حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25530

تناقضات

تناقضات

تناقضات

21-06-2015 07:07 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. مفلح فيصل الجراح
كيف لك وأنت تكتب أن تبين للقارئ صدق كتاباتك وبعدها عن التدليس والكذب والخداع ، وانك تكتب بما يمليه عليك ضميرك وحسك الأخلاقي أثناء تناولك لقضايا الساعة الهامة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي وخصوصا عندما تكون كاتبا معروفا ومنذ سنوات طويلة في العمل الصحفي أو الإعلامي أو الأدبي أو غيره ، ولك من المتابعين الكثير الذين ينتظرون كتاباتك وآرائك في قضية ساخنة وما أكثرها من قضايا في هذا الزمن .
ومن المعروف أن هناك قواعد أخلاقية وعلمية للكتابة في مقال أو تحليل لقضية أو استكشاف لرؤية أو إبداء رأي لموضوع ما ؛ بعيدا عن المصالح الشخصية أو الجهوية ضمن ضوابط شخصية ووطنية لا يحكمها إلا ضمير الكاتب نفسه باعتبار أنه يكتب في وطنه وعلى أرضه.
إذا ما الذي يحدث ؟ وحتى لا نبتعد عن مضمون المراد من هذا المقال فسأكون مباشرا جدا في طرح ما يشهده الواقع بخصوص ذلك ، فنرى هناك من لا يتعاطى مع السياسة الأمريكية برمتها ولا يقبلها ولكنه في موضوع معين يعود ويستشهد بتلك السياسة كمعيار لصحة أقواله وطرحه ، وهناك من يرى في حكومة الرئيس النسور نجاحا كبيرا في تعاملها مع الأحداث وسرعان ما يكيل التهم الجزاف لها دون احم أو دستور، وهناك من يرى الريادة والنجاح في تجربة الحكم في تركيا وفجأة ينسى نفسه ليكون اردغان محل هجومه وانتقاده ، وهناك من يرى في الربيع العربي انتفاضة شعب طلبا للحرية والكرامة ومصدر الهام للشعوب الأخرى وهو في نفس الوقت ينتقد نتائج تلك الثورات وويلاتها على الشعوب ، وهناك من يطالب بالحرية للشعوب وفي نفس الوقت تجده من اشد المدافعين عن النظام السوري ، وهنا يجب عدم الخلط بين امتداد الفكر والرأي وعدم جموده حول قضية ما أو عدم تمترسه خلف قضبان مغلقة لا تتحرك ولا تدور وبين فكر متقلب يميل حيثما الريح تميل وبعد عرض تلك النماذج فما الذي يحدث عندما نكتب ؟ هل نضع مصلحتنا الشخصية أولا أم المصلحة الوطنية أم مصالح جهات أخرى أم خوفنا من ردة فعل الشارع لكي لا نخسر شعبيتنا أم أن هناك ضغوط واعتبارات أخرى لا نستطيع تجاهلها أو الإفصاح عنها فهي ضمنيا معروفة لدى الجميع أو هكذا نفهمها .
كل ذلك فيه تشويه مختلف الدرجات فقد يكون فهمنا لمصالحنا الشخصية أو الوطنية أو الشعبية ضار لها ، لأنه عندما تتعدى كتاباتنا حيز المبدأ الصادق مع أنفسنا فالنعلم أننا وقعنا في المحظور وهنا حدث ولا حرج عن الكم الهائل من الأخطاء والعواقب الناتجة عن ذلك والتي ترخي بظلالها على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والأدبية والفنية ، فتصبح الحلول صعبة ومحاولات التصحيح معقدة .
وهنا يجب أن لا نقع في لبس شديد الحساسية والمتعلق بعدم الخلط بين إبداء الرأي واحترام الرأي الأخر وعدم مصادرة الآراء المخالفة والتشكيك بأصحابها من جهة وبين الافتراء والكذب والخنوع لإملاءات خارجية بغيضة والترويج لها بحجة حرية الرأي والفكر من جهة أخرى ؛ فشتان بين الجهتين لان كل منهما في طريق معاكس .
وهنا قد تقتضي الضرورة ولمصالح عليا للوطن بعدم إبداء النصح والمكاشفة على الملأ في بعض الأحيان ، بل أن تكون النصيحة في طريقها الصحيح إلى الشخص المعني أو الحكومة المعنية أو الحالة المعنية والمقصود بطريقها الصحيح أن تكون خاصة وغير معلنة ومباشرة حتى تصل إلى مبتغاها ؛ وهو تحقيق المصلحة العادلة لمتلقيها ومن ثم انعكاس تلك المصالح على الجميع .
والحالة المنطقية التي ينادي بها كاتب المقال لتدارك ذاك المشهد المتقلب لنصل إلى عين الحقيقة أن نكتب بضمير حي لا نخشى في الله لومة لائم واضعين صوب أعيننا مخافة الله أولا ثم مصلحة الوطن وأبنائه ثانيا أو نجلس في بيوتنا لان الصمت في أحيان كثيرة ابلغ من الكلام .








طباعة
  • المشاهدات: 25530
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم