يجمع جسدك الطاهر فلا مكان للشهيد إلا هذا الفضاء المقدس ، فأنت هناك تغفو تحت كل زيتونة فلسطينية ويضمك تراب القدس العابق بالريحان والدم الأردني.. هناك روحك تحلّق فوق الأقصى وتل الذخيرة والشيخ جراح... هناك تهفهف على روحك سنابل حزيران الحزينة..

وتسري كل مطلع نهار وتقطع الشريعة مع نداء الفجر، تزور العالوك وتطلّ على الموارس ثم تمسح دمعك بطرف الشماغ وتقول لأهلك: ما قصرنا ولكن قدر الله أن يتم .. ثم تذهب لتجلس مع ربعك : منصور كريشان وهيكل الزبن وحمد الحنيطي وعبدالقادر الحسيني وسمارة منيزل وبقية شهداء فلسطين ...

السلام عليكم يا شهداء الحق فما قدمتموه أكبر من قصص نضال كاذبة أو قصائد مرتجلة خجولة ... أو أوسمة تصدئ بعد زمن فلا شيء يرتقي لشجاعتكم ... فما قدمتموه هي الروح الأردنية التي عانقت البارود والفخار ... هم فرسان كتيبة الحسين الثانية الذين سطروا أكبر ملحمة وهم يقاتلون في الشيخ جراح وفي القدس المدينة، معركة لم يكتب التاريخ مثلها...

فسلام عليك يا علي يوم ولدت ويوم إستشهدت ويوم تبعث حيا.








طباعة
  • المشاهدات: 21899
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم