25-06-2015 10:11 AM
سرايا - سرايا - يذهب الأديب يوسف البري إلى تأكيد أهمية الموروث الشعبي، بخاصة لدى الأدباء الذين يكتبون للأطفال، لما يزخر به من قيم اجتماعية نبيلة وشائقة في الوقت نفسه، ويرى ضرورة الوعي النفسي والمعرفي بالفئات العمرية في مرحلة الطفولة ومتطلباتها قبل قبل استهدافها بالكتابات الأدبية، «فلكل فئة قاموس خاص من الكلمات وأسلوب طرح ومجرى سير أحداث يختلف عن الفئة العمرية الأخرى». البري نفسه عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وصدر له في أدب الطفل: المجموعة القصصية «حيلة الغراب وقصص أخرى» 2002، والمسرحيات: «زينة وسر الطبل الكبير»، 2005 و2014، «مهران في غابة الريحان» 2006، و»بترا والهدية العجيبة» 2008. «الدستور» التقت الأديب البري، وأجرت معه الحوار التالي حول تجربته الإبداعية وشجون أدب الطفل في عالمنا العربي.. * يحضر الموروث الشعبي في صورة لافته للنظر في كتاباتك القصصية والمسرحية كيف تنظر إلى أهمية الموروث بوصفك كاتباً لأدب الأطفال؟ - يزخر الموروث الشعبي بالكثير من الحكايات الخرافية والشعبية الشائقة والقيم الاجتماعية، ويمكننا من الانتقال من بيئة إلى بيئة ومن مكان إلى مكان ليطلعنا على أهم العادات في المجتمع القديم وينسج لنا أدق تفاصيل حياتهم بعلمها وفنها فهو يطرح أمامنا الميثولوجيا الإنسانية بكل امتداداتها. وقد تكون معظم النصوص الأدبية المستمدة من التراث الشعبي غير موجهة للأطفال، لذلك أجد أن ثمة مسؤولية مباشرة أمامنا جميعاً كأدباء أطفال تتمثل بالمرور في أطروحاتنا الأدبية بموروثنا الشعبي. لذلك تناولت عبر تجربتي الإبداعية في مجالات القصة والمسرحية والرواية أهم السمات التي تعالى بها موروثنا الشعبي لأقدمها بنكهة محببة لأحبائنا الأطفال. * كنت كتبت المسرحية، وأخرجتها كذلك، وكتبت القصة والرواية في لإطار أدب الأطفال، مستهدفاً فئات عمرية مختلفة، فأي هذه الفئات وجدتها أكثر حيوية استعدادا للتفاعل معك؟ - عندما أشرع في كتابة أي عمل أدبي للطفل أعي جيداً ضرورة اختيار الفئة العمرية المستهدفة بعناية فائقة حيث كل ما سيكون بعد ذلك مرتبط ارتباطا مباشرا بالفئة العمرية المستهدفة، فلكل فئة قاموس خاص من الكلمات وأسلوب طرح ومجرى سير أحداث يختلف عن الفئة العمرية الأخرى. فأنسب ما يكون للمرحلة العمرية الأولى مثلاً هو كتابة القصة وليست الرواية، لأن الطفل في هذه المرحلة لا يملك الشهية المطلقة للقراءة على مراحل، فهو يريد أن يحيط بكل التفاصيل والأحداث جملة واحدة ومن دون أي تجزئة، أما فيما يتعلق بالنص المسرحي فيمكن القول إنه أشبه ما يكون بالغيمة التي يشكلها الكاتب وفق المرحلة العمرية التي يريد استهدافها ويمطر منها رسالته عبر جمل حوارية قصيرة قابلة للتشكيل وفق معطيات كل فئة عمرية. * كانت لك تجربة رائدة على صعيد أدب الطفل تمثلت بإنشائك واحداً من أوائل المواقع الالكترونية في العالم العربي، مطلع تسعينيات القرن الماضي، المعنية بالطفل وآدابه تحت عنوان «يمامه أون لاين» ماذا عن تلك التجربة؟ - تعد تجربة موقع «يمامه أون لاين» الإلكتروني محطة هامة في حياتي الإبداعية، فانطلاقاً من إيماني التام بضرورة أن يواكب الطفل كل أشكال العلم والتطور والمعرفة جاءت فكرة إنشاء موقع إلكتروني يعنى بثقافة الطفل وآدابه ويطرح ويقدم له كافة الأجناس الأدبية التي تعنى به ويعرض نتاجه الأدبي والفني ويركز على تقديم الدعم اللوجستي لموهبته من خلال تقديم النقد البناء له واطلاعه على الكتابات الأدبية لكبار كتاب الأطفال في الأردن والوطن العربي، لقد أنطلق موقع (يمامه أون لاين) في فترة لم يكن ثمة مواقع تعنى بثقافة وأدب الأطفال على المستوى المحلي والعربي لذلك كانت تجربة رائدة أحاطها الكثير من المعيقات والتحديات أهمها عدم إيمان شريحة كبيرة من المجتمع في تلك الفترة بأن الانترنت وسيلة هامة من وسائل الثقافة والتعلم ونقص الخبرة في التعامل مع الانترنت من قبل الأطفال والحرص والحذر المفرط من الاسرة عند استخدام الانترنت من قبل الأطفال، لذلك شرعنا على تحرير مادة تعليمية تعنى بالأنترنت وطرق سلامة وحماية الأطفال عند التعامل معه وأهم الأسس التي يجب إتباعها عند استخدامه وقد كانت هذه المادة تنشر في كافة مجلات الأطفال المحلية وبشكل شهري حتى نرسخ لدى الطفل والأسرة معاً ضرورة الايمان بضرورة التواصل مع الانترنت طالما أننا ندرك السلبيات والايجابيات. إن تجربة موقع (يمامه أون لاين) كانت نقلة نوعية في تلك الفترة في أسلوب الطرح والتلقي لثقافة أدب الأطفال وساهمت بشكل مباشر على ولادة جيل استطاع التفاعل معنا بشكل مبهر لتتوسع نشاطاتنا وترقى إلى أعلى د|رجات التعاون بيننا وبين الطفل واسرته ومدرسته، كما أن هذه التجربة وضعت أمامي فرصة التعارف والتواصل المباشر مع نخبة كبيرة من كتاب وأدباء الأطفال على الصعيد المحلي والعربي. * ماذا عن انشغالاتك الابداعية الآن؟ - انتهيت منذ فترة قريبة من وضع اللمسات الأخيرة على رواية جديدة لي تحمل عنوان «غنى القمر» وكتابة ثلاث مسرحيات جديدة للأطفال ومجموعتين قصصيتين، إذ سأعمل على نشر بعضها من خلال دور نشر عربية وبعضها الأخر سأعمل على نشره محلياً، كما أني أعمل بالشراكة مع كاتب الأطفال محمد جمال عمرو وتحت مظلة مركز زها الثقافي للأطفال على تدريب فريق إذاعي وتلفزيوني من الأطفال على المهارات الإعلامية مثل الإعداد والتقديم والتصوير والمونتاج. وكما أقوم بالإشراف على تدريب الفرقة المسرحية الخاصة بمركز زها التي تخوض في هذه المرحلة تدريبات مكثفة على ثلاثة أعمال مسرحية من تأليفي تمهيداً لعرضها في المرحلة المقبلة.