16-06-2015 11:20 AM
بقلم : فيصل الشديفات
جميعنا يعلم ان الأخطبوط الإيراني اصبحت أذرعه في اهم عواصم ومدن الدول العربية وباتت هذه الدول كورقة تفاوض وضغط مقابل المشروع النووي الإيراني ، وشاهدنا المفاوضات النوويه بين الدول الكبرى الخمس وإيران وحالة التذبذب من نتائج المفاوضات وعمليات التأجيل المستمر بحجة الوصول الى اتفاق نووي في إيران ، ما يجري داخل المفاوضات هو ليس الإتفاق على البرنامج النووي الايراني والحد من تخصيب اليورانيوم وإزاله الخطر عن اسرائيل بل هو اتفاق على تقسيم الوطن العربي والتغول الشيعي الأمريكي في المنطقه، وذلك بعد ما اصبحت السلفيه المتطرفه التي تمثل التمدد السني خطرا يهدد التمدد الشيعي والمصالح الأمريكية ، وان المعركه واضحة الملامح بين المدافعين عن الدين وهي السعودية والتي تمثل السنه وعدوتها ايران التي تمثل الشيعه اصبحت معركة حتميه تشعل فتيلها امريكا من الجهتين .
واذا حاولنا تحليل ما يجري في اليمن نلاحظ استعمال إيران لورقة الحوثيين وذلك لتوجيه البوصله العربيه نحو اليمن ، وعمليات الكر والفر على الحدود السعوديه من قبل الحوثيين الأمر الذي أدى بالنهايه الى ( عاصفه الحزم ) وإعاده إحياء صفقات الأسلحة الخليجيه الامريكيه ، وزياده سقف النفقات الخليجيه على حساب إرتفاع النفط ، والذي يصب بالنهايه في مصلحه امريكا والغرب .
وبينما العرب منشغليين بالأزمه اليمنيه كما أرادت لهم امريكا وإيران فهناك تشابك في المصالح الأمريكيه الايرانيه في العراق وسوريا وحاله من تصفيه الحسابات بين الشيعه والسنه ، وتقويض الجهود الاقليميه والدوليه لحل الأزمه السوريه بل العمل على بقاء المكون العلوي في سدة الحكم وهذا ما أكده وزير الخارجيه الأمريكي جون كيري الشهر الماضي في ضروره التفاوض مع النظام السوري الذي يمثل جزءآ من حل الأزمه السوريه حسب ما أفاد ، وفي نفس الوقت نرى الدعم السعودي المتهور للجماعات الاسلاميه في سوريا ومن بينها جماعات ارهابيه تنتمي لتنظيم القاعده والابتعاد عن دعم الثوار الحقيقين وذلك لتحقيق التفوق السني كيفما يكون وكسب معركه الدفاع عن الدين ضد إيران .
وبالنظر الى الحاله العراقيه وما تمثله السلطه المركزيه العراقيه من تهميش للمكون السني في العراق اصبح احد اهم وأبرز الأسباب لتفوق تنظيم داعش الارهابي وتمدده في العراق وذلك لانحياز السنه لتنظيم داعش لما يعانيه اهل السنه من اضطهاد طائفي وسياسي من قبل السلطه المركزيه في العراق والتي يمثلها اغلبيه شيعيه تحتضن اجندات إيرانيه يعززها برامج أمريكيه للنيل من المكون السني ، وان إستمرار هذا الاضطهاد سيزيد من فرصه داعش الإرهابي في الاستيلاء على مدن اخرى وتجنيد الشباب السني المضطهد الذي لا يرى أي خيار أمامه سوى الإلتحاق بتنظيم داعش الارهابي.
ان جميع ماذكر سابقا يتحمله المواطن العربي وهو يرى عواصم ومدن الدول العربيه تتساقط كأوراق الشجر أمام المد الشيعي والمصلحه الامريكيه من جهه والتطرف والإرهاب باسم الدين من جهه أخرى ، اسئله كثيره لا نستطيع الإجابه عليها ليس لعدم وجود جواب ولكن لعدم منطيقه الجواب، ويبقى الوطن العربي هو الخاسر الأكبر.