20-06-2015 10:29 AM
بقلم : ديما الرجبي
عندما صافحت مطار الملكة علياء الأردني مودعة بلدي الأردن لمدة أعلم أنها قصيرة ولي عودة قريبة إن أفضى الله بالعمر بقية ، أصبت بِحُمه الاغتراب ولو كانت مؤقتة، وما أن دخلت مطار الدوحة وبدأت مشوار الترحال إلى وجهتي أخذت أتأمل النواصي والأرصفة والجسور والوجوه العربية والأجنبية والمواطنين القطريين ،وكانت الغصة تأخذ مكان نبضات القلب .
يوم أمس خرجت في جولة بعد الإفطار في "سوق واقف" والذي يعتبر من أهم محطات التعرف على تراث البلد هنا في الدوحة ، ما أن وطأت أولى الخطوات حتى شعرت بأني في " سوق السكر " في وسط البلد في الأردن الحبيب ، بدأت الغصة تتلاشى وبدأت أشعر بالانتماء إلى هذه البلاد الطيبة ،حتى وصلنا إلى منطقة التكيف مع الجنسيات والاختلاط المباشر مع الحضارات والثقافات المتعددة، لم أتردد في النظر إلى حد التحديق في كل وجه على حدا وربما أصيب البعض بالارتباك من شدة تأملي فيهم ولا أستغرب إن أصابتهم الحيرة مني وتساءلوا هل تعرفنا مثلاً ؟!
الدوحة مكتظة بالجنسيات والهويات ولكنها كما الأردن تحتضن العديد وتمنحهم نعمة الاستقرار والأمن والأمان وتهبهم حرية أن أشعروا بأنكم " منا" وليس " بيننا" .
في خضم هذه الفوضى الشرق أوسطية وانتشار ما أحبذ تسميته " الأمنفوبيا " وهو عدم الثقة بالدم العربي ، نجد أننا في أمس الحاجة بأن نتكلم مع الهندي والفلبيني والمصري والسوري والفلسطيني والأردني والعُماني والليبي واليميني واللبناني والتونسي والعراقي والخليجي والسعودي وكل الجنسيات بذات اللغة .
فأجمل ما يوحد اللغات هنا أنك عندما تتوقف على محطة تسمى " وقت الشاي"
وتطلب " كرك" وهو عبارة عن شاي وحليب من أي شخص يقف لأخذ طلبك أجنبي كان أم عربي، الكلمة الوحيدة العربية التي تستخدمها لتتواصل معه وتصل لغتك أو لهجتك هي " مدير" وكأن مفاتيح التقارب العربي الغربي توحد بكلمة وأسم واحد اتفق العرب والغرب على فهمه ؟!
ما أريد أن أقوله أننا ربما نختلف في السياسات والعادات والتقاليد والتوجهات وحتى نمط الحياة بيسرها وعسرها وكل دولة لها قدرات تختلف عن الأخرى لاعتبارات عديدة ولكننا إن أردنا إن نوحد القلوب قبل الصفوف لابد أن نفهم لغات بعضنا والأهم أن ننظر بذات المستوى البصري لا أعلى ولا أدنى حتى تتلاقى وجهات النظر وتترجم اللغات ونصل إلى التفاهم حتى عندما نصمت .
جميلة هي الدوحة تضم الكثير من أبناء بلدي الكادحين الذين يجاهدون لبناء مستقبل أبناءهم ولم أعد أتعجب للمغترب هنا كيف لا يشعر بالغربة فهو ما زال في بلده الأردن وقاتل الله المعابر والمقصات والحدود والتأشيرات ..
الدم عربي يُجمع ولا يُفرق .. والفتن تُفرق ولا تُجمع
من دوحة الخليج أقرؤكم السلام ......
والله المُستعان