24-06-2015 11:32 AM
سرايا - سرايا - يذهب الشاعر الأردني محمد سمحان إلى أن «قصيدة النثر الحقيقية أصعب من قصيدتي: التفعيلة والبيت، بما تحتويه من تحولات في أسلوب بنائها وكثافة اللغة وشعريتها واعتمادها على الخيال الجامح الذي شكل «رامبو» الفرنسي ذروتها»، في الوقت الذي يؤكد فيه أنه على الصعيد الشخصي «منفتح على جميع التجارب»، ويشجع «المحاولات الحقيقية شريطة التزام الشاعر وإتقانه للأنواع الشعرية الثلاثة». ويرى سمحان، الذي كان أصدر خمسة دواوين شعرية هي «معزوفتان على وتر مقطوع» و»أناشيد الفارس الكنعاني» و»أنت أو الموت» و»قال النبي الطريد» و»أفاويق»، إضافة إلى كتاب «الطريق إلى يبوس»، «أن الحركة النقدية فشلت في تشكيل مظلة نقدية حقيقية تفرز الشعر، وقد تحمل الجامعات بأساتذتها وخريجيها الإدانة الكبرى، ذلك أن أساتذة الجامعات في معظمهم كسالى لا يتابعون حركة النشر ولا يتعرفون الأصوات الشعرية وإنما يذهبون للمكتبات ليأخذوا من الكتب المنشورة آراءهم وأفكارهم ويكتبوا عن أعلام كبار وبذلك يعزلون طلبتهم عن مواكبة حركة الإبداع الشعري». ويؤكد سمحان، في حوار أجراه معه موقع (الجزيرة نت)، «أن للعملية النقدية معايير وذائقة شعرية ونقدية، وهذه أمور غير متيسرة لأن النقاد العرب لا يمتلكون الثقة ولا يختلفون في مسلكياتهم عن مواطن عادي يريد شراء سيارة جديدة لا يستطيع التعامل معها أو تصليحها». ويعتبر الشاعر سمحان أن مواقع التواصل الاجتماعي كسرت احتكار الصحافة بأشكالها التي كانت أشبه بسد يحجز الترسبات خلفه، والآن انهار وأصبح بإمكان أي فرد دخول فيسبوك ونشر ما يشاء. وسيفرز هذا التدفق في النهاية أصواتا شعرية حقيقية إلا أنه سيصبغ الساحة الشعرية بصيغة غير معقولة أو منطقية ويغذي نزعة تدميرية لذائقة المتلقين. ويرى سمحان أن «الشاعر بطبيعته متمرد على واقعه، وإذا دخل في علاقة همود مع واقعه لا يعود شاعرا ولا يكتب شعرا، ولعل هذا السبب الذي جعل أفلاطون يطرد الشعراء من جمهوريته لأنهم يثيرون القلق والإزعاج. فالشعراء لا يتعاملون مع الواقع ويبنون دولتهم في خيالهم ويريدون لعالمهم أن يبقى متحركا باحثا عن الأجمل والأمثل والأفضل، وهذا ما يزعج السلطة، كما يعملون دائما بعيون المستقبل في البحث عن مستقبل أكثر روعة لهم وللأجيال المقبلة. أما الشعراء الذين يصفقون للسلطة فسيبقون كأجساد الموديلات وترمى قصائدهم وينسون بعد غيابهم عن مسرح الحياة.