بقلم : صفوت سامي حميدات
كنت أتساءل وأقول كيف لمن طاف أرجاء الأرض وزار المدن الكبيرة من لندن وباريس وبغداد ودمشق وبيروت والقاهرة وغيرها من مدن الأرض ، كيف له أن يحن إلى سيلٍ آسن أو إلى قرية من طين وقصب؟

فيا من منحت الثلج الدفء .. : أم أن أسمك بات محفورا على شفتي ... رمش أحداقي ... وكل زفراتي ...ترابك الذهبي .. سنابل قمحك .. شعرك الجميل .. بساتينك .. زهورك .. خوابي عطر الياسمين ..كل أزقتك أراها بنظرة من عينيك يا حبي الدفين .. ربيعك .. آه ما أجمل ربيعك .. جلننار رمانها تفتح في خديك و لونها بأجمل الألوان..

ما العشق إن لم يعلن العصيان؟؟؟ وما الحب إن لم يكن بنكهة الحرمان؟؟؟ كيف يكون الحب بلا جنون؟؟؟ وكيف يكون القلب بلا جنون؟؟؟ كم كلمت الحمام عنك... وكلمت أزهار البيت عنك... كم نقشت اسمك على لحاء أشجاري ... كم رسمتك على جداري وأحجاري.... كم .. كم .. وكم .. وكم ...

فلانك كنت ذات يوم .. لانك اليوم ...كل شيء... اغلى شيء .. أجمل شيء ..أقسى شيء .. وأروع شيء .. يأخذني الحنين إليك ..

عندما تمطر السماء أشعر بالغربة وأشعر بالبرد وأبحث عن وطن أعيد فيه طفولتي .. حينئذ ... أتذكرك .. فيأخذني الحنين إليك..

عندما أبدا حكاية جديدة .. وأحاول عابثا أن انساك .. وأشعر أن لا رغبة لي في أي جديد وأستشعرك تسعد بي عند كل بداية .. حينئذ ... أتذكرك ... فيأخذني الحنين إليك....

عندما تشتد بي رياح الحزن .. أبحث عن بقعة أرض تحتويني .. بقعة أرض أتنفس الفرح فوقها .. حينئذ ... أتذكرك .. فيأخذني الحنين إليك...

عندما أجلس وحدي .. أقلب كتاب العمر .. وأتجول في صفحات الأمس .. وأقرأ سطور تاريخك العظيم بي .. حينئذ... أتذكرك فيأخذني الحنين إليك...

عندما أحصي سنوات عمري .. وأكتشف انك كنت اصدق مراحلي وانك كنت اجمل سنواتي ..
وأن العمر الذي كان معك لن يتكرر .. حينئذ ... أتذكرك .. فيأخذني الحنين إليك...

عندما أسير في زحامهم .. يملأني احساس باليتم .. فأحلم بصدفة تأتي بك وأبحث عنك بلا شعور .. حينئذ ... أتذكرك .. فيأخذني الحنين إليك...

عندما أسافر في خيالي .. وأزور قصر أحلامنا.. وأتجول في طرقات أمانينا .. وأحتضن أطفال خيالي .. حينئذ ... أتذكرك .. فيأخذني الحنين إليك...

عندما أجلس فوق التراب .. أكتب اسمك بلا شعور فوق الرمال وأحفر بأناملي نفقا وأحلم لو ينتهي هذا النفق اليك.. حينئذ ... أتذكرك .. فيأخذني الحنين إليك....

أحنُ اليكَ يا من شهد سمائك لحظة ميلادي .. يا من سيشهد حضن ترابك مراسم مماتي.. أحنُ اليكَ يا دفء الثلج انتَ ... حنيني ملاء كينونتي و روحي.. أبحث عنك في كل عبرة تأخدني لعطر هواءك العليل.. لكل سواد وبياض لكل طيبة وقسوة .. للنور والعتمة لكل بسمة ودمعة ..