18-06-2015 10:15 AM
سرايا - سرايا - ضمن برنامج ملتقى الثلاثاء الفكري، الذي تقيمه الجمعية الفلسفية الأردنية، بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، أقيمت مساء يوم أمس الأول، حوارية مفتوحة بعنوان «ما العمل ثقافيا وتربويا؟» بهدف استعراض خيارات المشروع النهضوي العربي على هذين الصعيدين، بحضور نخبة من المفكرين والأكاديميين، بإدارة د. هشام غصيب، الذي رأى أن أمية القراءة والكتابة، والأمية العلمية والتكنولوجية منتشرتان في الوطن العربي بنسب عالية، كما أن النظام التربوي العربي في حالة فشل وتردي وتراجع، لأن الأسلوب المتبع في المدرسة والجامعة هو الأسلوب الدوغماتي، وليس الأسلوب الفلسفي النقدي، ولذلك لا تنتج المؤسسات التربوية والأكاديمية العربية ذوات فاعلة، وثقافة القطيع هي السائدة، الأمر الذي يؤدي لإنتاج قاعدة قوية للجماعات التكفيرية، يترافق ذلك مع غياب البحث العلمي والتكنولوجي، وتدني كميته ونوعه. وعلى الصعيد الثقافي قال د. غصيب: إن الوعي السائد بين الجماعات هو «الوعي المـُفوّت» كما سمّاه ياسين الحافظ وعبد الله العروي، فهو وعي ما قبل الحداثوي وما قبل العلمي، وعي مُغيّب لا يرى الواقع ولا الطبيعة على حقيقتهما، بل يرى صورة أسطورية للطبيعة وللتاريخ وللمجتمع، ثمة من يعيشون الأسطورة ولا يعيشون الواقع، والإرادة مشلولة، وأضاف د. غصيب: إن الخطاب الثقافي والإعلامي والتربوي والسياسي السائد في الوطن العربي لا عقلاني، وبعيد في آلياته ومنطقه وأدواته عن العلم، والمنطق، والرؤية العلمية، ومرتبط «بالوعي المفوّت». بعد هذه المقدمة التي حاول فيها المشرف على برنامج الثلاثاء الفكري د. غصيب تشخيص حالة الوطن العربي ثقافيا وتربويا، اتخذت الجلسة الحوارية طابعا تشخيصيا، لم يخل من عصف ذهني، تمخـّض عن الإجابات التالية: إعادة الفلسفة إلى مناهج التعليم، واستخدام النقد المنهجي في التفكير، وإحداث تغيير وتطوير في المناهج التربوية، وتهيئة كل مقومات التعليم، وتجسير الهوة بين المعلمين والطلبة ودعوتهم للتفكير بدلا من التلقين، زيادة جرعة التعليم المدني، رفع نسبة تعليم المرأة، والعمل على تطوير وتقدم التعليم، وإحداث نقلة نوعية فيه، إثراء الفكر والتفكير في الجامعات والتركيز على دورها الإبداعي، وتخريجها قادة الفكر والتنوير، وأن يكون العلم، وأن تكون الحضارة والتكنولوجيا حاضرة في كل مراحل التعليم، وتفعيل دور اتحادات الطلبة، ومنح الجامعات المزيد من الحريات، ومواجهة أسباب انحدار بعض الأكاديميين وبعض المؤسسات الأكاديمية. ودعا بعض الحاضرين إلى التركيز على التنمية الثقافية، ومحاربة قوى الظلام، والأخذ بنظريات التقدّم ومحاربة التخلف، والعمل على تخريج قيادات إدارية شابة تدير الأزمات وترتقي بالمجتمع، وخلق الكفاءات وتطويرها منذ الطفولة، والتركيز على مشاريع النساء صاحبات المبادرات الناجحة، وتغيير علاقات الإنتاج، ومحاربة تجار الثقافة، وتغيير القوى المهيمنة على الثقافة وخاصة في الفضائيات، والاشتغال على الحركة المادية للتاريخ، وبناء منظومة ثقافية جديدة، وأن يكون للنخب العربية مشروعها، والانفتاح على الآخر ومحاورته، تطوير أدواتنا وخطابنا الثقافي، وتشكيل الوعي الذي نريد، والتركيز على دور النخب ودور الدولة، ونشر التوعية السياسية بين القيادات، وتشجيع المبادرات التي تثري الأقطار في مواجهة الشلل والعصابات التي تنهبها، وتغيير القوى غير التنموية المتنفذة، ونشر التوعية السياسية بين القيادات. وفي نهاية الندوة أعلن د. غصيب عن توقف أنشطة الجمعية الفلسفية، إلى ما بعد شهر رمضان، وعطلة عيد الفطر.