حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21188

تطوير المنظومة الامتحانية ضرورة ملحة

تطوير المنظومة الامتحانية ضرورة ملحة

تطوير المنظومة الامتحانية ضرورة ملحة

20-06-2015 10:27 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل تايه
اعتقد أننا لا بد أن نستوعب الحقائق العلمية والتربوية التي تعكس فهمنا العميق وإدراكنا المتواصل للضرورات الملحة التي تفرضها الحاجات التربوية الحديثة فيما يتعلق بتطوير المنظومة الامتحانية الحالية خاصة المتعلقة منها بالثانوية العامة ، فالامتحانات والتي هي أداة من أدوات التقويم الجزئي ، ليست هدفاً غائياً في حد ذاته.. باعتبار أن عملية التقويم ما هي إلا سلسلة متواصلة من حلقات المناشط التعليمية التربوية لإكساب المعلومات والمعارف والمهارات الإبداعية، والاتجاهات السلوكية والعلمية المتكاملة لإدراك حقائق وأهداف محددة، ونماء قدرات مؤهلة ومبدعة قادرة على العطاء والإبداع.

لكننا بدأنا ندرك وفي ظل آلية الامتحانات النمطية المكرورة خاصة على مستوى امتحانات الثانوية العامة أن امتحاناتنا مازالت تتسم بالعقم والجمود ، وتسير على نمط الكلاسيكية القديمة وعشوائية المعايير والدرجات التخمينية غير المدروسة بالشكل الذي يمنح الحقوق الكاملة لأبنائنا الطلبة بدقة ، والتي تقودنا في مجملها إلى عثرات واضحة تواجه عملية التقويم والاختبارات النمطية التي اعتدنا عليها ومن أهمها الأسئلة المفتوحة ذات الإجابات المتشعبة، وأسئلة المقال ، أو المركبة أو التعليلية أو الاستنباطية او غيرها من الأسئلة القياسية النظرية ، وعدم تناول أسئلة الذكاء والإبداع والتميز التركيز عليها بشكل هادف .

انني وبحكم معرفتي المتواضعة بالقياس والتقويم التربوي أعي تماماً أن الاختبارات المقننة أصبحت اليوم غير مفيدة او مجدية علمياً ولا تربوياً ولا تؤدي الغرض ، فهي لا تواكب مسار العصر التكنولوجي التقني الحديث ومتطلباته في مختلف مناحي الحياة ومجالاتها ما يتطلب تنوع اوجه وسائل التقويم تمشياً مع روح العصر العلمي وثورة الاتصالات والمعلومات المتجددة والمتغيرة وتجديد وتحديث آلية التقويم بوضع معايير حديثة ومتجددة دائماً تتضمن جوانب الإبداع العلمي والثقافي والمهاري والابتكاري ، ولو عدنا إلى تاريخ بعض الفلاسفة من مبدعين وعباقرة فقد كانوا من وجهة نظر بعض معلميهم مصابين بالتخلف العقلي او النفسي وإذا بهم يبدعون في مجالات أخرى، ليحققون أهدافهم وتطلعاتهم وطموحاتهم التي كانوا يصبون إليها.. ووصلوا إلى درجة الإبداع المتميز، وأصبحوا من العلماء الذين يشار إليهم بالبنان..

يجب أن ندرك تماماً أن هناك فرقاً كبيراً بين النبوغ العلمي الذي يكون مستقره الوعاء الذهني العقلي المتقد بالتفوق والتميز ، وبين آلية التقويم النمطي العقيم الذي يعتمد على أسس للرسوب أو النجاح في منح العلامات فقط ، بل يجب ان لا يغيب عن أذهاننا أن هناك عوامل عديدة ومتنوعة تؤثر سلباً أم إيجاباً على الطلبة فمنها السيكولوجي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها ، ومن هنا تأتي أهمية التقويم الشامل بدءً برياض الأطفال والمرحلة التعليمية الأولى وصولاً إلى المرحلة الثانوية .

إن المختصين بالقياس والتقويم يعتبرون ان الامتحانات التقليدية هي جزء من كل ، وهي وسيلة في حد ذاتها وليست غاية ، وفي ذلك أقول إننا لا نقلل من شأن أو أهمية الامتحانات النظرية بل مسعانا يهدف إلى إيجاد آلية حديثة للتقويم والقياس مواكبة لروح العصر الحديث ، كما وعلينا أن ندرك بعمق أن مرحلة التعليم الأساسي خاصة في الصفوف الثلاث الأولى هي أهم واخطر مرحلة في حياة أبنائنا الطلبة ، ما يتطلب إعداداَ جيداً للمعلمين وتخصيصهم لهذه المرحلة وتأهيلهم تأهيلاً علمياً ومهنياً، إضافة إلى تحديث المناهج باستمرار لتكون مواكبة لروح العصر.. وتدعيمها بالوسائل التعليمية الحديثة، والأدوات والمستلزمات المصاحبة للعملية التعليمية التربوية من أنشطة لاصفية ومسابقات وغيرها وبذلك نكون فعلاً قد بدأنا بالخطوة السليمة والصحيحة نحو الارتقاء بالتعليم والتعلم.

إن طلبتنا كم هم بحاجة إلى الاهتمام بالجوانب السيكولوجية والوجدانية خاصة في الظروف التعليمية الحالية , واعتقد ان المسؤولية في ذلك تقع على الجميع خاصة الآباء والأمهات والتربويين ما يتطلب غرس الثقة والتفاؤل في نفوس أبنائنا ألطلبه ، وتغير نمطية معاملتهم والتحول إلى تضمين الرفق واللين في السلوك اليومي معهم والتخفيف من تلك الانفعالات الحادة ، والتوترات المشبوبة بالرهبة والخوف التي أصبحت صفة ملازمة لشخصياتهم وفي ذلك دعوني أوجه رسالة إلى كل الزملاء التربويين القائمين على عملتي القياس والتقويم بتضمين مناهجنا الدراسية أنماط متعدد من وسائل التقويم وتعويد ألطلبه عليها والابتعاد عن توجيه التعليم داخل الغرف الصفية نحو الإجابات على الأسئلة المتكررة للمادة وتدريبهم على نمطية معينة كما حدث في امتحان اللغة الانجليزية الأخير إضافة ضرورة التركيز عن التعمق في دراسة المادة بمحتواها الكلي من المنهاج والابتعاد عن مناهج الظل الخفية التي تنتهجها المراكز الثقافية كبديل قوي عند طلاب الثانوية العامة وهذا يتطلب إشراف ومتابعة أكثر من إدارة التأهيل والتدريب والإشراف التربوي حتى نضمن إحداث تغيير نوعي في سلوك الطلبة ومعارفهم واتجاهاتهم ومهاراتهم ، وتحسين نوعية مخرجات العملية التعليمية بكل جوانبها المتباينة ، وهذا مجرد رأي أطرحه لوزارتنا العتيدة وزارة التربية والتعليم.. متمنين لأبنائنا وبناتنا كل التفوق والنجاح والتميز.
والله من وراء القصد
مع تحياتي








طباعة
  • المشاهدات: 21188
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم