25-06-2015 10:05 AM
بقلم : علي الحراسيس
... بعد إلغاء مساق الثقافة الاسلامية عام 2008 من متطلبات الجامعة الإجبارية جاء الدور الان على اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم " وكذلك التربية الوطنية وتاريخ الاْردن وتاريخ القدس !
وزير التعليم العالي يدافع عن قراره المستمد من " توصيات المبادرة النيابية " منح الجامعات صلاحية وضع المتطلبات الإجبارية لخرجي البكالوريوس دون الزام تضمينها اللغة العربية والثقافة الوطنية وتاريخ الاردن !
أذكر ونحن ندرس في سوريا وحتى اولئك الذين درسوا في العراق ومصر أنهم كانوا كثيرا ما يشعرون بالخجل تجاه ضعفهم في مادة اللغة العربية بكل علومها : النحو والبلاغة والعروض والقوافي والاشتقاق والتصريف والإعراب والترادف والتضاد ،وكان الطالب الأردني يشعر بمرارة ضعفه في لغته الأم ويواجه احراجات كبيرة أمام طلاب تلك الدول .
أما وقد اقترن القرآن الكريم بلغتنا العربية كأحد اهم اللغات السامية وأصلها منذ قرون ، بل ذهب البعض لاعتبارها اللغة الأم ولغة سيدنا أدم " لغة أهل الجنة " وكان تسمى اللغة العالية او اللغة الرفيعة التي تظهر مدارك الشاعر وثقافته أمام الملوك في تلك العصور ، فمن الطبيعي أن يتصدر لها اعداء الأمة وأنصار التغريب والتمييع ويجري عليها مؤامرات بدأت من إضعاف تقديمها وتمكينها لطلبتنا حتى بلغ وبإعتراف الوزراء أن هناك 300 الف طالب في المرحلة الأساسية لايجيدون القراءة والكتابة ! وهذا " انجاز " لمن لعبوا دورا عبر عقود لإضعاف اللغة العربية وإضعاف أهلها ومنع تواصلها وتداخلها مع لغات أخرى دخلت اليهم عبر القرآن الكريم ، وهي كذلك مؤشر تقصير يمارسه ويمعن فيه وزراء التربية الى اليوم .
اليوم تنتشر بين اوساط الجيل الجديد ظاهرة كتابة اللغة العربية بأحرف لاتينية " انجليزية " وتمر مرور السلام دون أن تتنبه وزارات الثقافة والتربية ومجمعات اللغة العربية للتنديد بها وادانتها او الاشارة اليها ، ونخشى ان تكتب لغتنا بالأحرف اللاتينية كما فعل اتاتورك باللغة العثمانية التي كانت تكتب بأحرف عربية أن حولها الى أحرف لاتينية ، ضمن مؤامرة إضعاف اللغة وإضعاف تداول وقراءة القرآن الكريم و نتج عن جهود التتريك المنظمة والمكثفة والمستمرة تلك أن أصبح هناك لغتان مختلفتان لغة عثمانية وأخرى تركية، وتم بذلك وضع حاجز لغوي بين الشعب التركي وتراثه العثماني الإسلامي، لا بل إن الاستمرار المكثف والنشيط والمستمر لعملية تتريك اللغة وتنقيتها أو تغريبها قد أسفر عن خلق حواجز إضافية غير متوقعة بين الأجيال التركية المختلفة أيضا، وأدى إلى خلق بعض الصعوبات في التفاهم اللغوي بين الأجداد والآباء والأبناء.
ما يثير الشك في قرارات التعليم التعالي وتخاذل وزراء التربية والتعليم حيال تدني مستوى الطلبة في علوم لغتهم العربية واجادتها ونشرها هو صمت الحكومات والبرلمان ومجمعات اللغة العربية ووزارة الثقافة ورفضهم التدخل ووقف تلك التعديات والمؤامرات التي تطال لغتنا والتي يبدو أنها تمهد لما هو أخطر وأعظم مصيبة قادمة يخطط لها اعداء الأمة واعداء دينها من خلال تلك الإختراقات .