حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25716

أقبل شهر الطاعات

أقبل شهر الطاعات

أقبل شهر الطاعات

16-06-2015 11:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. نزار شموط
ها قد ازفت ايام شهر شعبان بالرحيل , واقبل شهر الخيرات والبذل والمحبة والعطاء , شهر الاستغفار ومضاعفة الحسنات والمغفرة , هذا الشهر الذي كان رسولنا الكريم يطيل قيام ليله , ويعتكف اواخره , ويكون فيه اجود ما يكون .

هذا الشهر الذي اوله رحمة واوسطه مغفرة واخره عتق من النار , والذي للأسف يمر بنا ولا نغتنمه ونستغله خير استغلال, فيكون استقبالنا له بتكديس ما لذ وطاب من اصناف المأكولات والشراب , وكأنه شهر اكل وولائم , لا شهر صيام وقيام .
نستقبله بالمسلسلات والسهرات التي يسمونها رمضانيه وكأنها من سنن هذا الشهر .
نستقبله بافتتاح الخيام الرمضانية وقضاء الليل على انغام الموشحات الأندلسية والقدود الحلبية وشرب الأراجيل , وكأنه شهر لهو وسهر ومتعة وهدر للوقت .
وهو ايام معدودات تضاعف فيها الأجور والحسنات , وتهذب فيها النفوس , وتروض فيها الشهوات ويكثر فيها الدعاء , وطلب المغفرة , ويتلى فيها القران الذي للأسف يُهجر طيلة العام ونذكره قليلأ في شهر القران .

حقيقة أن أمور كثيرة استُحدثت وأقترنت بالشهر الفضيل بهدف توجيه الناس عن حقيقة الصيام وهدف الصيام .

لفتت انتباهي احدى الدعايات لأحدى المحطات الفضائية التي تقول فيها أنك لن تشعر بالملل معنا في نهار الصيام . وستقضيه معنا بالمتعة والتسلية والترفيه من خلال البرامج والمسلسلات والمسابقات التي اعددناها لهذا الشهر الفضيل .
القائمون على هذه المحطات لا يرقبون في مؤمن إلاً ولاذمه , تُسيرهم اطماعهم وجشعهم بتحقيق أرباح هائلة من خلال الدعايات والاتصالات بالمسابقات وغيرها , وهذا شأن كل المحطات.

وللأسف انجرف الناس في هذا التيار دون وعي لما يحاك لهم .
فسيدة البيت تبدأ نهارها ببرامج الطبخ وتنتقل من محطة لأخرى لهذه الغاية , والشباب منهمكون ببرامج التسلية والرياضة , والأطفال ببرامجهم الخاصة ، فالتغطية التلفزيونية شاملة لكل أفراد الأسرة , وكل هذا على حساب اغتنام دقائق وساعات هذا الشهر , والذي بالاصل يجب ان نقضية بقراءة القرآن والصلاة والدعاء وغض البصر وحفظ اللسان وتقديم الطاعات بكافة إشكالها .

والأدهى والأمر ما يطلقه البعض من مقولات وعبارات تسيء الى هذا الشهر وقيمته الكريمة والعظيمة , فتجدهم يقولون (إذا عشر دشر) و (آخرتة عيد) وكأنهم في ضيق وكراهية لقدوم الشهر وهم سعداء بانقضائه ، ولا يعلمون الفضل والأجر العظيم الذي يطالهم بقدوم هذا الشهر الكريم .
فليعد هؤلاء إلى رشدهم ويبتعدوا عن غيَهم واسرافهم في هدر أوقاتهم بما لا يرضي وجه الله ويتعارض مع حرمة هذا الشهر الكريم الذي قال رب العزة فيه ( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) فهذا الشهر درس من دروس الإسلام العظيمة والناس فيه أصناف :

صنف حقق أهداف الصيام كاملة , فأقام ما أمر الله به ونهى ما نهى الله عنه , واستقبل هذا الشهر بالعبادة وسعى لمغفرة ربه والتخلص من معاصيه .

وصنف يصوم رمضان كعادة وليس عبادة , فيصومه على استحياء من الله ومن الناس دون ان يحقق التوبة والإنابة , قضى وقته في النوم ومتابعة المحطات الفضائية والتلذذ والإسراف في الطعام دون أن يرقى لتحقيق مرامي وأهداف هذا الشهر .

فنسأل الله أن نكون ممن سيستفيد من دروس هذا الشهر العظيم بتجديد النفوس بالطاعات وترك المعاصي .
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه آمين .

وكل عام وانتم والامة الاسلامية بخير .








طباعة
  • المشاهدات: 25716
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم