سرايا - استضافت دائرة المكتبة الوطنية، مساء يوم أول أمس، الروائي جلال برجس، الفائز بجائزة كتارا للرواية العربية 2015، للحديث عن روايته «أفاعي النار.. حكاية العاشق علي بن محمود القصاد»، بمشاركة الناقدين الدكتور نضال الشمالي والدكتور عماد الضمور، في حفل أدارته الشاعرة غدير حدادين، وسط حضور من المثقفين والمهتمين. وقال الدكتور نضال الشمالي في قراءته النقدية ان الرواية تلخص مرحلة مفصليّة من مراحل أزمة المثقف العربي في وقت حرجٍ جداً تمرّ فيه الأمة، أزمة تتلخص ملامحها في ضبابية تمس تحديد « الآخر» ، وتقسم «الأنا» على ذاتها في مشهد يقسو على الذات أيما قسوة . واضاف ان الرواية انشغلت بتصنيف الشخصيات الى قائمتين؛ بيضاء وسوداء، تبعاً للانقسام السابق، فمن كان مع العقل والاعتدال كان في الخانة الأولى، ومن كان ضد الاعتدال والعقل رصد في الثانية، والطريف أن هذا التصنيف مرّ على ثلاثة أجيال متتابعة، اضافة الى اهتمام الكاتب في روايته بالترميز كأداة للتكثيف فقد اختصر الواقع العربي في قرية ابن القصّاد. وقال الدكتور عماد الضمور ان الكاتب قد كتب روايته الاولى «مقصلة الحالم» وابدع فيها واثبتت قدرته على التحليق في فن الرواية وامتلاكه لادواتها البنائية، وهنا يقدم لنا الكاتب في روايته «افاعي النار» مضمونا فكريا معاصرا بقالب تراثي، وقد جاء الفعل الحكائي ممزوجا بحس المغامرة، والطابع الغرائبي المميز لادب الرحلات، مما يجعله يقدم للقارىء بانوراما روائية ضمن رؤية معاصرة . واشار الروائي جلال برجس الى انه لن يقدم شهادة ابداعية، بل جملة من الاعترافات حول روايته الفائزة بجائزة كتارا، مبينا ان روايته «افاعي النار» تتطرق الى ازمة العصر المتمثلة بالتطرف الاجتماعي والتطرف الديني عبر حكاية تشكلت من هاجس ما تعانيه المنطقة هذه الايام ، وان هذا العمل الادبي ذهابا منه لاعلاء راية الانسانية فوق ركام ما فعلته كثير من المفاهيم المغلوطة . وقالت الشاعرة غدير حدادين التي ادارت الامسية ان الروائي جلال برجس مبدع اردني حاز على العديد من الجوائز قبل فوزه بجائزة كتارا كجائزة الراحلة رفقة دودين للابداع السردي عن رواية مقصلة الحالم وجائزة روكس بن زائد العزيزي للابداع عن المجموعة القصصية الزلزال وهو فارس اردني تعلق بجناح الفكرة والموهبة ولم يقطع جذوره مع امه الاولى ارض اردننا الكبير . وفي الختام دار حوار بين الحضور والمحاضرين حول الرواية، وابداعات الروائي الاخرى.