08-06-2015 04:42 PM
بقلم : الاستاذ عبدالكريم العزام
إيـــــــهِ يـا قامـات العـراق و نخلهـا البـاســق,
مـــات طــارق عـزيـــز, و بمـوتــه غـابـت قامـة مـن قـامـات الـعــراق التـي سيخلـدهـا التـاريـخ إلـى جانـب الصِّـيــدِ مـن أبـطــال العـراق و صـانعـي مـجـدهـا.
طــارق عـزيــــز هـذا الـرجــل صـاحــب المـبـدأ الــذي يقــدس الـوطــن و يـمــوت مـن أجلــه.
طـارق عـزيــز الـذي لا يـفــرق بيــن ديــن و ديــن لإيمـانــه بــأن الأديـــان إلـى جـانـب أنهــا تُقَـرِّبنـا إلـى الله فهــي لـخـدمـة بنــي البشــر و لنصــرة الحــق علـى الباطــل.
طــارق عـزيــز فــوق أنـه صـاحــب مبـــدأ فهــو الـوفـي الصــدوق لوطنــه و لـقـادتــه و رفـاقـه, الصـدوق فـي زمــن الكــذب و النفــاق, الصـدوق فـي الشــدة و الـرخــاء, الصـدوق حتـى لــو بقـي فـي القيــود حتـى يفــارق الحيــــاة.
طــارق عـزيـــز: إننــا إذ ننعــاك ونـذكــرك بالفخــر والاعتزاز لا نذكـرك لأنـك عضـو فـي حــزب البعــث و لكــن نـذكــرك لأنـك تـرجمــت مـا آمنــت بـه مــن فكــر وعقيــده إلـى عمــل. فـكـم مثلــك اليـوم مـن الـرجــال؟.
تكبــر عندنـا أكثــر و أكثــر كلمـا رأينـا بطـانـات الحكــام تغنـي و ترقـص للحكـام مـا داموا علـى الكرسـي و تســبُّ و تلعــن عنـدمـا يسقــطون أو يمــوتون لكنــك يـا طـــارق كنــت البطــل الــذي حاجـج و دافـــع عــن قـائــده البطــل صـدام حسيــن أمــام الطغــاة و العتــاة و هــم يسبـونـك لثبـاتـك علـى مـوقفــك و صـدق لسـانــك و سـريـرتــك.
تعظــم عنـدنـا يـا طــارق و أنــت العـربـي المسيحـي الــذي جســـد العـروبــة بقـولــه و فعلـه و أن الديــن لله و هــو عـلاقــة بيــن العبـــد و ربـــه.
تعظـم و تعظـم و تعظــم, لأنـك دافعـت مـع رفـاقــك عـن ثــرى العــراق و أبقيتــه طاهــراً مُقَـدَّســاً كمــا كــان أيــام الــرشيد و المـأمــون, و لـم تضعفـوا حتـى و الدنيــا كـل الدنيـا بأهلهــا تكالبــت عليكــم, و لكـن المـؤمــن لا يخــاف, و الثبـات علـى المـوقــف هـو الـتــاج الــذي يـزيــن جبهـات الـرجــال الـرجــال.
مـا أروعــك يـا طـارق!؛ يــا نخلــة باسقـة ارتــــوت مـن دجلــة والفــرات, و ارتفعــت حتـى عانقــت عنــان السمــاء.
مــا أروعــك يـا طــارق و أنــت تخــرج مــن غيـاهــب السجــون جثــة هامــدة و لــم تســاوم علـى وطنــك, و لا علـى قادتـك, و لا علـى فكــرك و لا علـى عروبتــك.
سيذكــرك العــراق و كــل العــرب أنــت و رفاقــك أنكــم ناضلتــم مـن أجــل الأمــة, و قضيتــم مــن أجلهــا و أنكــم ستظلــون خالديــن خلــود هـذه الأمـة و تاريخهــا إلـى يــوم الديـــــن.
الكاتب: الأستـاذ عبدالكريـم فضلــو عقـاب العـزام