حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 50016

لماذا هناك مشكلة متكررة في امتحانات الوزارة للغة الإنجليزية؟

لماذا هناك مشكلة متكررة في امتحانات الوزارة للغة الإنجليزية؟

لماذا هناك مشكلة متكررة  في امتحانات الوزارة للغة الإنجليزية؟

20-06-2015 11:14 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جلال عبد العزيز أبو حشيش
هناك أسباب عديدة لمشكلة امتحانات الوزارة في اللغة الإنجليزية ولكني سأركز على الدور الذي تلعبه امتحانات الوزارة في إحداث مشاكل، وتتزايد في السنوات الأخيرة.
1. نمط أسئلة الوزارة في امتحانات اللغة الإنجليزية:
منذ أكثر من 20 عام هناك أنماط مختلفة لأسئلة الوزارة، ولأنماط أسئلة الوزارة هناك جانبان سلبييان: الجانب الأول، أن المعلمين، سواء من يعلمون في المرحلة الثانوية أو حتى المرحلة الأساسية، يضعون نمط أسئلة الوزارة في الحسبان في أساليب تدريسهم. فإذا كان هناك فشل في تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس، فجانب كبير منه يقع على نمط أسئلة امتحان الوزارة لأن امتحان الوزارة يعتبر المرشد والموجه العام لأساليب التدريس وإعداد الطلبة لمرحلة التوجيهي. والجانب الثاني، كثرة تغيير نمط امتحانات الوزارة في السنوات الأخيرة، أربك المعلمين والطلاب على حد سواء. وإذا علمنا أن مادة اللغة الإنجليزية هي مادة مهارات، أي تعتمد على اكتساب مهارات معينة يطرحها المنهاج. فالذي يحصل في نسبة لا بأس بها من امتحانات الوزارة أنها تحتوي على تقييم مهارات إما غير مطروحة أصلا في الكتب المدرسية، مثل سؤال تحليل جدول، أو أكمل الحوار، أو التفكير الناقد أو سؤال الإملاء، أو أنها مطروحة على شكل مثال واحد في الكتاب. فكيف يتوقع واضع الأسئلة اكتساب مهارة ما من مجرد مثال، أو كلمة عابرة في المنهاج عليه تذكر معناها أو كيفية حلها؟

2. ماهية اللغة والنظرية التواصلية (Communicative approach)؟
المتابع لامتحانات الوزارة في اللغة الإنجليزية لأكثر من 20 عام، يجد أن الاختبار يتعامل مع اللغة كأنها مادة علمية يمكن التعامل معها بالعقل والاستنتاج كالرياضيات مثلا، أو انها مادة حفظ مثل مادة التاريخ. فلو نظرنا في كتب الوزارة مثلا، من الأول الابتدائي وحتى التوجيهي، نجد هناك عدد لا بأس به من قطع الاستيعاب التي لا يرافقها سوى عدد قليل من الأسئلة. لماذا؟ لأن النظرية التواصلية لا تفترض أن يفهم الطالب كل شيء في القطعة، بل لب النظرية هو أن يتعرض الطالب لكمية هائلة من اللغة الأصلية، ولكن المطلوب منه فقط الفهم العام، وليس كل ما ورد في القطعة من أفكار ومفردات- وهذا بالضبط الأمر الذي يبدو لا يدركه الكثير من واضعي أسئلة اختبارات اللغة الإنجليزية. فهناك الكثير من الأسئلة في الامتحانات تفترض أن الطالب يفهم جميع أفكار القطعة ومفرداتها- وهذا عكس ما تطلبه النظرية التواصلية في اللغة. أضف إلى ذلك، يقوم مؤلفوا المناهج بعملية ممنهجة في إكساب الطلاب مفردات معينة من خلال تكرارها بشكل دائم في المناهج السابقة وفي نفس المنهج، وهو ما يعرف بـ (recycling of vocabulary) والهدف من عملية إعادة تقديم المفردات باستمرار حتى يستطيع الطالب أن يكتسبها ويعرف أبعاد معانيها المختلفة حسب السياقات التي تقع فيها. هذا ما تقوم عليه المناهج. ولكن نرى أن أغلب امتحانات الوزارة، تفترض أن الطالب يحفظ كل مفردة، سواء مكررة سابقا أم لا. والأدهى من ذلك، عندما يتجنب واضع الأسئلة المفردات الرئيسية التي ركز عليها المنهاج (سواء في كتاب التوجيهي أو الكتب السابقة للتوجيهي) ويختار في الامتحان مفردات غير متكررة، ربما بعضها مر لمرة واحدة فقط (مثلا كلمة inception) لم ترد في جميع مناهج الانجليزي من الصف الأول ابتدائي حتى التوجيهي سوى لمرة واحدة فقط ،ومع ذلك اختارها واضعوا أسئلة الوزارة لسنتين متتاليتين. إن بناء المناهج عملية معقدة، على واضعي أسئلة الوزارة فهمها جيدا وتقييم الطلاب حسب النظرية، وليس حسب ما يرونه انه صائب، وهو ليس كذلك ابدا.

3. ماهية اختبارات اللغة؟
نعرف جميعنا ان اللغة عبارة عن مهارات: مهارة استيعاب، مهارة تحويل جملة إلى مبني للمجهول، مهارة كتابة مقالة/رسالة شكوى/ رسالة دعوة...الخ، مهارة استماع، مهارة اكتساب مفردات جديدة، مهارة تحويل الجمل من شكل إلى أخر، مهارة محادثة، مهارة تحليل جدول إحصائي...الخ. الغريب أن هناك إصرار من قبل واضعي أسئلة الوزارة على إدخال مهارات جديدة في امتحانات اللغة الإنجليزية لم يطرحها المنهاج سواء في التوجيهي أو في سنوات سابقة له. على سبيل المثال طلب أحد الأسئلة في المستوى3 للمعيدين هذا العام قراءة جملة واكتشاف كلمة ناقصة فيها. طبعا لا يوجد في جميع مناهج اللغة الانجليزية مهارة تعلم الطالب ذلك. بمعنى أخر نجد واضع الأسئلة يتصرف كما لو أنه مؤلف منهاج جديد، وليس دوره تقييم المهارات التي تعلمها واكتسبها الطالب في السنوات السابقة، او في سنة التوجيهي حسب المناهج التي تعرض لها. ولنا ان نتساءل: هل يحق لواضع أسئلة امتحان لغة أن يغير نمط الأسئلة التي تعرض لها الطالب في المناهج؟ الإجابة وحسب رأي خبراء الامتحانات والتقييم لا يجوز ذلك مطلقا في امتحانات اللغة، ببساطة لأن الامتحان يقيس مدى استفادة الطالب من اكتساب مهارات معينة تدرب عليها طوال الأعوام السابقة. فليس دور الاختبار تعليم الطالب مهارات جديدة وقت الامتحان- هذا دور المناهج وليس واضع الأسئلة.

4. الفروق الفردية
ما حصل في امتحان المستوى 4 لهذا العام، وفي بعض الأعوام خاصة التي تشهد احتجاجات شديدة، انه لم يراعي الفروق الفردية بين الطلاب، ولم يتدرج في الأسئلة من السهل إلى الصعب. وهذا أدى إلى انهيار أعصاب الكثير من الطلاب داخل وقت الامتحان.

حلول:
- على واضعي أسئلة اختبارات اللغة الإنجليزية فهم النظرية التي بنيت عليها المناهج، وجميع منطلقاتها ونظرتها التقيمية لاكتساب مهارات محددة طرحتها المناهج.
- التقيد التام بنمط محدد في الأسئلة، لأن الهدف من الامتحان هو قياس ما تم التدرب عليه وبنفس الكيفية. فليس عيبا ولا ضعفا في الامتحان أن يكون بنفس طريقة التدريبات في الكتاب المدرسي وبنفس نصوص تعليمات الأسئلة التي تعود عليها الطالب، لأننا نقيس مهارة، وليس قدرات على فهم الأسئلة كما في المواد الأخرى.
- تطوير امتحانات الوزارة على اعتبار أن الامتحان أداة تعليمية وتقيمية، وليس تقيمية فقط. لأن امتحانات الوزارة هي المرشد والموجه العام لأساليب التدريس عند المعلمين في أغلب المراحل.
والله ولي التوفيق








طباعة
  • المشاهدات: 50016
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم