20-06-2015 02:22 PM
بقلم : راشد فريحات
في هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة، الكثير من العادات الرمضانية التي تميزه عن باقي أشهر السنة، من بينها: العبادة المكثفة من قراءة القرآن وصلاة تراويح وإقامة الليل وغيرها، والتكافل الاجتماعي، والتواصل المكثف بين الأقارب والأرحام، وإقامة ولائم الإفطار، والحركة التسوقية التي تملئ الشوارع والمحلات والمولات "بشكل عائلي"، والخيم الرمضانية التي تعج بالحياة، والمسحراتي، والزينة التي تملئ البيوت والمحلات والشوارع، والسهر داخل وخارج البيوت حتى ساعات الفجر، وغيرها من العادات التي باتت جزء من سلوكنا الرمضاني .
من المشاهد الجميلة التي تبعث الإطمئنان والسعادة والمحبة في قلوبنا :منظر الشباب الذين يقفون مع إقتراب أذان المغرب على "الإشارات" في شوارع العاصمة "عمان" وفي العديد من مناطق المملكة .. يتحركون برشاقة وحيوية وفرحاً يملئ أعينهم وملامحهم، يوزعون التمر الفاخر، والماء البارد، بطريقة مفرحة، فلا تستطيع إلا أن تدعو الله أن يكرم هؤلاء الفتية على هذا العمل النبيل الراقي، الذي يشع بأخلاق المسلم السمح المحب للأخر، المفعم بالحياة، العابد لله .
ليس لدى هؤلاء الشباب أي مكاسب دنيوية يبحثون عنها، وإنما ليحظون بأجر إفطار صائم .. وهو أجر عظيم عند الله .. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا ) .
لقد ترك هؤلاء الفتية موائد الطعام مع العائلة، ناسين جوعهم وعطشهم .. متقربين إلى رب العباد، خالقين حالة ذهنية لدى كل من يشاهدهم بضرورة الرجوع إلى فطرتنا، وإنسانيتنا، وقيمنا الجميلة .
هذه فرصة حقيقة يجب استثمارها بشكل بحثي وعلمي، والبناء عليها وتعميمها .. من خلال التفكير في كيفية تفريغ الطاقة الهائلة المتدفقة عند شبابنا، والعمل على ووجيه سلوكهم إلى أعمال إيجابية تخدم المجتمع وتعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع، بدلاً من الفراغ الذي سيطر على جيل بأكمله، ففقد الكثير من شباننا أهمية وجوده في الحياة، وبات يشعر بالعبثية والاحباط لكونه لم يحظى بفرصة جيدة من عمل وزواج وعلاقات اجتماعية جيدة تناسب طموحاتهم وشخصياتهم .
شبابنا جميل، ومعطاء، ومدعاة فخر وأمل .. نعول عليه الكثير لما هو أهل له، ونحمد الله الذي بلغنا رمضان ونسأله جل وعلى أن ينعم علينا بالطمئنينة والرخاء .. وأن يحمي هذا البلد وهذه الأمة ... وكل عام وأنتم بألف خير ومحبة وسلام