17-06-2015 10:23 AM
سرايا - سرايا - أقامت رابطة الكتاب الأردنيين، مساء يوم أمس الأول، حفل استذكار الأديب الأردني الراحل جمال أبو حمدان، في الذكرى الحادية والسبعين لمولده، أداره الناقد الدكتور زياد أبولبن، وشاركت فيه إلى جانب الرابطة: وزارة الثقافة، جمعية النقاد الأردنيين. وقال د. أبولبن في افتتاح الحفل: هذا الجمع الكريم ممن يحملون مشاعل الحب والوفاء، ما هو إلا شكل من أشكال التعبير عن العرفان والوفاء للراحل الكبير.. جمال أبو حمدان الذي ترك لنا ما نتلقاه حبا في قلوبنا وأسماعنا ووجداننا ونفوسنا.. وقد صعد للسماوات العلى، وترك لنا الكلمة، وتشهد لنا مؤلفاته على قامته التي عانقت في أرواحنا معنى الحياة. ثمّ قدّم د. أبولبن للحضور الناقد الدكتور محمد عبيد الله الذي ألقى كلمة الرابطة بهذه المناسبة، والتي جاء فيها: غادرنا جمال أبو حمدان، لكنه سيظل في ذاكرة الرابطة، مؤسسا أصيلا من مؤسسيها، ورائدا بارزا من روادها ومبدعيها، ومن الضروري أن تبادر الرابطة مع غيرها من الشركاء والمعنيين في إبقاء أدب جمال أبو حمدان أدبا حيا، وذلك وفاء واحتراما لقيمة الإبداع الذي دفعه ورفاقه لتأسيس الرابطة قبل أربعة عقود، وفي هذا السياق يمكن المبادرة بتأسيس جائزة تحمل اسمه، وطباعة أعماله الكاملة في أجزاء تجمع ذلك الإنتاج وفق الأنواع والأجناس الكثيرة التي أبدع فيها الراحل، وتشجيع الدارسين والباحثين والنقاد على قراءة إنتاجه ودراسته. أما الدكتور أحمد راشد مندوب وزيرة الثقافة، فقال: لقد اتسّمت إبداعات الراحل جمال أبو حمدان بالجدّية والالتزام، إذ حملت هموم الوطن والأمة والإنسانية، وهذه السمات قلما تجدها في أديب واحد، وربما يكون هذا الشعور والإحساس العميق بالآخر هما اللذان جعلا من إبداعاته تحتل مكانتها التي تستحق وتليق بها على المستويات الثلاثة: أردنيًا وعربيًا وعالميًا. لقد شكّل الراحل ظاهرة أدبية فنية إبداعية بتعدد مواهبه، وسعة انتشارها مما أكسبه التقدير والإجلال العاليين، فكان أن نال العديد من الجوائز المرموقة، في صنوف الإبداع المتعددة التي كتب فيها، وهذا يشي باحترافيته الأدبية، وقدرته الفنية العالية التي تميّز بها التي شهد له بها أدباء وفنانو العالم ومثقفوه. وقالت الناقدة الدكتورة حفيظة أحمد ممثلة جمعية النقاد الأردنيين في الحفل: جمال أبو حمدان قيمة إيجابية عالية بما قدمه للذائقة الأدبية والفنية من منجز كبير، فيه ما فيه من إبداع، فهو واحد من رواد القصة القصيرة في الأردن، وبرز في الرواية، كما كان صاحب تجربة مديدة في الدراما التلفزيونية، انتزعت اعتراف أوساط عربية مشهود لها في هذا المجال. رحل جمال أبو حمدان عنا ومضى، لكنه خلف وراءه أعمالا ونصوصا تتقمص روحه تشهد بأنه قامة إبداعية متنوعة ومتميزة، ودعت د.حفيظة في نهاية كلمتها إلى تكريم أبي حمدان بتكريس جائزة باسمه، وإعادة طباعة أعماله، وعقد ندوات ومؤتمرات متخصصة حول أعماله المختلفة. ثم ألقى القاص والروائي إلياس فركوح شهادة قال فيها: أجيز لنفسي أن أسحبَ على جمال أبو حمدان ما نصفه بـ»نسيج لوحده»نسيجٌ لم يكتفِ بخصوصية كتابته كأسلوب بناء، ولغة، ورؤية/ رؤيا داومَ عليها منذ بدايته الأولى، وواصلَ ترسيخها والتأكيد على فرادتها طوال مسيرته الإبداعية، حين نشر باكورته القصصية «أحزان كثيرة وثلاثة غزلان» عام 1969. لم يكتفِ بهذه الخصوصية، إذ أنه رَبَطَها بجبلته الشخصية التي تميّزت بالافتراق الواضح عن سِواه في كيفية إقامته لعلاقته مع ما يُسمّى «الوَسَط الثقافي». علاقة قِوامها التقرُّب من الإبداع أولاً ليبني، بعدها وعليها، أواصرَ علاقته بصاحب الإبداع. علاقة هادئة وسلسة تنسجم مع طبيعته الهادئة والسلسة. واختتم الحفل بكلمة ذوي الفقيد التي ألقاها الأستاذ تيسير أبو حمدان والتي قال فيها: كان جمال سديد الرأي، واسع المعرفة والإطلاع، يتمتع بالأخلاق الفاضلة، والإعمال الخيرة، وبالمحبة الشاملة لكل من عرفه، تمتع بالاستقامة، والتمسك بالقيم الأخلاقية، والكرامة، وعزة النفس، واحترام الذات والآخر، وإذا خاطب فباللسان المهذب، وإذا عاتب فبالمنطق السليم والاستعداد الروحي للتسامح، ولأنه يملك الكثير من العلاقات الثقافية محليا وخارجيا بسبب قدرته على كسب الأصدقاء، فقد خدم الساحة الثقافية خدمة ممتازة أسهمت في تحقيق التواصل بين الأدباء المحليين وأقرانهم العرب والعالميين.