15-06-2015 04:12 PM
بقلم : عبدالباقي الزعارير
لقد قرأت خبراً نشرته وكالة سرايا بعنوان مشروع "التاكسي الوردي" لتوصيل الإناث وحمايتهن من الخطف والتحرش وذلك على خلفية نجاح التجربة في تركيا، والهند، وفرنسا، في تخصيص سيارات التكسي التي تقودها إمرأة، حيث جاءت الحاجة الى مثل هذا المشروع تلبية لنداء المرأة التي بدأت تشعر بأن وجودها مع رجال غرباء عنها قد يسبب لها المتاعب والمصاعب. فاختلاط المرأة مع الرجل ولوحدهما وبدون الرقابة الدنيوية المتعارف عليها قد يؤدي الى حدوث مشاكل واساءات قد تكون باشكال مختلفة ربما تكون بحركة او بكلمة او بنظرة والمرأة التي لا تقبل اي شيء مما ذكر فانها قد يجرح مشاعرها وكيانها اي تصرف من تلك التصرفات من بعض النفوس الضعيفة من الرجال والتي قد تخدش مكانتها وصورتها الجميلة التي ارادها الله عز وجل لها .
فهذا المشروع المذكور ليس الا صورة بسيطة من المحاولات التي قد لا تحل المشكلة أو قد تحلها ولكن ليس صورة جذرية مما ستعود المشكلة مرة اخرى وفي مواضع اخرى، فلو قمنا بتاسيس مبنى وكان الأساس على خطأ، وبعد ذلك قمنا بالاستمرار في البناء وبدأت تظهر لنا المشاكل وتشققات في الاسقف وبدأنا نعالجها كلما ظهرت لنا، فهمها عالجنا وعملنا فلن ننتهي وسيأتي وقت وينهار البناء كامل لان المعالجة لم تكن للاساس والجذور ولكن كانت للفروع. فمن هنا الأحرى بنا ان نضع النقاط التالية لننصف انفسنا وننصف ديننا الذي حفظ المقام لكل مقال وحفظ للمرأة مكانتها واستبق الحوادث والازمان ليصدر لها تشريعاً يصونها عندما تتقادم الاحداث وتتسارع الفتن ويصبح العالم شريعة الغاب:
أولاً: فلقد كان سبب المشكلة هو خروج المرأة للمشاركة لوحدها خارج اطار المنزل ومشاركتها واختلاطها بالرجال في سيارات الاجرة أو أماكن العمل التي قد لا يكون فيها فصل ما بين المرأة والرجل، مما سبب لها المضايقات والتحرشات والاساءة التي قد تتسبب بتمني المرأة ان لا تكون في مثل ذلك الموقف.
ثانياً: غريب ان لا يستشعر العالم حزمة التعاليم والتشريعات الالهية المبكرة والمذكورة في ديننا الاسلامي الحنيف والديانات السماوية الاخرى التي مازالت بكراً ولم تتعرض للتزوير والتحريف، تلك التعاليم التي سنت منذ الاف السنين، وجاءت لتقدم باقة من الاسس والمبادىء والقيم التي لا تصون وتحفظ المرأة فقط بل والرجل وحتى الحيوان والكون بأكمله بما فيه المجتمعات الانسانية المختلفة، وان المتتبع للاحداث يعي جيداً النقص الكبير في القوانين والانظمة والتشريعات الدنيوية التي سنتها الانظمة الوضعية، انظمة وقوانين غربية وعربية علمانية أبعدت الدين وتشريعاته عن اي مظهر من مظاهر الحياة فتداعت المشاكل من كل صوب، وان كان هناك اي تشريعات تتطابق بمضمونها مع الدين ابعدت دينياً لتقدم بغطاء دنيوي تشريعي (وضعي) على الرغم من وجود اصل وجذر تشريعي ديني لها وهل هذه حرب من الحروب الشتى على الدين. هناك الكثير من الانظمة الوضعية والتي خالفت الدين بدأت تتداعى أثارها السلبية على المجتمعات التي اباحت كل شيء فيوماً بعد يوم تسقط الحداثة وقوانينها الوضعية والسعي نحو معالجة الثغرات التي تحدثها تلك القوانين والانهيار الاخلاق والتي تحدثها الحريات المزعومة والديمقراطية السقطية التي يدعيها الغرب ومن يحذوا حذوهم. واخيراً يجب ان لا تنسى المرأة انها حاضنة الحضارة التي ينطلق منها المبدعون في مدرستهم البيتية ومهد الحضارة، بيت الامومة.