بقلم :
من البرامج الجميلة التي تعرضها القنوات الوثائقية وبشكل دوري هي هجرة الحيوانات السنوية والشهرية وانتقالها من مكان إلى آخر ، لفت انتباهي أثناء رحيل وهجرة الأسماك وانتقالها بين البحار والمحيطات وقوف بعض الدببة على شلالات الأنهار تلتقط وتلتقف تلك الأسماك المهاجرة والعابرة من هذه الشلالات ، وقد تمركزت وسيطرت هذه الدببة القوية على المواقع الإستراتيجية للقنص ،وبقية الحيوانات تعيش وتعتاش على بقايا ومخلفات تلك الزمرة القوية من الدببة.
وكما تجري العادة في مناطقنا وقرانا فقد اعتدنا أن يأتي بعض المحسنين وأهل الخير إليها كي يقدم الدعم إلى العائلات المستورة، وإنشاء بعض المشاريع الصغيرة كي يعتاش منها تلك الفئة الفقيرة ، لكن هناك بعض الأشخاص الذين يقتنصون ويصطادون هؤلاء المحسنين محاولين توجيههم نحو بناء المساجد وتوسعتها وزخرفتها وتزيينها، فقد أصبح بين المسجد والمسجد مسجد ، وقد دخل كرنيش الجبس والبحرات والإنارة الخافتة سقوف مساجدنا ، وزينت جدرانها بالتحجير والتخشيب والتعتيق ... هذا لا يعني أننا نقف في وجه بناء المساجد واعمارها ، لكن يجب إن يكون البناء ضمن ضوابط وأسس وحسب حاجة المنطقة وحاجة المسجد للتوسعة، وان نبتعد عن البهرجة والإسراف في البناء، ولا نضيع اجر هذا المحسن على التزيين والتبرج ،،، ويبقى الدور الكبير هنا على لجان المساجد في توجيه هذا المحسن نحو الصحيح، فربما يوجد جار للمسجد الجميل المزركش لا يوجد على مائدة إفطاره إلا التمر والماء.