17-06-2015 01:09 PM
سرايا - سرايا - أيام قليلة ويبدأ معها نفحات الشهر الكريم شهر رمضان وهذا العام بدأ الحديث مبكرا عن الصيام وهل هو ضار أم صحى لجسم الإنسان وتضاربت الأقوال ما بين مؤيد لفوائد الصيام ومعارض أحيانا.
أكد الدكتور خالد مصيلحى أستاذ ورئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية أن الجسم لا يريد من الغذاء إلا مصدر للطاقة لتأدية وظائفه الحيوية ويعتبر مصدر الطاقة الرئيسى وأول ما يستخدمه الجسم هو الجلوكوز الناتج من أيض الغذاء والذى يتم تخزينه فى الكبد فى صورة جليكوجين وأثناء الساعات الأولى من الصيام يقوم الجسم باستهلاك هذا المخزون من الجلوكوز حتى ينفذ وعند نفاذ هذا المخزون بعد مرور نصف وقت الصيام وتبعا لنشاط الجسم فى هذه الساعات يبدأ الجسم فى اللجوء للمصدر الثانى للطاقة وهى الدهون المخزونة بالجسم وعادة يحدث هذا قرب انتهاء ساعات الصيام وتكمن فوائد حرق الدهون فى تقليل الكولسترول وفقدان القليل من الوزن لراغبى إنقاص الوزن ولا يوجد للصيام أى ضرر على الأصحاء بل على العكس فهو مفيد جدا ولكن بشروط حسن استغلال الصيام. وأشار أن هناك عادات سيئة تسبب مشاكل صحية أثناء الصيام وهو برىء منها لكن هذه العادات هى المتهم الأول فيها ولتلافى هذه العادات السيئة ولكى نستفيد صحيا من الصيام يجب اتباع هذه النصائح:
أولا: الابتعاد عن الأطعمة المحتوية على الدهون فالصيام مفيد جدا لمرضى ضغط الدم المرتفع والسمنة لأننا كما ذكرنا يحرق الدهون والكولسترول المتراكم فى الجسم ولكننا نهدم كل هذه الفوائد بالإكثار من الأطعمة الدسمه والدهنية والحلويات أثناء الإفطار وخلال عدد قليل جدا من الساعات فى الفترة بين المغرب والفجر مما قد يصيب أصحاب هذه الأمراض بتدهور بسبب الإفراط فى الدهون وليس الصيام.
ثانيا: عدم الإفراط فى تناول الطعام حتى لا يمثل عبئا على الكبد بالرغم من أن فترة الصيام تعتبر فترة مثالية لتخليص الجسم من الدهون والسموم المتراكمة ولكن الإفراط فى الأكل أثناء الإفطار قد يسبب عبئا على الكبد لأنه بعد راحة من السموم خلال 17 ساعة صيام يفاجأ الكبد بكميات هائلة من الدهون والسموم بسبب الأطعمة الدسمة مما يسبب خللا للكبد والسبب هنا ليس الصيام ولكن الإفراط فى الطعام.
ثالثا: احرص على تناول طبق صغير شوربة دافئ بدلا من المشروبات المثلجة فى بداية الافطار وقال بالنسبة لتأثيره على الجهاز المناعى فبعد راحة 17 ساعة صيام يصاب الجهاز الهضمى بصدمة شديدة خلال أول ربع ساعة من الإفطار بكميات كبيرة من الدهون والسكريات يصعب التعامل معها مرة واحدة والأفضل أن يتناول الفرد طبق شوربة صغير دافئ بدلا من المشروبات المثلجة فور الإفطار ثم الذهاب لصلاة المغرب ثم العودة لتناول القليل من السكريات متمثلا فى التمر ثم تناول السلطة الخضراء لتعويض المياه الضرورية للهضم ثم تناول بقية الوجبة بدون أن نملأ معدتنا.
رابعا: ممارسة الرياضة مهم جدا خلال رمضان وأشار أنه لا ننسى قبل تناول الحلويات والسكريات علينا التريض رياضة خفيفة لإفساح المجال للجسم للتخلص من وجبة الإفطار قبل ملاحقته بالحلويات الدسمه وأفضل رياضة خفيفة فى الشهر الكريم هى صلاة التراويح فبعد الصلاة يمكن تناول القليل من الحلويات ويفضل استبدال الحلويات الشرقية بالفاكهة لتعويض المعادن والأملاح الضرورية للجسم وعلينا تناول القليل من الحلويات الشرقية مرتان فقط أسبوعيا.
خامسا: اشرب الماء والسوائل بكثرة فى فترة الإفطار والإقلال من الشاى والقهوة أما عن فوائد المياه والسوائل المفقودة طوال فترة الصيام فعلينا تعويضها بشرب السوائل والعصائر الطازجة والخروب والدوم ونتأكد أننا تناولنا على الأقل 4 لترات من المياه خلال ساعات الإفطار لتعويض جفاف الجسم والخلايا أثناء الصيام وعلينا الإقلال من الشاى والقهوة لأنها مدرة للبول وتزيد من جفاف الجسم كما علينا تفادى التعرض لأشعة الشمس المباشرة أثناء الصيام حتى لا يتعرض الجسم للجفاف وضربة الشمس.
سادسا: تناول الغذاء المتوازن والإقلال من الأطعمة المقلية والدسمة وقال الدكتور خالد مصيلحى يأتى وقت السحور ولابد أن يحتوى على غذاء متوازن من الدهون والكربوهيدرات والبروتينات لأنك بالسحور تملأ خزان الطاقة الضرورية أثناء ساعات الصيام محذرا من المقليات والأطعمة الدسمة فى السحور لأنها تسبب عبئا على الجهاز الهضمى أثناء السحور خاصة أن وجبة السحور تكون قبل النوم ويفضل تناول وجبة السحور قبل النوم على الأقل بساعتين حتى لا تسبب التهابات وحموضة وارتجاع بالمرىء أثناء ساعات النوم ويعتبر طبق الجبن القريش المحضر بالطماطم والخيار والقليل من زيت الزيتون من الأطعمة المثاليه فى السحور وتعتبر وجبة غذائية كاملة وعلى مرضى القولون تناول الفول بعد ضربه وتصفيته بالخلاط لأن قشرة الفول قد تسبب لهم الأمان أثناء فترة الصيام.
سابعا: لأصحاب الأمراض المزمنة استشر طبيبك قبل الصيام وقال لأصحاب الامراض المزمنة استشر طبيبك المعالج قبل الصيام فإذا كان هؤلاء المرضى فى حالة مرضية بسيطة ومرحلة من المرض يسهل السيطرة عليها بالعلاج فعليه بالصيام ولكن إذا كانت حالته المرضية فى مرحلة يصعب فيها السيطرة على المرض فعليه بالإفطار وصاحب القرار هنا فقط هو الطبيب المعالج وعليهم تعديل جرعات الأدوية بحيث أن تتناسب مع الصيام ويكون ذلك أيضا بعد استشارة الطبيب المعالج موضحا أن هذه خطوة مهمة لابد أن يتداركها ذوى الأمراض المزمنة فعليه الذهاب للطبيب قبل بداية الشهر الكريم لأخذ مشورته هل يصوم أم لا ولتعديل جرعات الدواء المستخدم. وقال خلاصة القول إن الصيام برىء من كل المشاكل الصحية ولكن عاداتنا وتقاليدنا السيئة هى المتهم الأول كما أن الصيام لا يسبب تفاقما للأمراض المزمنة. والسؤال المطروح حاليا لماذا الزوبعة التى أثيرت على الصيام مؤخرا واتهمته بأنه ضار على الصحة بل وصلت للاستشهاد ببعض الأبحاث وإجابة هذا السؤال بسيطة جدا فكل الأبحاث المنشورة عن خطورة الصيام منشورة تحت اسم starving وهى طرق من التغذية أو الصيام لتخليص الجسم من السموم تعتمد على التجويع وليس الصيام الإسلامى فهذا النوع من الصيام يعتمد على منع الأكل لعدة أيام وليس لساعات ومن هنا جاء المفهوم الخاطئ لهذه الأبحاث وتم أخذها كدليل وهى لا تمت لصيام رمضان بصلة الذى والذى لا يزيد عدد ساعات الصيام فيه عن 17 ساعة ولا يستخدم الجسم سوى مخزون الجلوكوز ثم الدهون كمصدر للطاقة.