حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,15 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 10715

شامخون .. في يوم الجلوس

شامخون .. في يوم الجلوس

شامخون  ..  في يوم الجلوس

13-06-2015 03:57 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
بضعة أشهر وينتهي القرن العشرون، فقدنا رجلاً عزيزاً على قلب كل أردني، رجلُ ترك بصماته في كل ركن من أركان هذا الوطن الغالي، عمل بكل ما أوتي من قوة من أجل بناء الأردن بمؤسساسته وشركاته ومقدراته، وترك أثراً ملموساً على الصعيد العالمي، إنه الملك الراحل المرحوم بإذن الله الحسين بن طلال طيب الله ثراه.

وترك لنا الحسين باني الأردن الحديث، شبلاً من العرين الهاشمي، وعسكرياً متمرساً في ساحات الوغى، وخبيراً في الشؤون السياسية العالمية والمحلية، وعارفاً بالأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يمر بها أبناء شعبه، ومدركاً للصعوبات السياسية والأمنية التي تعاني منها المنطقة برمتها.

تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية وجلس على العرش، في أصعب الظروف والأوقات، إنفجار في فلسطين، وحروب في غزة، وتصعيد على الجانب اللبناني، وحرب تلوح في الأفق في العراق، وتدخل إيراني سافر في الشؤون العربية والإقليمية، وتضعضع للأوضاع في مصر.

منذ اليوم الأول لتسلم جلالته سلطاته الدستورية، وضع نصب عينيه مصلحة بلاده وأبناء شعبه بغض النظر عن باقي الحسابات، وبدأ في البحث عن الخبرات في المجالات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، في محاولة منه لتغيير الوضع الراهن الصعب، نستعرض وإياكم بعض منجزات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في ستة عشر عاماً من الحكم:

في المجال السياسي، فتح جلالة الملك صفحة جديدة مع دول الجوار على مبدأ حسن النية والبادرة الحسنة، فأعاد السفارة الأردنية الى العديد من الدول، وقام بجولة عربية إقليمية عالمية، لتعريف الجميع بمبادءه وطريقته في إدارته لسدة الحكم في الأردن، كما أطلق العنان للحريات الحزبية والنقابية والصحافة بكافة أنواعها.

وعلى الصعيد الإقتصادي؛ أدرك جلالة الملك أن عزلة الأردن الإقتصادية عن العالم وعمله المنفرد لن يدفع عجلة الإقتصاد نحو الأمام، فسعى الى المنظمات الدولية ليحصل على العضوية، وكانت ثمرة ذلك إنضمام الأردن الى منظمة التجارة العالمية في نيسان من عام 2000. وفي شهر أيلول من عام 2001 وقع الأردن إتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية ليكون أول بلد عربي يقوم بذلك، بهدف الإستفادة من التخفيضات الجمركية، لتقفز صادرات الأردن من 18 مليون دولار في عام 1998 الى مليار دولار في عام 2009.

وحض جلالته الحكومات المتعاقبة على ضرورة توخي الحذر في التعامل مع الطبقة المتوسطة وعدم المساس بها، في محاولة منه لتقليل حجم طبقة الفقر ومطاردة جيوبه في أرجاء الوطن.
كما أطلق جلالته العديد من المبادرات التي تهدف الى خدمة الطبقة الفقيرة ومساعدتها في تحسين وضعها، مثل "سكن كريم لعيش كريم"، وكذلك قيامه بالتبرع من جيبه الخاص لبناء المساكن للكثير من المحتاجين والمعوزين من أبناء الوطن، وفتح باب الديوان الملكي العامر في وجه الأردنيين، ووسع عمله ليشمل دوائر مختصة في المجالات الصحية والإجتماعية، لتسهيل تقديم الخدمات لمرتاديه.

أما في مجال الصحة؛ فكلنا يعلم حجم الجهود التي بذلها جلالته في تطوير قطاع الصحة من خلال الزيارات الميدانية المفاجئة للعديد من المستشفيات الحكومية، وما أسفر عن تلك الزيارات في تحسين آداء مستشفى البشير وغيره من المستشفيات الوطنية الأردنية. كما فتح جلالته باب الإستثمار في قطاع الصحة ليثمر ذلك عن عدد لا بأس به من المستشفيات الخاصة المتميزة.

وفي مجال التعليم؛ إستعان جلالته بذوي الخبرة في هذا المجال بقصد تطوير العملية التربوية، وتحسين مخرجات التعليم، والنهوض بمستوى خريجي الجامعات الأردنية، لمواكبة الثورة العلمية العالمية. كما شهد شهر آب من عام 2007 إفتتاح أول مدرسة داخلية على مستوى المدارس العالمية الأميريكية والبريطانية، وهي ":أكاديمية الملوك"، وقد أطلق جلالة الملك على ذلك المشروع أسم "ديرفيلد تنبت في الصحراء" تيمناً بديرفيلد أكاديمي العالمية.

ولم يكتف الملك بذلك بل أطلق منحة الملك التي تمنح العديد من الطلبة المتفوقين دخول تلك المدرسة مجاناً، كما تراعي المدرسة الظروف الإقتصادية للعائلات الأردنية المتقدمة لدراسة أبناءها فيها، كما جذبت المدرسة العديد من الطلبة من دول الجوار.

أما المجال الأمني؛ فكان هاجس الملك الأول، وهو الرجل العسكري ذو الخبرة الطويلة في مجال الجيش والقوات الخاصة ومكافحة الإرهاب، فطلب من قادة حماس مغادرة الأراضي الأردنية، بعد تجاهلها لكافة التحذيرات والتنبيهات بعدم تعريض أمن الأردن للخطر من خلال تهريب السلاح الى فلسطين عبر الأردن، بالإضافة الى تدخلها في شؤون الأردن الداخلية، ليغادر قادتها الى قطر في 2009.

كما عمل جلالته على الوقوف موقف الحياد من الغزو الأمريكي للعراق، ولم يسمح بأن يقصف بلد عربي من الأراضي الأردنية كما جاء في كتابه "فرصتنا الأخيرة"، وكان أول رئيس لدولة عربية يزور بغداد بعد الحرب، وأعاد إفتتاح السفارة الأردنية في بغداد بعد تعرضها لتفجيرين.

وصحيح أننا دخلنا في حربين قويتين في وقت واحد، أحدها الى جانب قوات التحالف في مواجهة عصابة داعش الإرهابية، والآخر في دحض الحوثيين بعد سيطرتهم المسلحة على اليمن الشقيق، ولكن هذا الأمر جاء لهاجس الملك الأمني، ورؤيته في ضرورة مكافحة الإرهاب وقتله في مكان ولادته، وعدم الإنتظار لحين أن يطرق أبواب دولتنا العزيزة.

كثيرةُ هي إنجازات الملك، ومن الصعب إحصاءها في مقال واحد، ولكن هي إشارات لما أنجزه جلالته في ستة عشر عاماً من الحكم، طبع فيها الزمن والهم الوطني بصمته على جبين الملك ليخلص الأسود من شعره بالأبيض.

كل عام وأنت بألف خير سيدي جلالة الملك، وكل عام وأنت بألف خير أيها الأردن العظيم، وكل عام وأنت بألف خير أيها الشعب الأردني العزيز.








طباعة
  • المشاهدات: 10715
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم