03-10-2010 05:32 AM
بقلم : هاشم الخالدي
تعرض الأردن منذ مساء يوم الأربعاء الماضي لحملة قادتها قناة الجزيرة الفضائية، حيث استندت إلى تقرير بثته صحيفة الغارديان البريطانية التي ادعت أن الأردن متورط بالتشويش على بث قناة الجزيرة الرياضية لمباريات كأس العالم.
لن أناقش هنا رد قناة الجزيرة والحملة التي قادتها ضد الأردن ، ولكنني سأناقش قضية أخطر وأهم من تلك الحملة وحملات أخرى قادتها دول وأنظمة ومؤسسات إعلامية كبرى ضد الأردن ولم نمتلك رداً إعلامياً وسياسياً موحداً يدافع عن الأردن، لأننا ما زلنا حتى اللحظة نعيش في دوامة " حارة كل مين ايده اله " "وخذني جيتك" حتى نبدو وكأننا جيش متفرق يحارب طواحين هواء دون أن نتسلح بالرد الرصين والمعلومة المقنعه في الرد.
ودعوني هنا أسرد بعض المعلومات التي تصب بهذا الاتجاه ، فمنذ خرجت علينا "الغارديان" صباح الأربعاء بهذا الاتهام الظالم وتناقلته قناة الجزيرة مساء ذلك اليوم عاش السياسيون الأردنيون سواء في الحكومة أو اعلام الديوان الملكي في غيبوبة وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد رغم أن مناصبهم السياسية والإعلامية تفرض عليهم الرد دفاعاً عن الأردن إذ لم تزود أي وسيلة إعلامية بأي معلومة حتى مساء الجمعة وكل ما ورد نفي خجول نشر في صحيفه يوميه مستندا "لمصدر حكومي" رفض الإفصاح عن اسمه قال: بأن الأردن ينفي اتهامات الجزيرة وتقرير الغارديان؟! تخيلوا هذه الفضيحة...
صيحفة يومية ترد صباح الخميس مستندة إلى مصدر حكومي لم يفصح عن نفسه نفى- دون أي معلومات- أن يكون الأردن متورطاً في هذه القضية .
التصريح لم يتعدى السطرين لا أكثر وهو تصريح مقتضب وضع الأردنيين في شك وريب إذ كان من المفترض أن يفصح المصدر الحكومي عن اسمه وأن يستند إلى معلومات في الرد وان لا يكتفي بهذا الرد الخجول الذي اعتقد ان نشره قد أضر بسمعة الأردن لأنه لم يقدم الرد الشافي المستند إلى المعلومات والدلائل إلا مع صباح يوم أمس واليوم حين نشرت الدستور امس تقريراً مفصلاً مستنداً لمعلومات وأرقام واراء خبراء اتصال في مجال البث يؤكد بأن الأردن بريء من هذه التهمة ويتهم ضمناً اسرائيل التي وصفها التقرير "بالغربان السود" بأنها ربما تكون وراء هذا التشويش .
اما اليوم فقد كان الرد واضحا وجليا حين اعلن الاردن نيته مقاضاة كل من يسيئ لسمعته متحديا بدعوة خبراء محايدين ومسؤولين لفحص ادعاءات الجزيرة فلماذا لم يصدر هذا التصريح قبل ايام وانتظرنا اياما ثلاث تلوكنا السنه الجزيرة دون ان يكون لدينا الرد؟! ودعوني أسرد لكم ما حدث معي شخصياً، ففي تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس اتصلت معي قناة الجزيرة وطلبت مني المشاركة في بث حي ومباشر في برنامج "ما وراء الخبر" لكي نناقش الرد الأردني على اتهامات الجزيرة فاعتذرت للجزيرة لسببين أولهما أنني كنت في زيارة للأهل خارج العاصمة عمان وثانيها أنني كصحفي لم أمتلك أي معلومة حول هذا الموضوع إذ لا يكفي أن أخرج في بث حي ومباشر عبر برنامج يشاهده الملايين واكتفي بالنفي دون أن امتلك أي معلومة حول الموضوع سيما وأنني بذلت جهوداً كبيرة منذ صباح ذلك اليوم مع وزير الدولة لشؤون الإعلام "علي العايد "لأخذ تصريحات ومعلومات منه حول هذه القضية إلا أن هاتفه لأكثر من ثلاثة مرات لم يجب وفي المرة الرابعة والخامسة وجدت معاليه قد أغلق هاتفه واضعاً إياه في حالة تسجيل الرسائل؟؟.
الأمر الآخر والمهم والذي يتعلق بالزميل أيمن الصفدي المسؤول الإعلامي في القصر الملكي والذي من المفترض أن يكون معنياً بطريقة أو بأخرى بهذا الملف الذي يمس الأردن وسمعته خاصة أن علاقة الصفدي بمدير قناة الجزيرة في عمان وبالمسؤولين في قناة الجزيرة بقطر مميزة ، فماذا فعل بهذا الاتجاه ولماذا لم يتحرك دفاعاً عن سمعة الأردن وهو الذي من المفترض أن يمتلك شبكة علاقات إعلامية داخل الأردن وخارجه لامتصاص أي هجمة إعلامية على الأردن، فماذا فعل الصفدي؟؟ هل يكفي أن نبقى صامتين على ما يجري؟ لماذا لا نمتلك الجرأة ولو مرة واحدة إكراماً لسمعة الوطن فنقولها بالفم الملآن بأن الصفدي قد صنع فجوة بين الإعلام الأردني والقصر الملكي وأنه صنع "فئة" من الإعلاميين المقربين منه يسرب لهم المعلومات كيفما يشاء ويمنحهم حق الحضور في المناسبات الملكية ويستثني أخرين ممن يمتلكون الحضور الإعلامي على مستوى الوطن والعالم العربي، فهل هذه هي المهنية التي يتعامل بها ومعها زميلنا الصفدي.
لن أدخل في قناة اتهامات قادتها الشرق القطرية وألمحت لاتهام الصفدي بتحريض صحفيين مقربين منه للهجوم على قناة الجزيرة لأن مثل هذه الاتهامات تدخلنا في دوامة أخرى، لكننا كنا نتمنى من الصفدي أن يتولى ملف هذه القضية فيزود الصحفيين بالمعلومات التي يمكن أن يستندوا عليها في الرد على قناة الجزيرة لا أن يبقى إعلامنا يدور في فلك "الردح" "وتمعيط الشعر" أمام كل من يستهدف الأردن لأن هذا الأسلوب من الرد الإعلامي بات يورط الأردن أكثر مما يفيده في معركته الإعلامية؟؟ مطلوب منا جميعاً أن نتحمل مسؤولية مناصبنا وأن نتعامل بانفتاح وشفافية مع الصحافة الأردنية بعيداً عن الشللية والمحسوبية لأن الوطن أكبر من حساباتنا جميعاً ... وللحديث بقية
الكاتب: مؤسس موقع سرايا Hashem7002@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-10-2010 05:32 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |