20-06-2015 10:24 AM
بقلم : سليم ابو محفوظ
الحمد لله رب العالمين ... الحمد لله حمد الشاكرين ، الحمد لله لخالق الكون ومكفي الخلق بنعمائه والمخلوقات البشرية تنكر منها الكثير لعطاءاته ... ربي لك الثناء على ما أعطيت ولك الشكر على لنا ما أبقيت من أعمار، لندرك رمضان الخير ولنا الصبر أعطيت الحمد لك بفضلك علينا الذي فضلتنا به على غيرنا وجعلتنا أمة تكرم برمضان البركات ، رمضان الذي يهذب النفس ويجمل القول لدى الصائمين والقائمين ... الحمد لله الذي خلق البشر الانساني للعبادة والعمل ... عبادة ليديم الحياة بالعمران على وجه الكرة الارضية التي منها خلقنا ومن تربتها صنعنا وإليها نعود جثامين ممددين وفي التراب مدفونين ، ومنها ليوم لا ريب فيه يعيدنا الله ليوم تشخص فيه الابصار ... وكل ٌ مشغول بنفسه يوم لا ينفع أحدا ً أحدا ، وتضع من هول اليوم كل ذات حمل حملها فترى الناس مشدوهين من هول ذاك اليوم ، وكأنهم سكارى وما هم بسكارى.
ولكن حدة وشدة الموقف أبلغ مما تتوقع يا جاهل يا من عرفت الله وعصيته ... يا من أبلغك ربي رمضان ولم تعد لرشدك وتسلك طريق الخير التي أرادها لك ربك ، العفو الذي جعل رمضان مقسم لثلاث أثلاث الأول رحمة للذين يرجون رحمته ويتوبوا توبة نصوحة لله خلاصها ، وأوسطه مغفرة للتائبين اللذين يتوبون خوفا ً من الله ورهبة من جبروته الرباني ، وأخر ثلث العتق من النار وهو أساس العملية وكلها خير... ولكن الخواتيم هي التي تحسب في موازين الحق وعلى السراط المستقيم صاحب التقوى يمر كالبرق اللامع ...اللهم إجعلنا منهم ، ولا تجعلنا من القوم الذين يعرفون الحق ويتجاهلونه كبر وكبرياء ويحيدون عنه بخيلاء ولكن ربنا لهم بالمرصاد وسيسلط عليهم الأوبئة والبلاء فلهم الخزي والعار يوم لا ينفع الندم .
رمضان شهر خير وبركة من رب السماء وفيه يكثر العطاء والسخاء ... شهر الفتوحات الاسلامية لا شهر شهوة لاكثار الطبخ وتعدد الطبخات لدى ميسوري الأحوال متناسين الفقراء أصحاب الحاجات ، الذين يعيشون الفقر ومحرمون من تنوع الوجبات نتيجة الغلاء الذي مارسته حكومة النسور البطل ... الذي يجيد التمثيل والبكاء وينفذ ادق التمثيليات ، على الكل يتخوث ويمارس هواياته ويتقمص الدغري بالأدوار وهو من يمارس البلطجة على الشعب سليط ولا يهمه نواب تحت القبة لهم وجود صوري أكثرهم لا دخل له بما يجري خلف الكواليس.... وزغردن يا بنات مبروك ، الكل من الكعكة له حصة وحتى ولد النسور أعلى الرواتب له في احدى الشركات في البحر الميت الذي يحوي قصر المؤتمرات والمؤامرات .
على شعب مسكين سواده الأعظم ينتظر العطايا الرمضانية بالقوافل تتحرك السيارات في شمالنا الأشم وجنوبنا الأغر بفارغ الصبر يستلم بعض مواطنوه فتافت المساعدات الخيرية ، ومنهم يتهافت بذل على الطابور لينال واحدة من الطرود والكرتونات... وهذا شعبنا يقتات اكثره على مساعدات سنوية ، وأبناء الذوات مصروفه اليومي بعيشة البعض سنة كاملة ... والله أقولها بحرقة على فقراء بلدنا الذين كتب عليهم الفقر، وأحدى الأسر أتصلوا معي بالأمس ولي الأمر يتباكى لأن أجرة البيت متأخر عن الدفع سبعة شهور والإنذار إستلمه للإخلاء .
وفي عمان تصل فاتورة الكهرباء عشرات الألوف لإحدى القصور ليس قصور الملك بل قصر شخص مسئول ومن المتنفذين الحادين بتصرفه يكون ، ومثله الآلاف في أردننا العزيز الذي يواجه شعبه أزمات خانقة أثقلت كاهل رب الأسرة الذي لم يكفيه الراتب ولو بلغ ألف دينار شهريا ً ، في نظري يكون مستوى الفقر هذا الرقم مقارنة مع المصروفات وبدل أثمان المواصلات التي تبجح وتسلط سواقي المركبات والتكسيات على المواطنين ورفعوا الأسعار وبدل الأجور أضعاف مضاعفة ، والحكومة الرشيدية عمياء لا ترى ولا تبصر المواطنين الذين يواجهون ظلم الظلام من التجار والسواق والموظفين المرتشين .
وخاصة في البلديات الفالتة رقابتها المتسلطة قيادتها وبعض موظفيها من أبناء الداية الخسيسين الزناديق المرتشيين ، وهم بالأصل ابناء زناة مدسوسين لا يرحموا أحد لا في رمضان ولا غير رمضان ، ولكن ربك لهم بالمرصاد ينتظر تبجحهم وتسلطهم أكثر وأكثر ليكون الجزاء أعظم من العمل وستكون النهايات قاصمة والخاتمات كاسرة لكل ظالم مستبد وكل جاحد مستود ، فلا تفرحوا كثيرا ً أعداء رمضان ولا تتشمتوا بغيركم يا أعداء الإنسانية فالله أكرم منكم ولا ينسى من أفضاله أحدا ، وهو من خلق الكون وتكفل برزق العباد وحمايتهم من الإوباش والمتسلطين والمتسلطنين.
ربنا أرحم ضعف شعبنا وإكرم من يكرمه وأقصم ظهر من يظلمه ويفرق بين مكوناته ويفرق بين المواطنين ، إفرق بينه وبين الرحمة وأقصمه شر قصمة ... يا الله يا رب كلنا بشر ولدنا سواسية نصوم ونفطر نأكل ونشرب همنا واحد ومصيرنا واحد ورمضاننا واحد وعيشنا واحد .... ومليكنا عبدالله الثاني واحد .
ومالكنا هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ...سبحانه في عليائه لا اله الا هو عليه توكلنا واليه ننيب .