حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,15 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 15857

الثورة العربية الكبرى .. محطة هاشمية في تاريخ الامة

الثورة العربية الكبرى .. محطة هاشمية في تاريخ الامة

الثورة العربية الكبرى  ..  محطة هاشمية في تاريخ الامة

11-06-2015 02:31 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عادل حواتمة
لم تكن الثورة العربية الكبرى ثورة بالمعنى العفوي الاندفاعي، بل كانت حركة تحرر ممنهجة تدرك طريقها الطويل نحو تحرير الارض والانسان، فقد امتلكت كل مقومات نجاح الثورات من قيادة مؤثرة و فاعلة اتصفت بقدرتها على احتضان كل الاتجاهات الفكرية التي نشأت بتلك الفترة، والتي اعتبرت وقوداً للثورة ضد الاتراك وليس العثمانيين، كما كانت أهدافها واضحة وتتجلى بحفظ كرامة العرب وحفظ الدين، بالإضافة إلى توافر السلاح رغم شحه وقدمه. كل هذا حدا بالثورة لأن تكون عربية وكبرى وناجحة بسقوفها العليا.
لقد أدى تراكم السياسات العنصرية الاتحادية كسبب جوهري، إضافة الى تلك الاسباب الموضوعية والذاتية؛ إلى تشكيل حالة عروبية عرفت بــ " اللا عودة " عما اتفق عليه وما وصل اليه، من توجه انتفاضي عروبي بقيادة هاشمية تمثلت بالشريف الحسين بن علي ليقود الامة ويحفظ عزتها ودينها .
فيما عرفت السياسة البريطانية في بداية القرن العشرين بسياسة " الوعود" فلقد أطلقت وعدين خانت احدهما ونكثته مع العرب وشريفهم بتأسيس الدولة الموحدة في آسيا العربية، أما الاخر فأوفت به ودعمته وحققته بإقامة دولة لليهود في فلسطين العربية وهو الذي عرف بــ" وعد بلفور".
في الذكرى التاسعة والتسعين لثورة العرب، نستحضر حال الممالك التي تأسست على يد الهاشميين ثم تحولت الى جمهوريات وراثية، راكمت نمو انظمة استبدادية وشمولية في كل من سوريا والعراق، كيف حالهما لو قُدر لهما الاستمرار في ظل الحكم الهاشمي؟ وكيف هما الآن مقارنة بالمملكة الأردنية الهاشمية. نقول هذا وكلنا أسف بأن هاتين الدولتين أصبحتا " دولاً فاشلة" سقطت فيهما الدولة أو توشك؛ بسبب أوضاعا لا طبيعية خطت شكل العلاقات بين مكونات كل منها على حدة، في الحين الذي تنمو فيهما التنظيمات الارهابية والمليشيات الطائفية الجاهزة للتصدير للجوار فكراً و أذىً.
الحديث عن ثورة العرب دون قرنه بالثوار الذين شكلوا لاحقاً نواة الجيش العربي يعتبر حديثاً مجزوءً، فالجيش العربي هو وريث الثورة العربية الكبرى وحامل رايتها النضالية نحو الحرية و وحدة العروبة و العصرنة، فلا زال يتنفس هوائها ويتمثل مبادئها المشرفة، فهو من دافع بقوة وايمان عن المقدسات الاسلامية في فلسطين ولا زال يدعم الوصاية الهاشمية عليها إلى الآن، كما كان حاضراً بقوة في تحرير الحرم المكي من" جهيمان" ورفاقه، كما ان ثورة العرب تتجدد في أعمال الجيش العربي من خلال قتال داعش وأخواتها، و المشاركة بعاصفة الحزم، كما ان دوره لم يتقزم في المجال العربي فقط بل اتخذ طريقه نحو حماية القيم الانسانية التي تتجاوز الدين والعرق واللون، فبواسل القوات المسلحة منتشرون شرقاً وغرباً ينشرون السلام والاخلاق.
عام يفصل عن قرن من الثورة، فمئويتها لا شك تأريخ مميز شكلاً وموضوعاً، يجب الاستعداد له جيداً. وهنا يقع على عاتقنا جميعاً كمؤسسات وطنية مختلفة، مدنية وعسكرية العمل من الأمس على إخراج ذكرى حركة الثورة العربية الكبرى بما يليق بتلك التي سعت الى توحيد العرب، وحفظ كرامتهم من الامتهان ودينهم من الضياع.
adel.hawatmeh@gju.edu.jo








طباعة
  • المشاهدات: 15857
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم