08-06-2015 04:39 PM
بقلم : زكي أحمد أبو ضلع
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم :
﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ* حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾
حضر أحد الأصدقاء من أجل رفع قضية على شخص آخر قام بشتمه بألفاظ سيئة وكان برفقة صديق له شاهد وسمع ما حصل من ذلك الشخص .
أردت أن أنهي هذا الخلاف بالإصلاح بينهم وقمت بتوسيط شخص ثالث ليبلغ المعتدي بأنه يجب عليه الاعتذار ، من الشخص الذي قام بشتمه لأنهاء المشكلة ، كان رد هذا الشخص على الوسيط بأنني سأتدبر الأمر ، ولكن كان تدبر هذا الامر بشيء لا يقبله عقل ولا يقبله دين . بدل أن يعتذر لهذا الشخص وينهى المشكلة ، قام بتحريض أقربائه ومنهم ابن أخيه ، حيث بدأوا بمراقبة ذلك الشخص الذي لا يريد من الرجل المعتدي سوى الاعتذار، وان يفهمه عن السبب الذي من أجله شتمه بألفاظ غير لائقة . تفاجأ الشخص المعتدى عليه بأن شخص يقترب من سيارته وتبين بأنه ابن اخ الشاتم وقد تظاهر بأن هذا الشخص دعسه بسيارته . وحضرت المجموعة التي كانت مع هذا الشاب بحمله الى المركز الأمني وتم تحويله الى المستشفى من أجل إحضار تقرير طبي . كان التقرير الطبي بأنه لا توجد جروح أو رضوض أو حتى ( خشط ) في جسم هذا الشاب ، بل كان التقرير الطبي (( يدعي بوجود ألم في البطن والرجل والرأس )) ، الذين شاهدوا هذا الشاب عند دخوله المركز الأمني ، قالوا بأنه بعد قليل سيفارق الحياه ، من دقة تمثيله ودجله وقلة دينه ، وكانوا يحملونه اربعة أشخاص ، وعند خروجه من المركز الأمني بعد تقديم الشكوى كان يسابق جميع من معه .
أما ما يؤلمني حقا هو عندما دخل الى القاضي ، دخل على كتف عمه ولا يستطيع الوقوف على رجله . وعندما وضع يده على كتاب الله ، أقسم بأن السيارة دهسته ودعست على رجله . اليس من الحرام أن يقوم عم هذا الشاب بإقناع ابن أخيه لكي يدعي على رجل كبير في السن بانه دعسه . ويبقيه رهينة في المركز الأمني لمدة تجاوزت العشر ساعات . أليس من الحرام والعار أن يقنع أبن أخيه بوضع يده على كتاب الله ويحلف زور وهو في مقتبل العمر، هل هذا الشاب سيحترم عمه الذي أقنعه بحلف يمين زور مستقبلا . وأخيرا كان الحل بأن يتنازل هذا الشاب عن (الدعسة ) المزعومة مقابل أن لا يقوم الشخص الآخر بالشكوى عليه بقضية الشتم والتحقير .
النتيجة التي ارغب في ايصالها للناس بأن يتقوا الله في أعمالهم . فكيف بالشاب الذي علمه عمه قلة الدين والخلق والتمثيل والحلف على كتاب الله زورا وعمره لم يتجاوز العشرين عاما . أليس من الواجب على العم أن يعلم ابن أخيه الصدق والأمانة في القول والعمل .
احذر اخي بأن الدنيا لا تساوي عند الله شيء ، واعلم بأن يمين الزور سيقف أمامك الى يوم تلقى الله عز وجل . حيث يقول المولى {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَاذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا { و قوله تعالى في سورة الحج { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ { ، ففي هذه الآية أمر الله تعالى باجتناب الشرك واجتناب قول الزور.
و لقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم شهادة الزور من الكبائر، بل من أكبر الكبائر كما في حديث عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثاً ، قالوا : بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله ، و عقوق الوالدين - وجلس و كان متكئاً - فقال : ألا وقول الزور» ، قال : فمازال يكررها حتى قلنا : ليته سكت » [صحيح البخاري
فعلى الإنسان ان يتقي الله ويشهد بالحق ولو على نفسه أو أقرب الناس اليه ، وليتجنب شهادة الزور ويتأكد قبل ان يشهد ويتوب الى الله قبل ان يأتي { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ الَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{.
والله من وراء القصد ،،،،،،،،،